
المسار :قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة، مسيرة شعبية انطلقت بعد صلاة الجمعة في منطقة جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس، احتجاجًا على مخطط استيطاني واسع النطاق يستهدف الأراضي الفلسطينية في المنطقة.
وأفاد مراسل شبكة المسار الإخباري أن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين بإطلاق كثيف للقنابل الصوتية والغازية، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق، كما صادرت القوات علم فلسطين من الناشط البارز خيري حنون أثناء رفعه إياه خلال المسيرة، في محاولة لإسكات رمزية المقاومة الشعبية.
هذا المشهد القمعي لم يكن معزولًا عن سياق أوسع، بل تزامن مع إعلان رسمي من وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية، يوم أمس الخميس، عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة استيطانية ضخمة في شمال الضفة الغربية، بميزانية تبلغ 30 مليون شيقل، ضمن ما يسمى بخطة “مليون مستوطن في الضفة”، وهي خطة تهدف إلى توسيع البؤر وتحويلها إلى مستوطنات دائمة، خاصة في محافظة نابلس.
وجاءت هذه المسيرة في بيتا كرسالة ميدانية مباشرة للرد على هذا المشروع، حيث عبّر المشاركون عن رفضهم المطلق لسرقة الأرض وفرض الوقائع بالقوة. وأكد أحد أعضاء لجنة الدفاع عن جبل صبيح في حديث لـ شبكة المسار الإخباري أن “أهالي بيتا لا يقاتلون فقط من أجل جبل، بل من أجل الكرامة والبقاء، ونحن مستمرون في هذه المواجهة حتى يتراجع الاحتلال عن مخططاته”.
ان ما يجري في بيتا لا يمكن فصله عن مشهد أوسع من الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، حيث تحوّلت هذه البلدة إلى نموذج للصمود الشعبي، في مواجهة مشاريع استيطانية تسعى إلى تمزيق الجغرافيا الفلسطينية وتقويض أي أمل في مستقبل حر.
ورغم القمع والملاحقة، تبقى راية فلسطين مرفوعة، ليس فقط في يد خيري حنون، بل في قلوب أبناء بيتا وكل من يواجه الاستيطان بالصدور العارية، والعزيمة التي لا تنكسر.