جمعية مدرسة الأمهات و النجدة تختتمان مشروع “تعزيز الاستجابة في حالات الطوارئ” في شمال الضفة وتعزيز حماية النساء والصمود المجتمعي

المسار : اختُتم اليوم مشروع تخطيط الاستجابة للأزمات في محافظات الشمال في شمال الضفة الغربية، الذي نفّذ بالشراكة الاستراتيجية بين جمعية مدرسة الأمهات وجمعية النجدة الاجتماعية، وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إحدى وكالات الأمم المتحدة العاملة في فلسطين، وذلك في ظل واقع إنساني معقد فرضه الاحتلال على اللاجئين والفئات الأكثر هشاشة، لا سيما النساء في محافظتي جنين وطولكرم.

وأكدت الكلمات الافتتاحية أن الشراكة ليست مؤقتة أو مرتبطة بالتمويل، بل امتداد طويل الأمد يقوم على رؤية مشتركة، بدأ منذ سنوات عبر برامج تعليم الأمهات، ثم توسّع ليشمل تدخلات متكاملة في حالات الطوارئ، ما أسهم في تعزيز الأثر الإنساني رغم محدودية الموارد.

مدرسة الأمهات: العدالة والشمولية

وفي كلمتها، أكدت سناء شبيطة، مديرة جمعية مدرسة الأمهات، أن الجمعية تعمل على بناء مجتمع فلسطيني ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة، مع مشاركة فاعلة للنساء في صنع القرار. وأضافت أن برنامج الطوارئ اشتُق من برامج الجمعية لتقديم استجابة متكاملة، وشمل وحدات حماية اجتماعية في 9 محافظات بعضوية 60 مؤسسة، لضمان حماية النساء وتعزيز صمود المجتمع المحلي.

جمعية النجدة: الشراكة والتزام طويل الأمد

وشدّدت إلهام سامي، ممثلة جمعية النجدة الاجتماعية، على أن الشراكة الاستراتيجية ليست مجرد تنسيق، بل التزام أخلاقي ورؤية مشتركة قائمة على الثقة والمبادئ المشتركة. وأضافت سامي أن المشروع جاء استجابة مباشرة لتفاقم الأزمات في شمال الضفة، لا سيما في ظل الاقتحامات والتدمير والنزوح القسري، مؤكدة أن التدخلات ركّزت على تعزيز جاهزية المجتمع، ودعم الفئات الأكثر هشاشة، وبناء استجابات سريعة ومرنة، وحسّاسة للنوع الاجتماعي، مع ضمان كرامة المستفيدات وصمودهن في مواجهة الظروف الصعبة. وأوضحت أن الشراكة مع مدرسة الأمهات انعكست على الواقع بشكل ملموس من خلال البرامج المجتمعية والتدريبية التي نفذت في المخيمات، إضافة إلى الحملات الإعلامية والتوثيقية التي أظهرت قصص النساء النازحات ومساهمتهن في المجتمع.

الأمم المتحدة: حماية النساء في قلب الاستجابة الإنسانية

ومن جهتها، أكدت الفيروز، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن المشروع يجسد نهج الأمم المتحدة الذي يربط الاستجابة الإنسانية الفورية بمسارات الحماية والتمكين والاستدامة، مشيرة إلى أن النساء النازحات يتعرضن لتأثير مضاعف في أوقات الطوارئ، ما يستدعي تدخلات حسّاسة للنوع الاجتماعي تضمن الحماية وتعزز الصمود. وأضافت أن الأمم المتحدة تدعم المبادرات المحلية والشراكات مع المؤسسات الوطنية لضمان استجابات عادلة وشاملة، مع الاستثمار في المعرفة وبناء القدرات المجتمعية لضمان أثر مستدام في حياة النساء والمجتمعات المتضررة.

“أصوات منسية زمن الإبادة” وتأثيرها

وشمل المشروع إعداد دراسة نوعية بعنوان “أصوات منسية زمن الإبادة”، تناولت واقع وآمال وطموحات النساء النازحات في مخيمات جنين وطولكرم، مع توصيات عملية لتعزيز مساءلة المؤسسات المحلية وتطوير البرامج الإنسانية. شملت الدراسة الوصول إلى 860 امرأة عبر مجموعات بؤرية ومقابلات فردية ومؤسساتية، وتعميم نتائجها على 350 مؤسسة محلية ووطنية وإقليمية، إضافة إلى مناقشة التوصيات في المحافظات المختلفة.

الإعلام وبرنامج النظيرات

وبالتوازي، تحوّلت نتائج الدراسة إلى مواد إعلامية أظهرت قصص الصمود، عبر تدريب 101 إعلامي/ة وإنتاج مواد رقمية وحملة مع شبكة وطن تجاوزت 20 ألف مشاهدة. كما أطلق المشروع برنامج “النظيرات”، كبرنامج دائم للجمعية، بمستويات التمكين الذاتي، والدعم النفسي والاجتماعي، وبناء القدرات والمناصرة الذاتية، شمل 85 امرأة من مخيمات شمال الضفة.

واختُتم الحفل بإطلاق منصة “استجابة”، التي ستسهم في تعزيز التواصل بين المؤسسات المقدمة للخدمات والمواطنات، وتوفير مستوى متقدم من التشبيك المؤسسي. وقد شدّد المشاركون على أن المشروع يمثل محطة تقييم وتعلّم، وليس نهاية الجهد، مع الالتزام بمواصلة العمل نحو استجابات أكثر عدالة وشمولية، قائمة على الاستثمار في الإنسان، وتعزيز التلاحم المجتمعي، وحماية الفئات الأكثر تضررًا مهما اشتدت الأزمات.

Share This Article