
المسار : تستعد سلطنة عُمان لاحتضان جولة ثالثة من هذه المفاوضات الإيرانية الأميركية يوم السبت المقبل، تسبقها غداً الأربعاء جلسات فنية تمهيدية، وسط تفاؤل الطرفين ورضاهما عن نتائجها، ووصفها بأنها “إيجابية” و”بناءة”، فيما تكشف مصادر إيرانية لـ”العربي الجديد” بعض من التفاهمات التي تم التوصل إليها وعناوين المباحثات الفنية المرتقبة.
وقالت مصادر إيرانية مطلعة، لـ”العربي الجديد”، إن المفاوضات الإيرانية الأميركية تمضي إلى الأمام “على نحو يفوق التوقعات”، مضيفة أن “الجانب الإيراني حتى، فوجئ بسلوك المفاوض الأميركي وما يظهره من جدية وعجلة ومن عدم طرح مطالب تعجيزية غير نووية حتى الآن”. وأوضحت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أنه “حتى فيما يتعلق بالملف النووي فإن سقف المطالب الأميركية ليس عالياً، ما شكل دافعاً قوياً لمضي المفاوضات بسرعة إلى الأمام”، لافتة إلى أن ما طرحه المفاوض الإيراني في ورقة قدمها في بداية الجولة الأولى في 12 إبريل/نيسان الحالي “من خطوط عامة وعريضة للمفاوضات، بحيث تقتصر على الملف النووي ورفع العقوبات أصبح أساساً للعملية التفاوضية بالفعل”.
كواليس المفاوضات الإيرانية الأميركية
وتابعت المصادر، في حديثها مع “العربي الجديد”، أن المفاوضات الإيرانية الأميركية حتى الآن تدور حول هذه الخطوط العريضة، و”عند تناول الملف النووي لا يتجاوز المطروح أطر الاتفاق النووي المبرم في العام 2015″ فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكدة أن “هناك موافقة أميركية على مبدأ حق إيران في تخصيب اليورانيوم”، ولافتة إلى أن “الجانب الإيراني قدم اقتراحات لتطمين الطرف الآخر بشأن سلمية برنامجه النووي. وعند الحديث بشأن آلية الرقابة والتأكد من ذلك تبين أن المفاوض الأميركي ليس ملماً كما ينبغي بالاتفاق النووي الذي يتضمن آليات مشددة وافقت عليها طهران ضمن قبولها بتنفيذ البروتوكول الإضافي” الملحق لاتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
مصادر إيرانية: سقف المطالب الأميركية بشأن الملف النووي ليس عالياً
وتوقعت المصادر التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن خلال الشهرين المقبلين و”ربما أبكر من هذه الفترة، في ظل التقدم الحاصل في الاتفاق على الأطر العامة ومواصلة المفاوضات بشكل متلاحق وسريع”، مؤكدة، في الوقت ذاته، أن “السلوك الأميركي غير المعرقل في جولتي التفاوض بغض النظر عما يصرحون به في الإعلام وعدم طرح مطالب تعجيزية حتى الآن بما يحمله من مفاجأة، رغم إيجابيته، قد أثار ريبة وترددا لدى الإيرانيين، ما يجعلهم يتعاملون مع الموقف بحذر شديد قبل حصول أي نتيجة”.
وفي السياق، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد، لـ”العربي الجديد”، إن الطرفين الإيراني والأميركي لم يكشفا شيئاً عن الأطر والخطوط التي اتفقا عليها في المفاوضات الإيرانية الأميركية “لكن يبدو أنهما اتفقا أولاً على أن تحتفظ إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض علمية، وثانياً على رفع العقوبات”، مؤكداً أن الطرف الإيراني أيضاً “قد اتفق مع المفاوض الأميركي على تقديم تطمينات عملية بعدم السعي لامتلاك السلاح النووي”.
محمد صالح صدقيان: مفاوضات الخبراء ستجرى حول تحديد نسبة التخصيب في إيران للاتفاق عليها
إلى ذلك، قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد صالح صدقيان، لـ”العربي الجديد”، إن المباحثات الفنية على مستوى الخبراء غداً الأربعاء “تسعى لإيجاد حل لأنشطة التخصيب الإيرانية بعدما لم يطرح الجانب الأميركي أي مطالب بشأن تفكيك البرنامج النووي وإزالة تخصيب اليورانيوم”، مضيفاً أن المباحثات ستجري حول تحديد نسبة التخصيب في إيران للاتفاق عليها. واستبعد صدقيان موافقة الجانب الإيراني على تحديد نسبة 3.67% لتخصيب اليورانيوم، وهي النسبة المسموح بها وفق الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، قائلاً إن طهران تعتقد أن برنامجها النووي أصبح مختلفاً عما كان عليه، وتطور بشكل كبير، ومضيفاً أن ما سيتم التوصل إليه في المباحثات الفنية حول نسبة التخصيب يتم رفعه إلى عراقجي وويتكوف لبحثه السبت المقبل.
الموضوع الثاني الذي سيبحث خلال مباحثات غد الأربعاء، وفق صدقيان، هو مصير احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60%، حيث تصل الكمية حالياً إلى 275 كيلوغرامًا، موضحاً أن ثمة تساؤلات تطرح حول مصيرها، وما إذا كانت ستبقى في إيران أو تنقل إلى دولة أخرى، ومؤكداً أن الجانب الإيراني حتى الآن يرفض نقلها إلى الخارج “على أن تبقى هذه الاحتياطات في الداخل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
بدوره، قال رئيس تحرير موقع الدبلوماسية الإيرانية علي موسوي خلخالي، لـ”العربي الجديد”، إن الإطار العام وفق الموقف الأميركي هو منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، والجانب الإيراني أيضاً مستعد للتفاوض لرفع العقوبات وحول تخصيب اليورانيوم وفق الاتفاق النووي الذي يسمح بتخصيبه بنسبة 3.67%. وأضاف موسوي خلخالي أن توصل الطرفين إلى “اتفاقات جيدة” خلال المفاوضات الفنية سيمكنهما المضي قدماً بشكل أفضل.
المصدر : العربي الجديد