المسار :نظّمت اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين يوم الثلاثاء الموافق 23/9/2025 وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية، بالتزامن مع انعقاد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جاءت هذه الوقفة لتوجيه رسالة سياسية وإنسانية مباشرة إلى الحكومة الألمانية، تطالب فيها بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وتحميلها المسؤولية عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، والسوري، واللبناني وشهدت الوقفة حضورًا جماهيريًا واسعًا، ضمّ عشرات النشطاء الفلسطينيين والعرب، إلى جانب مجموعات ألمانية مناهضة للحرب، أبرزها “التحالف من أجل فلسطين”، وشبكة مناهضة الإمبريالية الأوروبية، ومجموعة “صوت ضد الاستعمار”، بالإضافة إلى شخصيات حقوقية وأكاديمية ألمانية.
افتتحت الوقفة بكلمة قوية ألقتها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة، جاء فيها كل صاروخ يسقط على غزة يحمل ختمًا ألمانيًا، كل جرافة تهدم بيتًا في جنين، تحمل دعمًا ألمانيًا، كل غارة على سوريا، وكل رصاصة في بنت جبيل، تُغضّ عنها الخارجية الألمانية الطرف، وتُبرّرها تحت شعار حق الدفاع عن النفس كما أدانت اللجنة المجازر اليومية في غزة، والاعتداءات المتكررة على سوريا، والمجازر التي ارتُكبت في بنت جبيل جنوب لبنان، معتبرة أن هذه الجرائم تمثل سلسلة متصلة من العدوان المدعوم دوليًا، وأن الصمت الألماني تجاهها يُعد تواطؤًا سياسيًا وأخلاقيًا، وقد ألقى ممثلو المجموعات الألمانية كلمات تضامنية عبّروا فيها عن رفضهم لاستخدام أموال دافعي الضرائب في دعم الاحتلال، وطالبوا بوقف فوري لصادرات الأسلحة، واعتبروا أن ما يجري في فلسطين هو استعمار وإبادة جماعية، لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة.
وأعلنت اللجنة الوطنية الفلسطينية أنها سلّمت رسالة رسمية إلى وزارة الخارجية الألمانية، تطالب فيها بما يلي:
– وقف فوري لتوريد الأسلحة إلى إسرائيل.
– دعم قرار أممي بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها.
– الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
– دعم حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 194.
– إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان، ووقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي لها.
– فتح المعابر فورًا، دون شروط، لإدخال المساعدات الإنسانية.
اختُتمت الوقفة بتحية جماعية للمقاومة الفلسطينية، وبتعهد من المشاركين بمواصلة الضغط السياسي والإعلامي، وتنظيم فعاليات تضامنية في الأيام المقبلة، ورددت الحشود هتافات باللغتين العربية والإنجليزية، منها:
“الحرية لفلسطين!” أوقفوا الإبادة!” العدالة لغزة، المجد للمقاومة، والعار للصمت!”
برلين اليوم لم تكن صامتة. كانت صوتًا للحق، وصرخة في وجه التواطؤ.