
الجزائر- “المسار الاخباري”: نفى الكاردينال جون بول فيسكو، رئيس أساقفة الجزائر، أي علم أو علاقة له بما تداولته وسائل إعلام إيطالية بشأن تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تعيين البابا، مؤكدًا أنه غير معني بهذا الجدل كونه “كاردينالًا جزائريًا”، في إجابة فاجأت الفرنسيين.
وردّ فيسكو على سؤال لقناة فرنسية حول صحة ما نشرته الصحافة الإيطالية في هذا السياق قائلاً: “هذا لا شيء، حقًا لا شيء على الإطلاق. بصراحة، هذا أمر سخيف بعض الشيء”. وأوضح الكاردينال أنه لم يلتقِ الرئيس ماكرون ولم يكن حاضرًا في العشاء الذي يُقال إنه شهد حديثًا عن هذا الموضوع، مضيفًا: “لم أكن في ذلك العشاء، لذلك لا أعلم شيئًا، لكن كل هذا يبدو لي سخيفًا.”
وتابع قائلاً: “أعتقد أن رئيسًا فرنسيًا سيكون سعيدًا بوجود بابا فرنسي، لكن بالنسبة لي، أنا غير معني بذلك”. وأكد الكاردينال على هويته الجزائرية قائلاً بوضوح: “أنا كاردينال جزائري. من حيث الجنسية، أنا فرنسي-جزائري، لكن ككاردينال، أنا جزائري”.
وتعود خلفية هذه الانتقادات إلى لقاءين نظمهما الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس. ففي 26 أبريل، استضاف ماكرون أربعة كرادلة فرنسيين على غداء في السفارة الفرنسية لدى الفاتيكان، وهم جان-مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا وأحد أبرز المرشحين المحتملين للبابوية، إلى جانب كريستوف بيير، فيليب بارباران، وفرانسوا بوستييو. كما تناول في الليلة التي سبقت ذلك، العشاء مع أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة “سانت إيجيديو” الكاثوليكية ذات النفوذ.
وأثارت هذه اللقاءات موجة من التكهنات في الصحافة الإيطالية المحافظة، إذ رأت فيها بعض الأوساط محاولة فرنسية للتأثير على سير مجمع الكرادلة (الكونكلاف)، الذي كان مقررا عقده في 7 مايو 2025 لاختيار البابا الجديد، بمشاركة خمسة كرادلة فرنسيين.
والكاردينال جون بول فيسكو، هو الرجل الأول في الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، وواحد من الأصوات التي تُمثل توجها إنسانيا وانفتاحيا داخل الفاتيكان. حصل فيسكو على الجنسية الجزائرية رسميا في عام 2021، بعد سنوات طويلة من الخدمة في البلاد، وهو ما عبّر عنه آنذاك باعتزاز عميق قائلاً: “أنا أنتمي إلى هذا الشعب.” ثم انتمى إلى مجمع الكرادلة في الفاتيكان سنة 2023 ليصبح واحدا من الذين يحق لهم التصويت في انتخابات تنصيب البابا.
ودافع فيسكو مؤخرا عن الجزائر بقوة في خضم التوتر الدبلوماسي بين باريس والجزائر، منتقدا تصريحات وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الذي يهاجم الجزائر باستمرار، خاصة في قضية المهاجرين غير النظاميين. ووصف الكاردينال تلك التصريحات بـ”الخطيرة وغير المقبولة”، مشددا على ضرورة احترام العلاقات بين الشعوب ورفض أي خطاب يحرض على الكراهية أو التمييز.