هآرتس : الهدف الطرد والوسيلة “ الاستيطان الرعوي ”: أين “لاهاي” من “دولة الأبرتهايد”؟

بقلم: أسرة التحرير

الاستيطان الرعوي هو رأس حربة مشروع السلب والعنف في “المناطق” [الضفة الغربية]. ومثلما يتبين من تحقيق هآرتس، فإنها مشروع مدعوم ومسنود من المؤسسة: ميزانيات، شرعية ودعم من الجمهور. انتشرت المستوطنات الرعوية في السنوات الأخيرة كالفطر بعد المطر، ووصل عددها إلى نحو 90. المنطق بسيط: يدور الحديث عن طريقة لدحر الفلسطينيين بطريقة الحد الأدنى من السكان على الحد الأقصى من الأرض. والوسيلة المركزية: قطيع وفتيان صغار. ومثلما قال زمبيش: المساحة التي تحتلها هذه المستوطنات الرعوية 2.5 ضعف مساحات الأراضي التي تحتلها كل مئات المستوطنات مجتمعة”.

من خلف الاصطلاح المغسول “يختبئ واقع مظلم خلف الإمساك بالأراضي: الفلسطينيون والعديد من نشطاء اليسار يتحدثون عن اعتداءات عنيفة وعن تهديدات أجبرت جماعات أهلية فلسطينية على الهرب للنجاة بأرواحها. رغم أن البؤر الاستيطانية أداة للعنف ولتنكيل والسلب، فإن الدولة تمولها بسخاء، وتدعم بقاء الفتيان [المستوطنين] في هذه الأماكن الخطيرة. الفتيان، ومنهم “فتيان في خطر”، يشكلون سلاح الطليعة الاستيطانية في العنف ضد الفلسطينيين. وهكذا فإن الدولة لا تمس بالفلسطينيين فقط، بل توجه الفتيان نحو العنف والجريمة السياسية.

وزارات الاستيطان، والتعليم، والزراعة، والأمن، والنقب، والجليل، تساهم في المشروع المزدهر بشكل مباشر أو غير مباشر. هناك من يوفر وسائل أمن بدونها لا يمكن لهذه المزارع أن توجد، وآخرون يدعمون جمعيات بسخاء مثل “حارس المناطق” أو “بلادنا” من أجل متطوعيها الذين يشكلون الزيت في دواليب المزارع. “الكيرن كييمت” هي الأخرى تمول برامجاً من أجل فتيان في المزارع: جنود في الحرب لتطهير البلاد من العرب.

تحب المزارع تصنيف نفسها بأنها مراكز لتأهيل الفتيان. علينا ألا نقع في هذا الفخ. يدور الحديث عن أماكن غير قانونية (سموتريتش يعمل بكل القوة لتغيير هذا) هدفها إجرامي، بل وتعرض الفتيان الصغار للخطر، هؤلاء الذين يرسلون إلى المراعي وحدهم في مناطق خطيرة. تعتقد وزارة الرفاع الاجتماعي والمجالس بوجوب مساعدة الفتيان وهم في طريقهم إلى المزارع. لكنهم عملياً يسوغون بقاءهم هناك، وذلك بمساعدة خطة حكومية ينفذها عاملون اجتماعيون في السلطات المحلية في “المناطق”.

أصحاب المزارع يلعبون أدوار النجوم في قوائم العقوبات الأمريكية. غير أن إسرائيل لا تتأثر: عندما فرضت العقوبات، سارعت محافل في الحكومة لتأييد زيارات التضامن، ووزير الرفاع الاجتماعي نفسه التقى مع “حارس المناطق”، المنظمة التي فرض عليها أيضاً عقوبات بسبب نشاطها في المزارع. لا يدور الحديث فقط عن ظلم للفلسطينيين. فالدعم النشط من وزارات الحكومة لهذا المشروع يعرض للخطر دولة إسرائيل المتورطة حتى أعلى رأسها في لاهاي، وكذا الفتيان الصغار المتواجدين هناك. على كل المؤسسات التي تزيت هذه المنظومة أن تتوقف عن ذلك فوراً، من أجل مستقبل كل أبناء البلاد.