
المسار الإخباري :تخوض مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة معارك عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعاني الأخيرة من خسائر كبيرة وسط تكتيكات متقدمة للمقاومة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجنود يواجهون صعوبات كبيرة بسبب استخدام المقاومة لتقنيات حديثة مثل كاميرات المراقبة المتطورة والعبوات الناسفة التي تُفجَّر بدقة متناهية.
بدأت العملية العسكرية المكثفة في بيت حانون أواخر ديسمبر الماضي بقيادة لواء “ناحال”، إلا أن المقاومة واجهتها بكمائن نوعية أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال، الذين يعترفون بصعوبة المواجهة بسبب شبكة الأنفاق التي تديرها المقاومة بمهارة.
في شهادات للجنود، أشاروا إلى أن المعارك تشهد استخدام كاميرات حرارية بزاوية 360 درجة لرصد التحركات الإسرائيلية، مما يتيح للمقاومة تنفيذ هجمات دقيقة. كما لفت الجنود إلى أن المواجهات المباشرة نادرة بسبب الأنفاق التي تُستخدم لتجنب الاشتباك المباشر.
محللون إسرائيليون أكدوا أن مدينة بيت حانون أصبحت معقلاً قوياً للمقاومة، حيث يقاتل المقاومون بشراسة وكأنها معركتهم الأخيرة، معتمدين على إعادة استخدام القنابل الجوية غير المنفجرة لتصنيع عبوات ناسفة وقذائف جديدة، مما يرفع من كلفة المعركة على جيش الاحتلال.
في السياق ذاته، أشار محلل الشؤون العسكرية ألون بن دافيد إلى أن المقاومة نجحت في إحباط أهداف الاحتلال في السيطرة على بيت حانون، بينما أكد رئيس هيئة أركان الاحتلال السابق غادي آيزنكوت أن الأهداف المعلنة للحرب لم تتحقق، وأن الجيش الإسرائيلي يعاني من خسائر يومية في صفوفه.
مع استمرار المعارك في بيت حانون، يتزايد عدد القتلى في صفوف الاحتلال، وسط انتقادات من محللين إسرائيليين لنهج القيادة العسكرية والسياسية في إدارة الحرب، مشيرين إلى أن الاحتلال عالق في غزة دون تحقيق أي من أهدافه، بينما تستمر المقاومة في تصعيد عملياتها وتعزيز قدراتها.
المعارك الدائرة في بيت حانون ترمز إلى التحدي الأوسع الذي تواجهه إسرائيل في غزة، حيث تثبت المقاومة قدرتها على الصمود والتكيف مع الظروف المتغيرة، مما يجعل أي محاولة لفرض السيطرة على القطاع تحدياً كبيراً أمام الاحتلال.