المسار : يحلّ عيد الميلاد للعام الثالث على التوالي في قطاع غزة دون أضواء أو مظاهر احتفال، في ظل آثار الحرب الإسرائيلية التي خلّفت دمارًا واسعًا وقتلًا ونزوحًا، وألقت بظلالها الثقيلة على مختلف مكونات المجتمع، بما فيها المجتمع المسيحي.
وتعيش الكنائس في القطاع أجواء حزن وصمت، بعدما كانت في مثل هذه الأيام من كل عام تتزين وتستعد لاستقبال الأعياد. وتضررت عدة كنائس جراء الاستهدافات خلال العامين الماضيين، كان آخرها في تموز/يوليو 2025، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى من النازحين الذين احتموا داخلها.
ويقتصر إحياء المناسبة هذا العام على إقامة الصلوات والقداس داخل الكنائس، دون أي احتفالات أو مظاهر خارجية، في ظل استمرار المعاناة الإنسانية، وفقدان مئات العائلات لأحبتها ومنازلها، وتواصل النزوح والفقر.
ويؤكد القائمون على شؤون الكنائس أن الحزن ما زال سيد الموقف، وأن آثار الحرب لم تندمل بعد، مشددين على أن الاحتفال لا يمكن أن يكون طبيعيًا في ظل الدماء والدمار، ومعاناة الفلسطينيين المستمرة.
وقبيل الأعياد، تتجدد الدعوات إلى السلام ووقف الانتهاكات، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في العيش بحرية وكرامة، فيما تبقى غزة، بمسلميها ومسيحييها، تنتظر أن يُقرع «جرس السلام» بعد أعوام من الألم والفقد.

