على غير العادة، لم يعد ينتظره أهل المدينة كما اعتادوا، ولا يتوقون بشوق وحب لمجيئه،ولن يهرعوا لالتقاط صور لهم ولأحبابهم تحت زخات المطر، وهم يتمشون في الشوارع أو الطرقات والشرفات، فلم يعد الشتاء في قطاع غزة ضيفا خفيفا، في ظل إبادة جماعية أجرت مئات آلاف النازحين في القطاع على أن يتآووا في الخيام،.فكيف لقطعة قماش مهترئة، أو نايلون ممزق لطول استخدامه، أن يقيك برد الشتاء، أو يحميك من غدر المطر وزخاته؟!
ومن كالنازحين، ساكني الخيام، أكثر معرفة بهذه المعاناة في الشتاء، كيف لا وهو الموسم الثاني على التوالي التي يواجهون فيه تحديات متضاغة تعصف بهم، مع اقتراب موسم المطر وطرقه الأبواب، خلال الحرب التي دخلت شهرها الـ 12 تواليا.
وصباح اليوم، انتشرت مقاطع فيديو وصور مختلفة بين راود التواصل الاجتماعي بقطاع غزة، تبرز معاناتهم في ظل زخات مطرية تأثر بها القطاع، فغرقت خيام النازحين، وأخرى اقتلعتها الرياح، وتضررت ممتلكاتهم التي بالكاد أساسا استطاعوا توفيرها في ظل ظروف النزوح القاسية.
وتداول أحد المواطنين على “فيسبوك” مقطع فيديو لغرق الخيام بالأمطار وكتب: “الحمد لله على نعمة الشتاء، لكن غرقنا، حسبى الله ونعم الوكيل”، فيما عبرت إحداهن عن قهرها بالقول: “فش إشي ينحكي، ولا ينكتب، بس ‘حنا “غرقنا”.. غرقنا بمية المطر ودموع عنينا”.