
المسار الاخباري: لا يزال أهالي قرية دوما جنوبي نابلس، شمال الضفة الغربية، يعيشون صدمة ليلة دامية شهدتها القرية ليلة أمس الأربعاء، بعدما أُصيب أربعة شبان فلسطينيين بجروح ورضوض من جراء اعتداء نفذه مستوطنون إسرائيليون، وأحد الشبان أصيب بجروح نتيجة طعنه بسكين.
وأكد رئيس المجلس القروي في دوما، سليمان دوابشة، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن الشاب محمد أنور دوابشة أصيب بطعنة سكين في ظهره، بينما أُصيب ثلاثة آخرون بحجارة، أحدهم برأسه، خلال تصديهم لهجوم المستوطنين. ووفق دوابشة، فإن الشبان المصابين هم أعضاء في لجنة حماية تطوعية شكّلها الأهالي لمراقبة تحركات المستوطنين، الذين يكثفون اعتداءاتهم شبه اليومية على القرية، منذ نحو أسبوع.
وأضاف دوابشة أن المستوطنين، الذين هاجموا الليلة الماضية، فاجأوا الشبان باستخدام أدوات حادة وحجارة، مما أدى إلى إصابة الشبان الأربعة، ونُقل اثنان من المصابين إلى مستشفيين في رام الله ونابلس، وهما في حالة مستقرة، بينما عولج الاثنان الآخران ميدانياً.
وأوضح المتحدث أن نحو عشرة مستوطنين حاولوا قبل عدة أيام نصب خيمة كنواة لبؤرة استيطانية في الجهة الغربية من القرية وتصدّى الأهالي وقتها لهم، إلا أن المستوطنين عادوا الليلة الماضية مع معدات لإقامة خيم أخرى، ما يعكس إصرارهم على فرض واقع استيطاني جديد. وأكّد أن هذه الاعتداءات تأتي بدعم من جيش الاحتلال الذي يوفر الحماية للمستوطنين، مشيراً إلى أن هذه الهجمات ليست الأولى، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، لكنّها اشتدت في العقد الأخير.
واستذكر رئيس المجلس القروي بألم مأساة عائلة دوابشة عام 2015، حين استشهد سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما الرضيع علي بحريق متعمد نفذه مستوطنون، بينما نجا ابنهما أحمد بحروق بالغة، كما أشار إلى هجوم العام الماضي الذي أُحرقت فيه عدة منازل ومنشآت، وهجوم آخر قبل نحو شهر استهدفت فيه منشآت أخرى. ووفق دوابشة، فإن معاناة قرية دوما المستمرة تهدف إلى تهجير سكانها وتوسيع المشاريع الاستيطانية.
وتبلغ مساحة أراضي قرية دوما 18500 دونم، لكن الاحتلال صادر معظمها لمصلحة المستوطنات والمحميات الطبيعية والمناطق العسكرية والطرق الاستيطانية، تاركاً للأهالي 940 دونماً فقط، بحسب دوابشة الذي أوضح أن دوما، التي يقطنها 3700 نسمة، تُعتبر عائقاً أمام خطة “ألون” الاستيطانية، التي تهدف إلى ربط مستوطنات الأغوار ببعضها، وهذا الوضع يجعل القرية هدفاً دائماً لمحاولات التهجير، خصوصاً بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث طاول التهجير غالبية التجمعات البدوية المحيطة.
ورغم وقوعها فوق حوض مائي ضخم، تُحرم دوما من مياهها وتضطر لجلب المياه من قرى شرق نابلس، ما يفاقم معاناة الأهالي، وفق دوابشة.