
المسار : صرّح نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل أن القرصنة الإسرائيلية بحق سفينة “مادلين” في عرض المياه الدولية واختطاف المتضامنين الأحرار الذين يحملون رسالة إنسانية لكسر الحصار عن قطاع غزة تُعدّ جريمة مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتعبيراً وقحًا عن طبيعة النظام الاستعماري العنصري الذي يواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا منذ أكثر من 600 يوم دون محاسبة، وأكد أن استهداف أبطال الحرية على سفينة “مادلين” وهم ينفذون مهمة سلمية لا يحملون فيها سوى الضمير الحي يُظهر مدى توحش الاحتلال واستهتاره بكل المواثيق الدولية.
وشدّد فيصل على أن ما جرى لسفينة “مادلين” من حصار وتشويش جوي، وهجوم بحري، وترهيب ثم اختطاف علني للمتضامنين الدوليين، بينهم نواب وبرلمانيون ومثقفون دوليون، يمثل جريمة دولية موصوفة يجب ألا تمرّ بلا ردّ ومساءلة. وأضاف: “ندعو إلى تحرك دولي وشعبي فوري لعزل إسرائيل، ومقاطعتها، ومحاسبتها على جرائم القرصنة والإبادة، ووقف محارقها اليومية في قطاع غزة التي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد خلال أوائل أيام عيد الأضحى فقط. لقد آن الأوان لفتح المعابر فورًا ورفع الحصار بالكامل عن غزة، ووقف الجريمة المستمرة على مرأى من العالم”.
وأدان فيصل الشراكة الأميركية الكاملة في العدوان الإسرائيلي، واعتبرها غطاءً سياسيًا وعسكريًا لجرائم الحرب التي تُرتكب بحق المدنيين العُزّل والمتضامنين الدوليين، داعيًا إلى وقف هذه الشراكة غير الأخلاقية ومساءلة المسؤولين عنها. كما وجّه تحية فخر واعتزاز لأبطال سفينة “مادلين”، من النائبة الأوروبية ريما حسن، إلى الفنانين والبرلمانيين والمتطوعين من مختلف الجنسيات، ولكل من دعم، وكتب، وتضامن، ورفع صوته في وجه الحصار والظلم.
وأضاف فيصل أن إرادة الشعوب العالمية التي تمثلت في انطلاق “مادلين” من خلال التحالف الدولي لأسطول الحرية – الذي يضم عشرات الهيئات المدنية والحقوقية من مختلف دول العالم – تعبّر عن ضمير إنساني جامع لا يمكن قمعه أو عزله، وأن اختطاف سفراء الحرية لن يمرّ دون محاسبة، لأن هؤلاء الأحرار حملوا رسالة الشعوب الحرة في مواجهة الاستعمار والظلم، ومنحوا الفلسطينيين أملًا يتجدد بالتحرك الشعبي الأممي. وفي السياق نفسه، ثمّن فيصل انطلاق قافلة “الصمود” البرية من تونس إلى معبر رفح، بمشاركة آلاف التونسيين والمغاربيين، في مشهد يكرّس أممية النضال من أجل الحرية، ويؤكد أن غزة ليست وحدها.
وختم قائلاً: “لقد وصلتم إلى قلوب شعبنا، وإن لم تصلوا إلى موانئه. سيسجل أبناء شعبنا أسماءكم في دفاتر النضال إلى جانب شهدائه وأسراه ومقاوميه. لن يمر اختطاف سفراء الحرية دون محاسبة، فشعوب الأرض باتت تعرف جيدًا من يقف مع العدالة، ومن يغرق في العار. ستُكسر القيود، وسينكسر الحصار، وستنتصر فلسطين”.