منظمات حقوقية إسرائيلية تطالب بإخلاء طبي عاجل لمرضى غزة

المسار : قدمت عدة منظمات لحقوق الإنسان الإسرائيلية التماسًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، تطالب فيه بإلزام سلطات الاحتلال باستئناف الإخلاء الطبي الفوري لمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس.

وأوضحت المنظمات، منها “أطباء لحقوق الإنسان”، و”غيشاه – مسلك”، ومركز الدفاع عن الفرد، ومركز عدالة، وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، أن نحو 16,500 شخص في غزة، بينهم أطفال وكبار سن ونساء، يواجهون خطرًا حقيقيًا على حياتهم، بعد أن باتت العلاجات الطبية التي يحتاجون إليها عاجلة وغير متوفرة في القطاع.

وأشار الالتماس إلى أن النظام الصحي في غزة انهار بالكامل منذ اندلاع الحرب، وأن إسرائيل، بصفتها الجهة المسيطرة على المعابر ومالكة السلطة الحصرية للسماح بالإخلاء الطبي، تتحمل المسؤولية المباشرة عن منع وصول المرضى إلى العلاج المنقذ للحياة.

ويصف الالتماس الانهيار شبه التام للبنية الصحية في غزة، حيث خرج ثلثا المرافق الصحية البالغ عددها 647 عن الخدمة، ولم يتبق سوى ثلاثة مستشفيات تعمل بكامل طاقتها، بينما انخفض عدد الأسرة من 3,500 إلى 1,952 لخدمة أكثر من مليوني نسمة.

كما تكاد خدمات أساسية مثل العلاج الكيماوي، التصوير الطبي المتقدم، العناية المركزة، جراحات الأورام، وعلاج الأطفال تكون غير متوفرة.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 11,000 مريض سرطان بلا أدوية أو معدات حيوية، مع اختفاء 75% من الأدوية الكيماوية في القطاع.

وشددت المنظمات على أن الوضع يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى، داعية المحكمة إلى التدخل العاجل لضمان وصولهم إلى العلاج اللازم.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 16 ألف مريض في قطاع غزة لا يزالون عالقون بانتظار إجلائهم للعلاج في الخارج.

وأضافت المنظمة أن آلاف الجرحى بحاجة إلى عمليات عاجلة لا يمكن إجراؤها داخل القطاع، مشيرة إلى أن تسهيل نقلهم إلى المستشفيات خارج غزة أصبح مسألة إنسانية ملحّة.

وفي تصريحٍ سابق، أكدت الصحة العالمية أن عددًا من المرضى في قطاع غزة توفوا أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي للعلاج خارج القطاع، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المستلزمات الطبية.

وخلال عامين من الحرب، تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف مريض من غزة، حيث استقبلت مصر أكثر من نصفهم، بينما تراجع معدل الإجلاء بشكل كبير منذ إغلاق معبر رفح الحدودي في مايو/ أيار 2024 وسيطرة سلطات الاحتلال عليه.

ومنذ انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس/ أذار الماضي، يغادر أقل من أربعة مرضى يوميا، وسبق أن ذكرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 15600 مريض في غزة ينتظرون الإجلاء، بينهم 3800 طفل.

ولا يزال معبر رفح، الذي كان يُستخدم في الماضي لمغادرة المرضى عبر مصر، مغلقا أمام حركة العبور، حيث توفي المئات وهم ينتظرون الإجلاء.

Share This Article