أهم الاخبارتقارير ودراسات

“تقرير “بروقين تحترق ببطء”.. الإرهاب الاستيطاني ينهش سلفيت وسط صمت رسمي مطبق

المسار الإخباري :بين نيران الحقد الاستيطاني وصمت المؤسسات الرسمية، تقف بلدة بروقين غرب سلفيت على صفيح ساخن، تواجه وحدها هجمات متكررة، وتحاول النجاة من مشروع تهويدي يتقدم على وقع الجرافات والشعارات العنصرية.

فمنذ عملية إطلاق النار التي قُتلت فيها مستوطنة قرب البلدة منتصف مايو الماضي، شهدت بروقين تصعيدًا غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين، تمثل في إحراق المنازل، تدمير المركبات، واقتحام البيوت وترويع الأطفال والنساء، في مشهد أعاد إلى الأذهان أيام الانتفاضات الشعبية، ولكن بوجه واحد: المستوطن المسعور.

البيوت هناك ليست مأوى، بل خطوط مواجهة. فـ”مصطفى خاطر”، الذي أُجبر على إجلاء أسرته حفاظًا على حياتهم، بقي وحيدًا في منزله المحاصر بالمستوطنين، يتعرض لاعتداءات متكررة من رشق بالحجارة، إلى صراخ ليلي مستمر، واستفزازات لا تنقطع. مشهد يتكرر مع عائلات أخرى مثل “يافي بركات”، الذي رُحّل قسرًا من بيته، ليعود ويجده محطماً ومحاطًا بشعارات عنصرية وتهديدات مكتوبة.

الهجوم لم يكن عفويًا. رئيس بلدية بروقين، فائد صبرة، كشف أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة لأيام متواصلة، دهمت خلالها 90% من منازلها، وجعلت منها ثكنات عسكرية للتحقيق والتنكيل، ومنعت دخول الغذاء والدواء، تمهيدًا لما وصفه بـ”الانقضاض الاستيطاني” لاحقًا، حين استولى المستوطنون على أكثر من 245 دونمًا شمال البلدة، وأقاموا خيامًا وبؤرًا محمية بحراسة عسكرية.

الأخطر من ذلك – بحسب إفادات أهالي البلدة – أن هناك مخططًا ممنهجًا لحرق 500 منزل في ساعة واحدة، وقد تم إحباطه بفعل صمود الأهالي وتشكيل لجان حراسة شعبية.

لكن السؤال المؤلم الذي يردده أبناء البلدة اليوم:

أين السلطة؟ وأين المؤسسات؟ ولماذا تُترك بروقين وحدها في وجه مستوطنين مدججين، يخططون علنًا لحرقها على وسائل التواصل؟

وسط هذه الأحداث، لا يبدو أن ما يحدث في بروقين مجرد “انفلات استيطاني”، بل هو مشروع تهويدي مدروس، يستثمر انشغال العالم بغزة، ويُنفذ بدقة على أرض الضفة.

الصمت الرسمي، والانشغال بالمناصب والسياسات العقيمة، يُغري المستوطنين بالتغوّل أكثر. أما الأرض، فلا تحميها إلا أقدام أهلها.