“بالفيديو” علي فيصل لتلفزيون الغد: مشروع القرار الأمريكي المقدم لمجلس الأمن بصيغته الحالية ، يهدّد بتصفية القضية الفلسطينية وندعو إلى حوار وطني شامل لمواجهة المخاطر

المسار :أكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، أن المرحلة القادمة تمثل أخطر مراحل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما تحمله من مشاريع سياسية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، داعيًا إلى حوار وطني شامل يضم جميع الفصائل، بما فيها حركتي فتح وحماس، لإنهاء الانقسام ومواجهة التحديات المشتركة

وقال فيصل في مقابلة مع تلفزيون الغد، إن جمهورية مصر العربية تبذل جهودًا كبيرة في رعاية الحوار الوطني الفلسطيني، موضحًا أن القاهرة استضافت الشهر الماضي جولة حوار أولى بمشاركة ستة فصائل أساسية، بالتزامن مع استقبالها وفدًا من السلطة الفلسطينية برئاسة نائب الرئيس الأخ حسين الشيخ. وأشار إلى أنه كان من المؤمل عقد لقاء آخرلاحقا مع حركة فتح، غير أن الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين واستمرار الخلافات بينهما حالت دون ذلك.

وأوضح فيصل أن المرحلة الأولى من الحوارات في القاهرة شكلت أساسًا مهمًا للتوافق الوطني، لافتًا إلى أن الجبهة الديمقراطية تعتبر ما جرى قاعدة لتطوير الحوار وتوسيعه من أجل التصدي للمرحلة الثانية من المشروع الأمريكي، الذي يتضمن ألغامًا سياسية تستهدف الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأضاف فيصل أن المقاومة الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، أظهرت حسًا عاليًا من المسؤولية، وسعت إلى وقف حرب الإبادة والتدمير والتجويع ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن المقاومة وافقت على المبادرة المصرية وخطة ترامب والتي نصت على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى، غير أن إسرائيل لم تلتزم بهذه البنود واستمرت في وقف النار.

وبيّن فيصل أن الجبهة الديمقراطية وحركة حماس تتشاركان الموقف ذاته في مواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى أن الطرفين يقفان في خندق واحد داخل القطاع الذي يواجه حرب إبادة وتجويع مستمرة. وقال: “نحن وحماس في موقع واحد، وفي مكان واحد، وننتمي إلى شعب واحد يقاوم العدوان. المطلوب ليس استسلام هذا الفصيل أو ذاك، بل إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بحرية وكرامة”.

وحذّر فيصل من خطورة المرحلة الثانية من المشروع الأمريكي المطروح أمام مجلس الأمن، والتي تتحدث عن تشكيل ما يسمى بـ”مجلس السلام” ليصبح هيئة تنفيذية تشرف على قطاع غزة بمشاركة شخصيات دولية مثل توني بلير، كذلك يعطي مشروع القرار الامريكي دورا لقوة حغظ الاستقرار داخل القطاع يما فيه نزع سلاح المقاومة. علما ان ما عرض في شرم الشيخ هو ان ترابط هذه القوة على الحدود وتراقب الالتزام بوقف الحرب، معتبرًا أن الهدف من ذلك فرض وصاية دولية على القطاع وانتزاعه من الإطار الوطني الفلسطيني، وتسعى أمريكيا للحصول على شرعية دولية لهذا الانتداب.

وأوضح أن الخطة الأمريكية تسعى إلى تصفية الكيانية الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها من سلطة ومنظمة ومقاومة، في إطار مشروع إسرائيلي أوسع يسعى لإقامة “إسرائيل الكبرى” التي تمتد لتشمل فلسطين والأردن وأجزاء من سيناء والجولان والعراق وجنوب لبنان.

ودعا فيصل إلى عقد قمة فلسطينية عاجلة أو حوار وطني شامل لتجاوز حالة الانقسام، وتشكيل حكومة وفاق وطني أو لجنة إدارة مجتمعية تضم شخصيات وطنية وتكنوقراط، لتوحيد الموقف الفلسطيني وإدارة قطاع غزة والضفة بمرجعية حكومة وفاق وطني و منظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب تشكيل وفد فلسطيني موحد يتولى إدارة المفاوضات القادمة بالتنسيق مع مصر والوسطاء الدوليين.

وطالب فيصل الوسطاء وخاصة مصر وتركيا وبقية الدول بتعديل مشروع القرار الامريكي وكذلك الروس .

واختتم فيصل حديثه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني قدّم تضحيات جسيمة من شهداء وجرحى ودمار من أجل الحرية والاستقلال، لا من أجل نزع سلاح المقاومة أو تكريس الاحتلال، مشددًا على أن وحدة الموقف الفلسطيني، وبما في ذلك بين فتح وحماس، هي السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر القادمة وإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني.

Share This Article