6 آلاف طالب فلسطيني في مصر يواجهون أزمة بعد انقطاع الاتصال بعائلاتهم في غزة

فقد إسماعيل غيث الاتصال بوالده الذي يعمل طبيبا في مستشفى الشفاء في قطاع غزة منذ أسبوع.

يقول غيث الطالب في كلية طب جامعة الزقازيق المصرية لـ”القدس العربي”، إنه منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لم تصله أي أموال من عائلته وهو المصدر الوحيد للإنفاق على دراسته في مصر: “تلقيت آخر اتصال من والدي قبل أسبوع، قبل أن يتعرض مستشفى الشفاء الذي يعمل به للقصف والحصار من قبل قوات الاحتلال”.

حلم غيث بإنهاء دراسته والانضمام للفريق الطبي في قطاع غزة بات مهددا بسبب انقطاع المساعدات المالية التي كانت ترسلها له عائلته.

يتحدث غيث عن الأزمة التي يواجهها وزملائه من الطلاب الفلسطينيين في مصر بعد إيقاف صرف الرواتب في قطاع غزة منذ العدوان بسبب تضرر البنوك، قائلا: لم يحصل أهلنا على الرواتب سواء من السلطة الفلسطينية أو حكومة حركة حماس بسبب تضرر البنوك.

تبلغ مصروفات الدراسة في الترم الواحد في الجامعة 1500 دولار بحسب غيث، الذي يناشد وزارة التربية والتعليم العالي في مصر والسفارة الفلسطينية في القاهرة بإعفاء الطلاب الفلسطينيين من مصروفات العام الدراسي الحالي بسبب الحرب، قائلا: في الوضع الطبيعي يكون أوضاع الطلاب الفلسطينيين صعبة، لأن العائلات توفر المصروفات ونفقات إقامة الطلاب بصعوبة بسبب الرواتب الضئيلة أو من خلال الاقتراض في ظل ظروف مالية صعبة.

طالب غيث السفارة الفلسطينية في القاهرة، بتوفير مصروف شهري للطلاب حتى يستطيعوا توفير مستلزماتهم الحياتية من أكل وسكن وحتى يتمكنوا من شراء الكتب وأدوات الدراسة، مؤكدا أن جامعة الزقازيق إحدى أكبر الجامعات المصرية من حيث عدد الطلاب الفلسطينيين.

وكان الدكتور أحمد العناني عميد كلية الطب في جامعة الزقازيق، اتخذ قرارا بمنح طلاب فلسطين فرصة لتأجيل الامتحانات، وكتب على صفحته على الفيسبوك: طلاب فلسطين الحبيبة من أراد منكم تأجيل الامتحان من طلاب الفرقة الخامسة والسادسة يتقدم بطلب تأجيل للدور بدون عذر فقط بإثبات الهوية، العالم كله يعلم عذركم.

ومن شرق البلاد إلى شمالها حيث جامعة الإسكندرية، يواجه أكثر من 300 طالب فلسطيني الأزمة نفسها، بحسب حملة مصيرنا واحد التي طالبت بإعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية بسبب ظروف الحرب.

الحملة التي تم تدشينها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 لمناقشة القضايا الصحية والمشاركة في وضع حلول لها، طالبت الحكومة المصرية ممثلة في رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ورؤساء الجامعات المصرية من إعفاء الطلاب الفلسطينيين بالجامعات المصرية المختلفة من سداد الرسوم الدراسية في ظل الظروف الكارثية التي لحقت بأهاليهم وذويهم داخل فلسطين جراء الاعتداء الإسرائيلي الوحشي.

وقالت الحملة في بيان لها، إنها تواصلت مع بعض الطلبة الفلسطينيين الدارسين في كلية طب الإسكندرية الذين أكدوا تراكم المصروفات والرسوم الدراسية عليهم بعد انقطاع تواصلهم مع أهاليهم جراء القصف الصهيوني وفقدوا مواردهم المالية، وأفاد الطلاب أن عددهم بكليات جامعة الإسكندرية يقدر بأكثر من 300 طالب وطالبة منهم حوالي 150 في كلية طب الإسكندرية.

