بلينكن يصل إسرائيل في ظل تهديداتها بهجوم واسع ضد إيران

تقديرات الإدارة الأميركية تشير إلى أن احتمالات نجاح بلينكن بدفع مفاوضات تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس “ضئيلة نسبيا”. وسيحاول بلينكن إقناع نتنياهو بعدم شن هجوم ضد إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية

المسار الاخباري:
وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل اليوم، الثلاثاء، حيث سيلتقي مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مساءً، وبعد ذلك سيتوجه بلينكن إلى دول أخرى في الشرق الأوسط بينها مصر وقطر.

وتهدف زيارة بلينكن إلى محاولة استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى وإنهاء الحرب على غزة. ولن يحاول بلينكن إقناع نتنياهو بالامتناع عن شن هجوم واسع ضد إيران، وإنما أن يكون هجوما كهذا منضبطا بحيث لا تهاجم إسرائيل أهدافا إستراتيجية في إيران، مثل المنشآت النووية والنفطية كي لا تتسع الحرب لتصبح مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران إلى جانب الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان. لكن نتنياهو يكرر التصريح مؤخرا بأن الهجوم سيكون كبيرا.

وتشير تقديرات الإدارة الأميركية إلى أن احتمالات نجاح بلينكن بدفع مفاوضات تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس “ضئيلة نسبيا”.

وقدم رئيس الشاباك، رونين بار، مقترحات لوزراء الكابينيت السياسي – الأمني حول احتمالات استئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، أول من أمس، في أعقاب زيارته القاهرة ولقائه مع مدير المخابرات العامة المصرية الجديد.

والمقترح الأساسي الذي قدمه بار يتعلق بإمكانية دفع “صفقة صغيرة”، وتتعلق بأن تفرج حماس عن عدد قليل من الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين وهدنة لعدة أيام. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الكابينيت لم يقرر في عذا الموضوع.

وتأتي زيارة بلينكن إلى إسرائيل غداة زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، عاموس هوكشتاين، إلى بيروت في محاولة لدفع اتصالات حول وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤول أميركي إن زيارة هوكشتاين إلى بيروت هدفها البحث في أفكار جديدة لوقف إطلاق النار، استنادا إلى ورقة نقلتها إسرائيل إلى الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، حسبما نقلت عنه صحيفة “هآرتس”، اليوم.

لكن يتوقع أن تعرقل الورقة الإسرائيلية هذه محاولات التوصل إلى وقف إطلاق نار، إذا تطالب إلى جانب تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، بإبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، بحرية عمل للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية بادعاء منع نقل أسلحة إلى حزب الله.

ولم يصرح هوكشتاين بمعارضته للشرط الإسرائيلي الذي يتوقع أن يعارضه حزب الله، لكنه اعتبر أن القرار 1701 لوحده لن يكون كافيا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان.

وحسب التقديرات الأميركية، فإنه في حال التوصل إلى هدنة في الحرب على غزة، فإنه ستقود إلى تسوية سريعة نسبيا مع لبنان، فيما أشارت الصحيفة إلى أن الصعوبة الأساسية لتحقيق ذلك هي إقناع نتنياهو وقيادة حماس بالتوصل إلى تفاهمات، لكن ليس واضحا حاليا من هي الجهة في حماس التي بإمكانها اتخاذ القرار بعد مقتل زعيمها، يحيى السنوار.

وألمحت الصحيفة إلى أن بلينكن ليس وسيطا نزيها. ففي زيارته السابقة لإسرائيل، ادعى أن نتنياهو وافق على خطة أميركية لتبادل أسرى وأن حماس رفضت الخطة. ويتعارض تصريح بلينكن مع تصريحات أطلقها نتنياهو وعارض فيها لخطة الأميركية، ما أدى إلى إثارة غضب في قيادة الإدارة الأميركية ضد بلينكن.

وفيما يتعلق بتهديدات إسرائيل بمهاجمة إيران، بادعاء الرد على هجوم الأخيرة الصاروخي على إسرائيل، مطلع الشهر الحالي، نقلت الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” إلى إسرائيل، لكن ليس واضحا إذا كانت واشنطن قد حصلت مقابل ذلك على تعهد إسرائيلي بعدم مهاجمة إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وسيبحث بلينكن مع نتنياهو الوضع في شمال قطاع غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى تهجير مئات الآلاف من سكان هذه المنطقة إلى جنوب القطاع. وكانت الإدارة الأميركية قد عبرت عن معارضها لهذه الخطة الإسرائيلية واستمرار منع دخول الغذاء والدواء إلى شمال القطاع، وحذرت من أن استمرار هذا الوضع سيوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل. لكن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أكدوا أن الولايات المتحدة لن توقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.

كذلك سيتحدث بلينكن مع نتنياهو حول تخوفات أميركية من سن قانون في الكنيست ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الذي سيؤدي إلى وقف نشاط الوكالة الأممية في القطاع ومنع مساعدات إنسانية عن أكثر من مليوني فلسطيني.