المسار : رام الله – عن وطن: تتعرض طواقم الإسعاف والطوارئ، لاعتداءات مباشرة من قبل قوات الاحتلال، خلال عملها في الضفة الغربية، حيث تُمنع من العمل والوصول الى الجرحى والمرضى، ويتعرض أفرادها الى الاعتداء المباشر والاعتقال، ما يحد من قدرتهم على تقديم الخدمة الى المواطنين.
وقال أحمد جبريل، مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر، إن الضفة الغربية تشهد “تصعيداً خطيراً” في استهداف طواقم الإسعاف ومنعها من أداء واجبها الإنساني، مشيراً إلى أن الاحتلال يتعمد عرقلة طواقم الإسعاف الوصول إلى المصابين تحت تهديدها بالسلاح بشكل مباشر.
وأوضح جبريل أن طواقم الإسعاف توجهت صباح اليوم إلى حاجز قرب بلدة أم صفا شمال غرب رام الله بعد إصابة شاب برصاص الاحتلال، لكن قوات الاحتلال منعت المسعفين من تقديم العلاج للمصاب، وهددتهم بالسلاح وأجبرتهم على مغادرة المكان.
وأشار في حديثه لبرنامج “شد حيلك يا وطن” عبر شبكة وطن الإعلامية أن قوات الاحتلال تواصل فرض حصار على مدينة طوباس وبلدتي عقابا وتياسير لليوم الثاني على التوالي، ما تسبب بصعوبة كبيرة في حركة سيارات الإسعاف ونقل الحالات المرضية.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال فجّر اليوم منزلاً في بلدة زواتا غرب نابلس، مضيفاً أن طواقم الهلال الأحمر “عملت على إخلاء العائلات المحيطة بالمكان وتأمينها في ظل الأجواء الباردة قبل عملية التفجير”.
وتواجه طواقم الإسعاف كذلك تحديات من نوع اخر تتمثل باعتداءات المستوطنين، اذ لفت جبريل الى أن اعتداءات المستوطنين طالت مختلف محافظات الضفة الغربية خلال الساعات الماضية، مؤكداً أن طواقم الهلال الأحمر تبذل كل جهد للوصول إلى أي مصاب سواء جراء اعتداءات الجيش أو المستوطنين، لكن العوائق كبيرة وخطيرة وتؤثر على حياة المصابين، وخاصة الحالات الحرجة.
وأكد جبريل أن اعتداءات الاحتلال أدت الى استشهاد عدداً من المرضى والمصابين داخل سيارات الإسعاف نتيجة منعها من الوصول إلى المستشفيات، موضحاً أن هذه الحالات تتكرر بشكل مستمر.
وتحدّث جبريل عن “عرقلة خطيرة” تواجهها طواقم الاسعاف تهدد حياة المرضى والمصابين وهي إغلاق البوابات العسكرية، موضحا “في محافظة الخليل التي أغلقت بواباتها كافة، تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المستشفيات داخل المدينة أو في بلدة دورا، ناهيك أن مناطق مسافر يطا تشهد اعتداءات يومية من المستوطنين، والطرق المؤدية إليها “شبه مغلقة” أمام سيارات الإسعاف.”
وأكد جبريل أن المسعفين أنفسهم يتعرضون لضغوطات نفسية وجسدية كبيرة، فالمسعف انسان وله مشاعر ويتعرض للتهديد والاستهداف المباشر ما يجعله وعائلته يشعرون بالخوف وعدم الأمان.
وأوضح جبريل “فقدنا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 25 شهيداً من المسعفين أثناء تأدية واجبهم الإنساني، بينهم الثمانية الذين أخفاهم جيش الاحتلال تحت الأرض ودفنهم بالرمال أمام العالم، وفي الضفة الغربية استشهد اثنان من طواقم الإسعاف، منهم مسعف في مخيم بلاطة وآخر في بلدة الساوية أثناء إسعافه لأحد المصابين في القرية نتيجة اعتداءات المستوطنين”.
وأشار جبريل إلى أن كل هذه الظروف تشكّل ضغطاً كبيراً على المسعفين وعائلاتهم، لكنها لا تمنعهم من أداء واجبهم الإنساني، مؤكداً أن طواقم الهلال الأحمر على أهبة الاستعداد رغم كل المخاطر.
وكشف جبريل أن جمعية الهلال الأحمر وسّعت خدماتها عبر إنشاء 120 نقطة إسعاف أولي في القرى والمناطق التي يصعب على سيارات الإسعاف الوصول إليها بسبب الإغلاقات، حيث يعمل فيها متطوعون تلقوا التدريبات اللازمة بهدف التخفيف على المواطنين.

