المسار : وثيقة مسربة تكشف عن اجتماع سري عُقد يوم الأربعاء الماضي برعاية سفيرة الولايات المتحدة بالإنابة، دوروثي شيا، وجمع بين مسؤولين رفيعي المستوى من وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وممثلي “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي جهة تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل وتواجه اتهامات بأنها تشكّل “مصيدة” لقتل الفلسطينيين الباحثين عن الطعام في مراكز التوزيع.
تشير الوثيقة إلى أن الاجتماع تناول تخفيف حدة الخطاب الأممي ضد المؤسسة والتعاون معها
وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة أكدت مرارًا أنها لا تتعامل مع هذه المؤسسة لعدم استيفائها معايير العمل الإنساني القائمة على الحياد والموضوعية والمهنية، فقد بدأت أخبار الاجتماع تتسرب. وتشير الوثيقة إلى أن الاجتماع تناول تخفيف حدة الخطاب الأممي ضد المؤسسة والتعاون معها.
وخلال مؤتمر صحافي، سألت “القدس العربي” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عمّا إذا كان بإمكانه تأكيد عقد الاجتماع، في ظل وجود مذكرة أممية مسربة تُظهر أن كبار المسؤولين ناقشوا إمكانية التعاون مع المؤسسة. وأجاب دوجاريك: “نعم، أؤكد أنه بدعوة من البعثة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، حضرت بعض هيئات الأمم المتحدة وشركاء آخرون حوارًا بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، يوم الأربعاء الماضي. وكان رئيس مؤسسة غزة الإنسانية حاضرًا بدعوة من الولايات المتحدة”.
وأضاف: “لن نعلق على رسائل البريد الإلكتروني المسربة. موقفنا واضح، فقد أكدنا مرارًا أن الوضع الإنساني في غزة كارثي ومأساوي وعلى شفا المجاعة. نرحب بكل من يرفع صوته للمطالبة بالوصول العاجل إلى المدنيين المحتاجين، وسنعمل وفق مبادئنا الإنسانية: الحياد، والنزاهة، والاستقلالية، والإنسانية. هذا يعني أننا نستجيب لاحتياجات المدنيين، وليس لأجندات الأطراف المتحاربة. هناك عمل كافٍ للجميع، لكننا سنتعاون فقط مع من يلتزمون بهذه المبادئ”.
وعند سؤاله عن قائمة المشاركين، أوضح دوجاريك أن الأسماء غير متوفرة لديه.
وتُظهر الوثيقة أن قائمة الحضور الأمميين شملت ممثلين عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمة الدولية للهجرة. كما حضر الاجتماع رئيس المؤسسة، جوني مور، وعدد من ممثليها، إلى جانب وفد من البعثة الأمريكية.
وتشير الوثيقة إلى أن الطرفين اتفقا على العمل “بطريقة متوازية” والتقليل من الانتقادات العلنية الموجهة للمؤسسة.