تل أبيب: قال رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ إن تل أبيب لا يمكنها ترك “فراغ في غزة”، وإنه سيتعين عليها الحفاظ على “قوة قوية للغاية” في القطاع في المستقبل القريب، لـ”منع ظهور حركة حماس مجدداً”، في القطاع الذي تشن عليه إسرائيل حرباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف هرتسوغ في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن الحكومة الإسرائيلية تناقش العديد من الأفكار بشأن سبل إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب، مشيراً إلى أنه يُفترض أن الولايات المتحدة ودول أخرى، سيكون لها بعض المشاركة في النظام الذي سيوضع بعد الحرب، على حد قوله.
وتابع: “إذا انسحبنا فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغاً. علينا أن نفكر فيما ستكون عليه الآلية. هناك أفكار كثيرة مطروحة، لكن لا أحد يرغب في تحول هذا المكان، غزة، إلى قاعدة للإرهاب مرة أخرى”، على حد وصفه.
وأوضح هرتسوغ، الذي لا يتمتع بسلطات تنفيذية، ولكنه مطلع على المجهود الحربي: “من أجل منع الإرهاب من الظهور مرة أخرى، يجب أن تكون لدينا قوة قوية للغاية للتأكد من عدم تكرار هجوم حماس مجدداً”.
ورداً على سؤال بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية حول المستشفيات، وخاصة مجمع الشفاء الطبي (أكبر منشأة طبية في غزة)، قال هرتسوغ: “نفعل ذلك بطريقة حذرة للغاية. إسرائيل تسعى لحماية المدنيين”.
وأضاف في هذا الصدد: “أنا أهتم بالضحايا الفلسطينيين… إنه يحطم قلبي، لكن تذكروا دائماً، يجب أولاً وقبل كل شيء ضمان الأمن للدفاع عن شعبنا”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تريد أولاً وقبل كل شيء، تأمين الإفراج عن نحو 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر”.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي “يتفهم ذلك، ويدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وأردف: “كيف لي أن أدافع عن نفسي إذا لم أتمكن من القضاء على القدرات العسكرية لحماس؟”.
ضغوط دولية
وتأتي تصريحات هرتسوغ وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، بسبب ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة، والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، وفق “فاينانشال تايمز”.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، لكنها لم تطرح خطة تفصيلية لتحدد من سيحكم القطاع بعد الحرب. وقال نتنياهو إن إسرائيل سيتعين عليها القيام بمسؤولية الأمن في القطاع لفترة غير محددة.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية”، لكنها حذرت إسرائيل من إعادة احتلال القطاع، أو تقليص حجمه.
وقال بايدن الأربعاء، إنه أوضح لنتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإن احتلال قطاع غزة سيكون “خطأ كبيراً”، ولكنه قال أشار إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة لن تتوقف إلا عندما “لا تعود حماس تحتفظ بالقدرة على القتل”، وفق تعبيره.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يفعل كل ما في وسعه لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى “حماس”، لكن “هذا لا يعني إرسال قوات أميركية”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق، إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تدرس “مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة لمستقبل قطاع غزة إذا تم عزل حركة حماس من حكمه”.