المسار : تواصل المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل تصعيدها بوتيرة متسارعة، في واحدة من أكثر جولات الصراع خطورة منذ عقود، مع تبادل كثيف للهجمات بين الجانبين مساء الأحد، أوقع عشرات الضحايا ودماراً في مواقع استراتيجية. فقد شنّت إيران هجوماً صاروخياً استهدف مواقع إسرائيلية في الشمال والجنوب، وأدى إلى إصابات مباشرة في مبانٍ بمدينة حيفا، واندلاع حرائق في مناطق مفتوحة في القدس والشمال، بينما أعلن الاحتلال موجة غارات استهدفت منصات صواريخ غربي إيران، وقصف مناطق في محافظة أذربيجان الشرقية، وردّت الدفاعات الجوية الإيرانية بإطلاق المضادات الأرضية في مدينة الأهواز.
في موازاة ذلك، توعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العقيد رضا صياد، بأن الأيام المقبلة ستكون “صعبة للغاية”، داعيًا الإسرائيليين إلى مغادرة البلاد حفاظًا على أرواحهم، ومؤكدًا امتلاك إيران بنك أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل. وتواصلت التصريحات المتوعدة من طهران، إذ حذّر قادة عسكريون من إشعال المنطقة برمتها إذا استمر “العدوان الإسرائيلي”، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية استمرار العملية العسكرية لأسابيع، بدعم ضمني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في واشنطن، أفادت وكالة “رويترز” بأن ترامب عارض خلال الأيام الماضية خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرًا أن استهداف القيادة السياسية غير مطروح ما لم تُقتل أرواح أميركية. ورغم ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي تدخل بلاده عسكريًا لدعم إسرائيل في “القضاء على البرنامج النووي الإيراني”، مؤكدًا في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن البلدين سيتوصلان إلى اتفاق قريب، وأن جهودًا دبلوماسية تُبذل لتحقيق “سلام دائم” رغم ضراوة التصعيد القائم.
أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل إلى 8 بعد انتشال جثة قتيل رابع من بتاح تيكفا شمال شرق تل أبيب وثلاثة جثامين في حيفا
أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل وقوع أضرار طفيفة نتيجة ارتجاجات صاروخية إيرانية سقطت بالقرب من السفارة في تل أبيب، دون أن يسفر الأمر عن وقوع إصابات في صفوف الموظفين الأميركيين. وقال: “ستظل السفارة والقنصلية في إسرائيل مغلقتين رسمياً اليوم مع استمرار سريان الإجراء الاحترازي”.
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارات على مقرات تابعة لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في طهران.
وقال الجيش في بيان “أغارت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو… على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني” في طهران. وأضاف أن هذه المقرات تمّ استخدامها “بهدف التخطيط لعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل عبر وكلاء النظام الإيراني في الشرق الأوسط”.
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمة له في البرلمان الإيراني خلال جلسة منح الثقة لوزير اقتصاده “لسنا معتدين، لكننا سنقف بكل حزم وقوة أمام أي معتدٍ”، داعياً الشعب الإيراني إلى الوحدة والوقوف في وجه أي عدوان. وأضاف أن “العدو لا يمكنه أن يخرجنا أو يخرج شعبنا من الساحة بالهجوم والقتل والاغتيال”، مؤكداً أن “شعبنا أظهر حتى الآن، أنه واقف بقوة في وجه كل هذه العنجهية”.
وأكد بزشكيان أن ما تطالب به إيران اليوم هو “حق قانوني ومشروع يمكننا التمتع به وفق جميع القوانين الدولية”، مضيفاً: “لدينا الحق في استخدام الطاقة النووية والأبحاث التي تصب في مصلحة هذا المجتمع، ولا يحق لأي أحد أن يسلب هذا الحق منا”. وأضاف الرئيس الإيراني “لا نخشى أية قوة في ما يتعلق بإحقاق حقنا. لقد مدَدنا يد الأخوة إلى جميع الدول الإسلامية، لأنهم جميعهم إخوتنا، واليوم يقف معظمهم، ويمكن القول جميعهم، إلى جانبنا ويدعموننا”، قائلاً إن “أميركا تمارس البلطجة، وتسمح بخلاف القواعد الدولية للكيان الصهيوني، بالاعتداء والهجوم على بلدنا، لسنا نحن من نسعى للحرب أو من بدأها”.
