المسار : تعد مقبرة القسام، التي تمتد على مساحة 44 دونما، رمزا وطنيا ودينيا، إذ تضم ضريح الشيخ عز الدين القسام وعددا من رفاقه الذين استشهدوا في معارك ضد الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني.
بدأ المئات من أبناء المجتمع العربي، صباح السبت، أعمال تنظيف وصيانة مقبرة الشيخ عز الدين القسام في بلدة الشيخ بمدينة حيفا، ضمن يوم تطوعي نظمته لجنة أوقافنا لرعاية المقدسات، المنبثقة عن لجنة المتابعة وهيئة متولي وقف الاستقلال في حيفا.
واستمر النشاط من الساعة السابعة صباحا حتى الحادية عشرة ظهرا، وركز على تنظيف المقبرة، تعشيب الأرض، وتقليم الأشجار، بمشاركة واسعة من أبناء الداخل الفلسطيني.
وأوضحت اللجنة أن هذه الفعالية تهدف إلى الحفاظ على حرمة المقبرة وصون المقدسات الإسلامية، كما تعكس التمسك بالهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية، وتثبت الوجود الأصيل للشعب الفلسطيني في مدينة حيفا رغم التحديات.
وأكدت أن المشاركة الشعبية تعزز روح الانتماء والتكافل في الدفاع عن المقدسات الوطنية والدينية.
ويأتي هذا اليوم التطوعي على خلفية محاولات متكررة من جهات إسرائيلية متطرفة للسيطرة على المقبرة أو تنفيذ مخطط هدمها، في ظل تحريض من شخصيات سياسية بارزة، أبرزهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي لوح قبل أيام بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام، ما اعتُبر تهديدا مباشرا للذاكرة الوطنية الفلسطينية ورموزها التاريخية.
وتعد مقبرة القسام، التي تمتد على مساحة 44 دونما، رمزا وطنيا ودينيا، إذ تضم ضريح الشيخ عز الدين القسام وعددا من رفاقه الذين استشهدوا في معارك ضد الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني.
وتتعرض المقبرة منذ عقود لمحاولات السيطرة والتضييق من قبل شركات إسرائيلية، ما يجعل أي تدخل شعبي لحمايتها جزءا من صون الهوية والتاريخ الفلسطيني.
وأكدت لجنة أوقافنا أن هذه المبادرات تعكس التزام المجتمع الفلسطيني في الداخل بالحفاظ على رموزه الوطنية والدينية، وصون الأماكن التاريخية من محاولات الطمس أو الهدم، وأن استمرار العمل التطوعي سيبقى رافدا مهما في مواجهة محاولات الاستيلاء على المقدسات.