وذكر الطلاب أن الرسوم السنوية للطالب ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار أمريكي، وأن جميع الطلاب لن يستطيعوا سداد هذه الرسوم إضافة إلى وجود أقساط قديمة متأخرة على بعضهم، هذا إلى جانب أعباء المعيشة.

وطالبت الحكومة المصرية بإصدار قرار فوري بإعفاء الطلاب الفلسطينيين الذين تعيش عائلاتهم المتكفلة بهم داخل فلسطين من المصروفات والرسوم الدراسية في جميع الجامعات المصرية.

وناشدت منظمات المجتمع المدني المصري النظر إلى دعم هؤلاء الطلاب والطالبات من منطلق الواجب.

ط

تأجيل دفع المصروفات

ويبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين الدارسين في مصر، بحسب وزارة التعليم العالي المصرية، 6000 طالب.

منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تصاعد الحديث عن ضرورة إعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية، إلا أن القرار الذي اتخذته وزارة التعليم العالي في مصر، جاء تحت بند تأجيل دفع المصروفات، بحسب بيان السفارة الفلسطينية لدى القاهرة.

وقالت السفارة في تنويه للطلاب، إن الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، أبلغتها بالموافقة على تأجيل سداد أقساط الرسوم الجامعية للطلبة الفلسطينيين الدارسين من قطاع غزة للعام الدراسي الحالي، كذلك تسليمهم شهادات القيد لتقديمها للإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، وفقًا لقرار المجلس الأعلى للجامعات.

وأكدت السفارة أن التباحث جار ومستمر مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية لاتخاذ إجراءات إضافية من شأنها التيسير على الطلاب الفلسطينيين؛ تقديراً للظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأبي.

وقدمت السفارة الشكر لمصر ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي نظير جهودها المستمرة من أجل تخفيف الأعباء على أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الأوقات العصيبة.

وشدت السفارة على أيادي أبناء فلسطين الدارسين في مصر، مثمنة استمرارهم في أداء رسالتهم السامية، متمنية أن ينعم الله على فلسطين بالسلام والاستقرار، وأن يحقن دماء أبناء الشعب المراق من قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وأن يرحم الشهداء ويقدر الشفاء العاجل للجرحى البواسل.

وتتراوح مصروفات العام الدراسي للطالب الفلسطيني في الجامعات المصرية بين 3 و7 آلاف دولار حسب الكلية التي يلتحق بها، والبلد التي حصل على شهادة الثانوية العامة منها، وتختلف المصروفات من جامعة لأخرى.

وتحتل كليات الطب البشري صدارة قائمة الكليات من حيث قيمة المصروفات، حيث يتراوح مصروفات الطالب الدراسية فيها بين 3 آلاف أو 4 آلاف دولار، إذا كان الطالب حاصل على شهادة الثانوية العامة من داخل فلسطين، فيما تصل المصروفات إلى 7 آلاف دولار، إذا كان الطالب حصل على شهادة الثانوية العامة من خارج فلسطين.

مبادرات أهلية

وأمام الأزمة التي يواجهها الطلاب الفلسطينيين، خرجت مجموعة من المبادرات التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني المصري لمساعدتهم على تجاوز الأزمة.

وأطلق التحالف الوطني الأهلي في الإسكندرية، وهو تحالف يضم 34 مؤسسة وجمعية أهلية ولها فروع في كافة المحافظات، مبادرة لسداد مصروفات الطلاب الفلسطينيين.

المهندس إيهاب زكريا عضو مجلس الشيوخ ومنسق الأمانة المركزية التحالف الوطني في محافظة الإسكندرية، قال إن التحالف أطلق مبادرة بالتعاون مع شباب جامعة الإسكندرية تستهدف جمع وسداد المصروفات الدراسية للطلاب من أشقائنا الفلسطينيين لهذا العام.

وأطلقت جمعية “علشانك يا بلدي”، حملة بعنوان “سند”، لدعم الطلاب الفلسطينيين، وقالت إنها قدمت دعم حتى الآن لـ600 طالب لمساعدتهم على مواجهة أعباء وتكاليف الحياة في مصر في ظل انقطاع تواصلهم عن أهلهم.