
كتب : يوسف شرقاوي.
بداية، التحليل السياسي الصائب 100% شرف لا أدعيه، فلربما غيري له دراية في التحليل السياسي أفضل مني بكثير، ولكنني أتوجس خيفة من إجتماعات النظام الرسمي العربي، مع الفلسطينيين، سيما أن ثلاثي إجتماع العلمين الثاني، يرتبط بمعاهدات “سلام” مع دولة الإحتلال، تعترف بحقه وشرعيته بدولة على أنقاض حق الفلسطينيين.
فمصر خرجت من الصراع مع إسرائيل، وأسقطت خيارها العسكري، أواخر سبعينيات القرن الماضي “في عهد السادات”أي عمليا وباختصار سقطت من التاريخ، لأنه ومنذ الأزل هنالك قاعدة تقول: “من يُسقِط خياره العسري، يسقط من التاريخ” لقد نجح هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق “في عهد جيمي كارتر” نجح في اصطياد “الحوت المصري” الذي لاحرب بدونه، مقابل سيادة منقوصة على سيناء، وعلاوة على تلك السيادة المنقوصة، قيد الجيش المصري بقيود مهينة من حيث العقيدة القتالية، والتسليح، والعدد، والتشكيل.
والأردن، أيضا وقع على معاهدة “سلام” مع إسرائيل “اتفاقية وادي عربة” بعد توقيع اتفاقية أوسلو مابين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي جوهره وباختصار تأبيد الإحتلال بموافقة فلسطينية.
عمليا، كان الأردن قد حُيّد من الصراع العربي الإسرائيلي حسب شهادة الراحل “محمد حسنين هيكل” يوم ٦/حزيران ١٩٦٧.
عودة على اجتماع “العلمين” الثاني، والذي عقد قبل التطبيع السعودي الإسرائيلي أي “إعلان الزواج بعد العشق” مابين السعودية وإسرائيل، حيث أنه في السابق عندما كانت أمريكا تطلب من السعوديين الجهر علنا بعلاقتها مع إسرائيل كان الرد السعودي لأمريكا ببضع كلمات : “أليس العشق ألذّ من الزواج؟”
السعودية ستطبع مع إسرائيل عاجلا وليس آجلا، لأنها هي عرابة التطبيع الخليجي الإسرائيلي، وما شروطها الواهية للتطبيع معها “مفاعل نووي للأغراض السلمية، وتسليح مميز، وقبول إنضواء المملكة تحت مظلة الدفاع الأمريكية خوفا من تعاظم قوة إيران العسكرية” إلا ذرا للرماد في عيون من لايزال على عينيه غشاوة تحجب رؤيته للموقف السعودي على حقيقته في المنطقة لجهة الصراع العربي الإسرائيلي بالتحديد.
وفي هذا السياق، قد يقول قائل بأن محمد بن سلمان، بتقاربه مع كل من الصين، وروسيا، وإيران، سيستقوي بذلك على أمريكا، وقد يشترط علاوة على مطالبه للتطبيع مع إسرائيل، تأمين حق الفلسطينيين بدولة ترى النور، الجواب بمنتهى البساطة إن تجارب التاريخ علمتنا : “بأن الأدوات لاتشترط على أسيادها”
وأخيرا وليس آخرا، سيدفع الفلسطينيون مقابل هذا التطبيع المنتظر، الثمن من لحمهم الحي، إن اعتقدوا أن وأد المقاومة في الضفة سيؤمن لهم بعض حقوق من إحتلال، لايرضى بالشروط السعودية المزعومة المقدمة لأمريكا للمضي في التطبيع.
وفي هذا السياق أيضا لم تبقَ لي ما أقوله سوى: بأن تعيين السعودية سفيرا لها فوق العادة ومفوضا في رام الله، وقنصلا عاما بالقدس غير مقيم”
بلا أي قيمة سياسية تذكر.
والأيام بيننا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر المسار الاخباري