
عمان- شارك آلاف الأردنيين بمسيرات، بعد صلاة الجمعة، في 6 محافظات ومدن أردنية، تنديدا بـ”حرب التجويع” في قطاع غزة، الأمر الذي أظهر أهمية الهواجس السياسية والأمنية التي كانت تدرك بأن الشعب الأردني قد يتفاعل مع “التجويع” بصورة أكثر حتى من عمليات القتل الممنهجة.
خرج الأردنيون ليحتجوا بصوت جماعي على “تجويع أهل قطاع غزة”، فيما لا تعلن الحكومة رسميا بعد ما هي خطتها بخصوص الجسر البري الذي تعرقله إسرائيل ويفترض أن ينقل المساعدات برا عبر الأغوار إلى قطاع غزة.
الرسالة الشعبية والمناطقية واضحة وحادة الملامح في أول جمعة بشهر رمضان المبارك خصصت للتنديد بـ”حرب التجويع” وبصيغة تظهر أن الترحيب الشعبي والحزبي والسياسي العارم بالإنزالات المظلية لا يعني أن الرأي العام لا يتفاعل مع أزمة الجوع.
انطلقت مسيرة ضخمة وسط عمان، من أمام المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد، وصولاً إلى ساحة النخيل (تبعد عن المسجد مسافة 1 كلم).
وأقيمت الفعالية بدعوة من “الملتقى الوطني لدعم المقاومة” (نقابي حزبي)، تحت شعار “لكسر حرب التجويع.. جسر بري لشمال غزة”.
وهتف المشاركون “اضرب كفك اقدح نار.. يا فلسطيني يا مغوار”، و”حط السيف قبال السيف.. احنا رجال محمد ضيف”، و”يا حكومة أردنية.. هذه الإرادة الشعبية”، و”الأردن حرة حرة.. من العقبة (أقصى الجنوب) حتى الطرة (أقصى الشمال)” وغيرها من الهتافات الأخرى.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “قادمون يا قدس”، و”أين العرب أين المسلمين”، و”لكسر حرب التجويع.. جسر بري لشمال غزة”، و “غزة تركت لوحدها”، وعبارات أخرى.
انطلقت أيضا مسيرة حاشدة في مدينة إربد (شمال)، ثاني أكبر المدن من حيث الكثافة السكانية، تخللها حضور نوعي للشخصيات المحلية والعشائرية وقوى التيار الإسلامي والعمل النقابي.
كان لافتا أن ثلاث محافظات في جنوب الأردن هي الكرك والطفيلة ومعان خرج أيضا أبناؤها بالتزامن، في رسالة تعني الكثير سياسيا ولا علاقة لها بنفوذ أو حضور الحركة الإسلامية أو حتى الملتقيات الشعبية.
وفي مدينتي المفرق والزرقاء أيضا نظمت فعاليات.
القناعة راسخة بأن الحسابات البيروقراطية تشير إلى أن حرب التجويع المتواصلة على النحو الحالي في غزة ستؤدي الأسبوع المقبل لتظاهر أعداد غير مسبوقة من الأردنيين، لأن ما يستجلبه “الجوع” من اهتمام أكثر رمضانيا مما تتسبب به المعركة نفسها والمحظور بهذا المعنى بدلالته الأردنية المحلية بدأ يحصل ضمن سياسة وفلسفة التفاعل مع حرب التجويع.
وكانت الملكة رانيا العبدالله قد قرعت الجرس مجددا وتحدثت بعمق وتوسع في مقابلتها الأخيرة مع محطة “سي إن إن” عن منهجية “القتل تجويعا” وخصوصا للأطفال. وتحدثت كأم مجددا عن الكارثة التي يصنعها اليوم في غزة “الإنسان الإسرائيلي”.
تعليقات الملكة كانت حادة وجريئة وصريحة وأثارت الكثير من الجدل. كما أنها أظهرت استياء وانزعاج العائلة المالكة الأردنية من مسار الأمور خصوصا وأن قتل الغزيين أثناء انتظار المساعدات يتواصل فيما ترفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدات برا.