المسار : اتسم اليوم الثاني من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في مصر، الثلاثاء، ببدء مناقشة قوائم لأسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى بحث آلية للانسحاب الإسرائيلي.
فيما طلبت “حماس” إيضاحات وضمانات بشأن تنفيذ الخطة الخاصة بقطاع غزة، لاسيما إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، وذلك مع مشاركة تركية قطرية أمريكية مرتقبة في المفاوضات.
ومنذ مساء الإثنين، تُجرى في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر مفاوضات غبر مباشرة بين إسرائيل و”حماس” بشأن تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.
وقالت قناة “القاهرة الإخبارية”، نقلا عن مصادر لم تسمّها، إن “مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وفق اتفاق التبادل”.
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مساء الثلاثاء، أن “حماس طالبت بأن يكون إطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) مشروطا بانسحاب شامل للجيش الإسرائيلي من غزة”.
وأضافت أن “وفد حماس أكد أن إطلاق سراح آخر مختطف سيتم بالتوازي مع استكمال انسحاب إسرائيل من غزة”.
ومن المقرر أن تناقش المفاوضات أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى خرائط الانسحاب من غزة، بحسب الهيئة”.
إيضاحات وضمانات
من جانبها، “طالبت حماس بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة ترامب، وضمانات لعدم عودة إسرائيل للعدوان على غزة”، بحسب المصادر.
وأعلن ترامب، في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح “حماس”.
وقال القيادي في “حماس” فوزي برهوم، عبر بيان، إن وفد الحركة المفاوض “يسعى إلى تذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي طموحات شعبنا وأهلنا في غزة”.
وأوضح أن في مقدمة هذه الطموحات “وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من كافة مناطق القطاع”.
وتابع: “وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيود، وضمان عودة النازحين إلى مناطق سكنهم”، بالإضافة إلى “البدء الفوري بعملية إعادة الإعمار الشاملة تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط، فضلا عن إبرام صفقة تبادل أسرى عادلة”، بحسب برهوم.
وحذر من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “عرقلة وإفشال جولة المفاوضات الحالية، كما أفشل متعمّدا كل الجولات السابقة”.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقال نتنياهو، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
أهداف المفاوضات
وعبر تصريحات متفرقة الثلاثاء، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تبحث آلية أمنية تضمن انسحاب تل أبيب الكامل من غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا، و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
وأضاف عبد العاطي أن المفاوضات “تعمل على تهيئة الظروف لتبادل الرهائن (الأسرى)، والدخول الكامل للمساعدات (إلى غزة) دون أي عوائق”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدّس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات قليلة جدا لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرّض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
كما تهدف المفاوضات إلى “الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدا لانسحابها من القطاع”، وفقا لعبد العاطي.
وقال إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى مصر “خلال الساعات المقبلة”.
وأفاد بأنه تحدّث مع ويتكوف بشأن “أهمية أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن لاعتماد خطة ترامب ونشر قوات دولية، بما يوفر الحماية للجانب الفلسطيني”.
وأشاد عبد العاطي بمواقف وجهود الوسطاء في “قطر ومصر وتركيا، وحالة الإسناد السياسي والدبلوماسي للعمق العربي والإسلامي، ودول العالم الصديقة للفلسطينيين”.
والثلاثاء، قال ترامب لصحافيين إن وفدا أمريكيا توجّه إلى مصر لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، كما أن وفدا آخر غادر للتو.
مشاركة تركية قطرية
والأربعاء، يتوجّه رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن إلى شرم الشيخ، للمشاركة في المفاوضات، بحسب مصادر أمنية تركية.
وقالت المصادر إن ضمان وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ عملية تبادل أسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية، ستتصدر أجندة مباحثات قالن.
وقبيل مفاوضات الأربعاء، أجرى قالن اتصالات ثنائية مع مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر و”حماس”، وفقا للمصادر.
كما أعلن متحدّث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن سيتوجّه إلى شرم الشيخ الأربعاء.
وأضاف الأنصاري، عبر منصة “إكس” الأمريكية، أن انضمام ابن عبد الرحمن للمفاوضات يأتي “تأكيدا على عزم الوسطاء على التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب الكارثية في قطاع غزة”.
كما ينضمّ وزير الشؤون الاستراتيجية رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض رون ديرمر، الأربعاء، إلى مفاوضات شرم الشيخ، وفقا للقناة “13” العبرية دون تفاصيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصف إعلام مصري أجواء اليوم الأول من المفاوضات الإثنين “بالإيجابية”.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
(الأناضول)