المسار : تسليح اسرائيل الان من اجل ان تستطيع تنفيذ خطتها لاحتلال غزة وتنفيذ فيها تطهير عرقي وجرائم ضد الانسانية، هو خطوة لاسامية، ومناوئة جدا لاسرائيل، التي يمكن ان تخطر بالبال. من هذه الناحية قرار الحكومة الالمانية بوقف تزويد اسرائيل بالسلاح هو دليل شجاع على القيم الاخلاقية والصداقة الحقيقية مع اسرائيل.
المانيا اعلنت انها لن تزود اسرائيل بالمزيد من السلاح، الذي ستستخدمه في غزة. المانيا، التي بعد الكارثة كان يجب عليها اتخاذ هذا القرار: لو انها استمرت في ارسال السلاح الى دولة ترتكب ابادة جماعية لكان هذا الامر يثبت انها لم تتعلم أي شيء من ماضيها، تماما مثلما خلال السنين كان واضحا ان المانيا لا يمكنها الوقوف ضد اسرائيل، وكان يجب على الدولة التي ارتكبت الكارثة أن تكون ضامنة لامن الدولة التي نهضت من الرماد – هكذا من الواضح ان المانيا يجب عليها المحاربة ضد أي ابادة جماعية، وبالتاكيد عدم المساعدة في ارتكابها، حتى لو كانت الدولة التي ترتكبها هي العزيزة عليها اسرائيل.
المانيا بقرارها مقاطعة اسرائيل اثبتت انها العمود الذي يسير امام المعسكر الاوروبي، وانها لم تنس الكارثة ودروسها. المانيا التي كانت تغذي اسرائيل بمزيد من السلاح، كانت ستصبح مثل كل الذين يزودون اسرائيل بالسلاح، شريكة في الابادة الجماعية. هذا كان محظور على المانيا اكثر مما هو محظور على أي دولة اخرى. من يساعد اسرائيل على ارتكاب الابادة الجماعية فانه بالفعل يعلن عن كراهيته لها، بدرجة لا تقل عن الذين يصابون بالصدمة بسبب افعالها. بالتاكيد عندما يكون تسليح اسرائيل الآن فيه أي دليل على الصداقة معها أو القلق على مصيرها. تزويد السلاح للمعتدي في حرب شرعية، التي كان يجب ان تنتهي منذ فترة، وكل اهدافها الان هي اجرامية وشريرة، ليس الا مشاركة في الجريمة.
المانيا قلبت النموذج القديم رأسا على عقب: محظور الان مساعدة اسرائيل الحالية، وبالتاكيد ليس بالسلاح. كل طائرة، قذيفة، سفينة صواريخ ومدفع، فقط ستقتل المزيد من الابرياء. منذ اللحظة التي توقف فيها الهجوم على غزة عن ان يكون الدفاع عن النفس، فانه محظور مساعدتها.
ازاء الدعم الذي لا يصدق من قبل الولايات المتحدة والعجز المدهش للمعارضة في اسرائيل، فانه لا يوجد من يوقف الحرب. اوروبا يمكن ان تساهم في ذلك، حتى لو كان ذلك ليس على الفور. ولكن الى جانب الرغبة في انهاء الحرب فان تزويد اسرائيل بالسلاح هو عمل عدائي لها. ليت الامريكيين يفهمون ذلك.
يمكن لالمانيا تحديد الاتجاه: القلق على مصير اسرائيل لا يشمل تزويدها بالسلاح لغرض تنفيذ خططها الهستيرية في غزة. بدلا من مواصلة اعتبار المحتجين ضد اسرائيل وضد الحرب لاساميين، الامر التلاعبي الفعال للدعاية اليهودية والاسرائيلية، يجب اعتبار بالتحديد من يسلحون اسرائيل لاساميين.
في دوائر المعارضة في اسرائيل توجد بالطبع ايضا مظاهر لاسامية، لكنها ليست الاساس. معظم المحتجون هم اشخاص لهم ضمائر، وشاهدوا ما لم يشاهده الاسرائيليون، وهم لا يمكنهم الا الشعور به. ما الذي يمكن توقعه من أي مواطن في العالم يشاهد صور الجوع والقتل؟ هل نتوقع منه أن يهتف لمن يرتكبها أو أن يثور ضدهم ويكرههم؟.
تقدير اسرائيل والتعاطف معها لن يعود في القريب. العالم لن ينسى لها غزة بسرعة. وحقيقة انها تتنصل من افعالها ولا تتحمل أي مسؤولية عنها فقط تبعد العالم عنا. الاسرائيليون في اوروبا يمكنهم مواصلة لعب دور الضحية بسبب أي صاحب مطعم يطردهم. ولكن هكذا يتصرف أي شخص له ضمير ويهمه الامر. هو ليس لاسامي، هو بالتاكيد افضل ممن يدفع اسرائيل الى مواصلة قتل الاطفال من الجو، البحر والبر، وتزويدها بالسلاح المناسب لقتل الاطفال الرضع.