موظفو وكالات فرنسية عامة للتنمية يطالبون بتعليق مشاريع التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية

المسار الاخباري :عشية مؤتمر باريس الدولي حول لبنان، انتقد موظفون في وكالات فرنسية عامة للتنمية، موقف حكومة بلادهم من الحربين في غزة ولبنان، ودعوا إلى تعليق “مشاريع التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية”.

ويبدو أن موقف الدبلوماسية الفرنسية من الحربين في قطاع غزة و لبنان، بات موضع تحفظ وانتقاد داخل الهيئتين الحكوميتين المسؤولتين عن سياسة التعاون الفرنسي في الخارج: الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ووكالة Expertise France (EF)، حيث بات بعض موظفي هاتين المؤسستين يشعرون بشكل متزايد بـ“تنافر” بين القيم التي يدافعون عنها في عملهم، وخطاب السلطات الفرنسية، وفق “لوموند”.

ففي رسالة أُرسلت يوم الأربعاء إلى جيريمي بيليه، المدير العام لوكالة Expertise France، الذراع الفني لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، عبّر موظفون عن “رغبتهم في رؤية فرنسا تتبنى موقفا أكثر صرامة ووضوحا” من الحربين في غرة ولبنان. وحتى مساء الأربعاء، وفقا لمصدر داخلي، وبينما كانت عملية التوقيع ما تزال جارية، تمت الموافقة على هذه الرسالة من قبل 110 موظفين في Expertise France من إجمالي 700 موظف، تُشير “لوموند”.

وذكّر هؤلاء الموظفون بالمذكرة التي أرسلها نحو عشرة سفراء فرنسيين في الشرق الأوسط، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، والتي عبّروا فيها عن قلقهم بشأن دعم الرئيس إيمانويل ماكرون غير المشروط لإسرائيل، مؤكدين أن “التصريحات التي تستحضر “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” دون أي ذكر لمعاناة الشعب الفلسطيني قد سببت عدم فهم عميق وشوهت صورة فرنسا لدى شركائها.

ويقترح الموظفون في وكالة Expertise France الاستلهام من نظرائهم في وكالات التعاون البلجيكية والإسبانية. ويوصون بشكل خاص بـ”تعليق مشاريع التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية والاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية”. كما يدعون إلى “إعادة تعريف منسقة لعناصر لغة الدبلوماسية الفرنسية فيما يتعلق بالأحداث في إسرائيل وفلسطين ولبنان”.

ويطالبون فرنسا بالانضمام إلى الشكاوى المستمرة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية “للتنديد بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية”.

كما أكدت “لوموند” على اطّلاعها على رسالة أرسلها موظفو مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) في بيروت إلى ريمي ريو، مدير المنظمة التي تمول وتدعم مشاريع التنمية في جميع أنحاء العالم، استنكروا فيها “المعايير المزدوجة” للدبلوماسية الفرنسية. وجاء في الرسالة: “لدينا انطباع بأن ما ندافع عنه يوما بعد يوم، وما بنى مؤسستنا، لم يعد له أي وزن بمجرد أن أصبحت المعاناة معنا”.

وأضافوا مستنكرين “الكيل بمكيالين” و“شعورا قويا بالظلم”: “إننا نرى بلدنا يحترق وسكاننا يُذبحون أثناء عملهم من أجل مصالح بلد يبرر حق الدفاع عن نفسه للإسرائيليين فقط، حتى لو كنا نعلم أن فرنسا تدافع في الوقت الحالي عن وقف إطلاق النار”.

وهذا النوع من التمرد نادر جداً داخل الإدارة الفرنسية منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل عام. وسرعان ما انضم السفراء الذين وقّعوا على المذكرة المنتقدة في شهر نوفمبر 2023 إلى الصف.

وعلى العكس من ذلك، ففي الولايات المتحدة، استقال كبار المسؤولين، وأبرزهم الدبلوماسيون، بشكل مدوٍ كدليل على تحدي الخط الرسمي. ومن خلال تسريب هذه النصوص قبيل افتتاح المؤتمر حول لبنان، يأمل الموقّعون عليها في إعادة إحياء النقاش، كما تقول “لوموند”.