الغارديان تحذر من دفع غزة إلى أسفل نشرات الأخبار والأجندة الدبلوماسية

في ظل التطهير العرقي الحاصل في شمال غزة

المسار الاخباري: حذرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، من تعمد دولة الاحتلال الإسرائيلي حرف الأنظار عن تطورات حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة عبر الدفع بها إلى أسفل نشرات الأخبار والأجندة الدبلوماسية.

وقالت الغارديان إن الحرب الإسرائيلية في لبنان والتهديد بتصعيد إقليمي واسع النطاق يهدد الشرق الأوسط برمته بدفع غزة إلى أسفل نشرات الأخبار والأجندة الدبلوماسية وقد يشكل غطاء لجرائم الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

وأبرزت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي جدد حرب الإبادة المستمرة منذ عام بعدوانه واسع النطاق في شمال قطاع غزة بهدف معلن وصريح هو التهجير القسري للسكان المدنيين.

وذكرت أن التقديرات تشير إلى أن ما يقرب من 400 ألف فلسطيني محاصرون بسبب العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة لا سيما بلدة جباليا والذي دخل الآن أسبوعه الثاني.

التصعيد الإقليمي

في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي غزوًا بريًا على لبنان بعد أسبوعين من الغارات الجوية المكثفة والاغتيالات المستهدفة التي تهدف إلى تدمير قيادة حزب الله وقدراته العسكرية.

وتقول “إسرائيل” إن هجومها “المستهدف والمحدود” في لبنان يهدف إلى السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالعودة إلى مناطق الشمال التي تم إخلاؤها.

لكن نحو خُمس الأراضي اللبنانية شهدت عمليات نزوح بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأمر الذي أثار المخاوف من أن “إسرائيل” تستعد لشن هجوم أوسع نطاقاً.

وفي خطاب متلفز الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشعب اللبناني: “حرروا بلادكم من حزب الله” من أجل تجنب “الدمار والمعاناة كما نراها في غزة”.

وأشارت الغارديان إلى أن التطورات على ساحة لبنان تجري في وقت بات شمال قطاع غزة بالكامل يخضع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال أمر المدنيين في شمال قطاع غزة بالانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية في جنوب غزة من أجل سلامتهم، على الرغم من أنه قصف “المنطقة الإنسانية” عدة مرات.

وفي الأسبوع الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن القوات الإسرائيلية رفضت أو أعاقت سبع بعثات لإجلاء الجرحى من المستشفيات المتعثرة ونقلهم إلى الجنوب.

حرب التجويع

بعد مرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية، استشهد واحد من كل 55 شخصاً من سكان قطاع غزة، ونزح أكثر من 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وما زالت إمدادات الغذاء والدواء والمياه النظيفة شحيحة وسط القيود الإسرائيلية الجديدة على ما يمكن أن يدخل القطاع.

وفي سبتمبر/أيلول، أظهرت بيانات الأمم المتحدة والحكومة الإسرائيلية أن شحنات الغذاء والمساعدات إلى غزة انخفضت إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر بسبب القواعد الجديدة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، مما دفع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى التحذير من أن خطر المجاعة لا يزال يلوح في الأفق.

ولم تتلق شمال غزة أي شحنات غذائية منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وقالت هيئة الأمم المتحدة يوم السبت إنها وزعت آخر إمداداتها من البسكويت عالي الطاقة والأغذية المعلبة والدقيق، ولم يتضح بعد إلى متى ستدوم.

وصرح روهان تالبوت، مدير المناصرة والحملات في مؤسسة المساعدات الطبية للفلسطينيين الخيرية ومقرها المملكة المتحدة: “لقد نفدت الكلمات لوصف الأهوال التي نسمعها من شمال غزة. إن القصف الإسرائيلي لا هوادة فيه، وقد تم إطلاق النار على الناس المرعوبين والجائعين أثناء محاولتهم الفرار، وعشرات الجثث ملقاة في الشوارع”.

وتابع “بينما تتصاعد الحرب الإسرائيلية على بقاء الفلسطينيين، يبدو أن المجتمع الدولي قد تخلى عن غزة. لقد توقف كل الزخم نحو وقف إطلاق النار”.

وكانت المحادثات التي توسطت فيها الأطراف الدولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود منذ يوليو/تموز الماضي بسبب تعنت نتنياهو وأركان حكومته.

وتطغى الآن على هذه المفاوضات الجهود الرامية إلى تهدئة الوضع في لبنان ومنع اندلاع حرب شاملة بين “إسرائيل” وإيران، بعد أن هاجمت طهران دولة الاحتلال بنحو 180 صاروخا باليستيا في وقت سابق من هذا الشهر ردا على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت وزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.

وحتى الشهر الماضي، كان وقف إطلاق النار في غزة يُنظر إليه على أنه مفتاح لإنهاء التوترات الإقليمية المتصاعدة: فقد أكدت جبهات محور المقامة أنها ستتوقف عن إطلاق النار عندما تنتهي الحرب في غزة.

وقال محمد سعيد (36 عاما) وهو أب لأربعة أطفال من دير البلح ويعيش الآن مع عائلته في مكان آخر من المدينة بعد أن تضرر منزلهم في غارة جوية، إنه استسلم لحقيقة أن اهتمام العالم تحول إلى مكان آخر.

وأضاف “لقد تم نسيان غزة دائمًا. ولهذا السبب يحدث كل هذا العدوان الإسرائيلي الشامل”.