المسار : أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية الثلاثاء عن استعدادهما للتعاون في “مكافحة الجريمة المنظمة الدولية”، وفق ما أعلنت الرئاسة البرازيلية.
ويمثل هذا الاتصال الهاتفي خطوة إضافية في التقارب بين برازيليا وواشنطن عقب أول اجتماع رسمي بين الزعيمين في أكتوبر/ تشرين الأول والذي جاء بعد أشهر من التوترات التجارية والدبلوماسية.
وبدأ لولا هذه المحادثة التي استمرت “أربعين دقيقة” بين رئيسي أكبر اقتصادين في الأمريكيتين، وسط توترات إقليمية بسبب الغارات الجوية الأمريكية ضد جهات تشتبه واشنطن بضلوعهم في تجارة المخدرات قرب الساحل الفنزويلي.
وأفادت الرئاسة البرازيلية في بيان أن لولا “أكد على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الدولية”، فيما أعرب ترامب عن “استعداد كامل للعمل مع البرازيل” في مواجهة هذه التنظيمات.
وشنّت الولايات المتحدة غارات جوية على أكثر من 20 مركبا في المحيطين الكاريبي والهادئ منذ مطلع سبتمبر/ أيلول ، ما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل، من دون تقديم واشنطن أي دليل على ادعاءاتها باستخدام هذه السفن في تهريب المخدرات.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أعرب لولا عن “قلقه البالغ إزاء الانتشار العسكري للولايات المتحدة في البحر الكاريبي”، معلنا عن “نيته مناقشة الأمر مع الرئيس ترامب”. لكن بيان الثلاثاء لم يتطرق إلى هذا الأمر.
وأعلنت الرئاسة البرازيلية أن لولا ناقش مع دونالد ترامب الثلاثاء “العمليات التي نُفذت في البرازيل (…) بهدف شلّ الجريمة المنظمة ماليا، وتحديد الشبكات التي تعمل من الخارج”.
ونفذت السلطات البرازيلية أخيرا عمليات عدة ضد عصابة “القيادة الأولى للعاصمة”، إحدى الفصائل الرئيسية في البلاد، أبرزها تفكيك شبكة لغسل الأموال في قطاع الوقود.
وأسست هذه العصابة في سجون العاصمة الاقتصادية ساو باولو، وهي مرتبطة بمافيا “ندرانغيتا” في كالابريا الإيطالية الضالعة في تهريب الكوكايين المُنتَج في أمريكا الجنوبية إلى أوروبا من الموانئ البرازيلية.
واستُهدفت عصابة Comando vermelho (“القيادة الحمراء”)، وهي فصيل إجرامي قوي آخر، بعمليات أمنية في الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان في ريو دي جانيرو.
وأسفرت إحدى هذه العمليات، والتي نُفذت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، عن مقتل أكثر من 120 شخصا، في أعنف عملية للشرطة في تاريخ البرازيل.
وبحسب البيان الرئاسي البرازيلي، تناولت المكالمة الهاتفية الثلاثاء أيضا التعرفة الجمركية البالغة 40% التي فرضتها واشنطن على بعض المنتجات البرازيلية.
وأشارت الرئاسة البرازيلية إلى أن لولا اعتبر أن قرار واشنطن بإعفاء منتجات مثل القهوة واللحوم، التي تُعدّ البرازيل أكبر مُصدِّر لها في العالم، من هذه التعرفة يشكّل خطوة “إيجابية للغاية”.
لكنه يأمل بحسب البيان بإحراز “تقدّم سريع في المفاوضات” بشأن إعفاء منتجات أخرى.
من جهته، أكد ترامب لصحافيين في البيت الأبيض “أجرينا محادثة ممتازة”. وأضاف عن نظيره البرازيلي “أنا أحبه”، مشيرا إلى أنهما ناقشا التجارة والعقوبات التي فرضتها واشنطن على البرازيل.

