المسار : طلبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي من المحكمة المركزية في القدس المحتلة مهلة نحو شهر لتقديم ردها على التماس يطالب بإخلاء تجمع الخان الأحمر البدوي شرقي المدينة.
ويتعرض التجمع البدوي لاعتداءات ومضايقات ممنهجة ومستمرة من قبل المستوطنين، بهدف دفعهم للتهجير القسري، وترك بيوتهم، بهدف توسيع المستوطنات، وفرض وقائع ديمغرافية وجغرافية جديدة على الأرض.
ومنذ سنوات، يواجه 200 فلسطيني يقطنون في الخان الأحمر خطر الإخلاء والتهجير القسري في أي لحظة، ويتعرضون اليوم لمرحلة جديدة من التصعيد، تُهيّئ فيها سلطات الاحتلال البيئة القسرية للترحيل، من خلال السماح للمستوطنين بالاعتداء على التجمع والتنكيل بسكانه.
ويوم الأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: إن “الحكومة من المحكمة المركزية بالقدس مهلة إضافية حتى 21 كانون الثاني/يناير المقبل، لتقديم ردها بشأن التماس يطالب بإخلاء الخان الأحمر”.
والالتماس الذي يطالب حكومة الاحتلال بتنفيذ قرار هدم التجمع البدوي وتهجير سكانها، مقدم من منظمة “ريغافيم” اليمينية المتطرفة التي تعمل على تعزيز المشروع الاستيطاني وتسريع عمليات الهدم للمباني الفلسطينية في مناطق (ج).
ونقلت هيئة البث عن “رغافيم” اعتبارها أن “تنفيذ إخلاء الخان الأحمر أصبح مسألة بسيطة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعهد عام 2018 بتنفيذ أمر الهدم”.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قدمت “رغافيم” التماسها السابع، مطالبةً حكومة الاحتلال بتنفيذ أوامر الهدم الصادرة بحق المباني في الخان الأحمر.
تهجير قسري
رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك يقول إن حكومة الاحتلال تعمل بشكل حثيث لإخلاء تجمع الخان الأحمر وطرد سكانه الأصليين منه، بهدف إقامة ما يسمى بـ”القدس الكبرى” ومشروع “E1” الاستيطاني.
ويضيف أبو داهوك: إن إخلاء الخان الأحمر مقدمة لإخلاء باقي التجمعات البدوية الواقعة شرقي القدس، والتي تؤكد تمسكها بأرضها ورفضها مخطط التهجير القسري، لصالح إقامة المشاريع الاستيطانية، وخاصة ما يُعرف بمشروع “E1″، الذي يفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها.
ويشير إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة تريد تنفيذ مخططات “الحركة الصهيونية”، عبر السيطرة الكاملة على بادية القدس وطرد التجمعات البدوية كافة، تمهيدًا لفصل المدينة المقدسة عن الضفة، والتوسع الاستيطاني.
ويعيش سكان التجمع حالة من الخوف والقلق الشديد، ولا يعرفون إلى أين سيذهبون، حال أقدمت حكومة الاحتلال على إخلائهم من التجمع وتهجيرهم بالقوة.
ويتابع “في كل دقيقة ولحظة يخشى السكان البدو من إقدام الاحتلال على طردهم، فهم يعانون أوضاعًا صعبة، مع تواصل اعتداءات المستوطنين، وعمليات التنكيل التي يتعرضون لها، وسط حرمانهم من أبسط حقوقهم”.
ويتوقع الناشط أبو داهوك إخلاء الخان الأحمر بأي وقت، مي ظل إصرار منظمة “ريغافيم” اليمينية على طرد السكان وتهجيرهم من أراضيهم.
اعتداءات متصاعدة
ويتحدث عن تصاعد اعتداءات المستوطنين على التجمع البدوي، قائلًا: “في الآونة الأخيرة شهد التجمع اعتداءات غير مسبوقة، تمثلت باقتحام التجمع والاعتداء على المواطنين وطلبة المدارس، وإطلاق النار تجاه مساكنهم، فضلًا عن سرقة المواشي، ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم، بالإضافة إلى إقامة البؤر الاستيطانية”.
ورغم إصرار الاحتلال على إخلاء الخان الأحمر، إلا أن أبو داهوك يؤكد أن السكان لن يغادروا أراضيهم، مهما كلفهم من ثمن، وسيبقوا متمسكين فيها، كما سيواصلون التصدي لمخطط تهجيرهم.
وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بوجود سكان الخان الأحمر في هذه المنطقة، وتسعى لطردهم وتهجيرهم مجددًا، ولا تأل جهدًا في التضييق عليهم، وتقييد تحركاتهم.
ويلاحق كابوس الإخلاء والتهجير القسري نحو سبعة آلاف بدوي يقطنون في 22 تجمعًا بدويًا شرقي القدس المحتلة، مع بدء الاحتلال تنفيذ مشروع “E1” الاستيطاني.

