المسار الإخباري :السويداء – في مشهد دموي غير مسبوق، ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات والغارات الإسرائيلية على محافظة السويداء السورية إلى 718 قتيلاً، من بينهم مدنيون وأطفال، وعناصر من قوات الأمن، وسط إعلان اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين سوريا و”إسرائيل”، برعاية أميركية وعربية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين الضحايا 80 مدنيًا و4 أطفال و4 نساء، إضافة إلى 287 من قوات الأمن السورية، و18 من أبناء العشائر البدوية، فيما قُتل 15 عنصرًا أمنيًا جراء غارات إسرائيلية، استهدفت منشآت ومقار أمنية، بينها مبنى وزارة الدفاع في دمشق.
ووفقًا للمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، فإن الاتفاق جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوساطة أميركية، ودعم من تركيا والأردن ودول الجوار، مع دعوات بإلقاء السلاح وبناء “هوية سورية جديدة” تشمل مختلف الأقليات.
رغم إعلان التهدئة، إلا أن الاشتباكات تجددت سريعًا بسبب ما وصفته مصادر ميدانية بارتكاب مجازر بحق مدنيين وعمليات تهجير قسري لعائلات من العشائر البدوية. كما وثق المرصد إعدامات ميدانية بحق 165 شخصًا، بينهم نساء وأطفال ومسنون، على يد عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع السورية.
الغارات الإسرائيلية استُغلت – بحسب تقارير محلية – تحت ذريعة “حماية الدروز”، فيما استهدفت أربع محافظات سورية ومواقع حساسة قرب القصر الرئاسي وهيئة الأركان في دمشق، ما أدى إلى شلل كامل في الخدمات الطبية وخروج المستشفيات عن الخدمة في السويداء، وسط انقطاع الاتصالات والإنترنت.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية نشر قواتها في المنطقة ومنح مهلة أخيرة لمقاتلي العشائر لتسليم السلاح الثقيل، في حين فُرض حظر تام على مرور أي آليات أو عناصر مسلحة عبر طريق دمشق–درعا ودمشق–السويداء حتى إشعار آخر.
ويأتي هذا التصعيد الدموي في ظل فراغ أمني وخدماتي كارثي، مع انتشار أعمال نهب وسرقة زادت من معاناة السكان، فيما لم تُظهر مبادرة وقف إطلاق النار حتى الآن أي مؤشرات على صمود فعلي في وجه الانهيار الإنساني المتسارع.