أهم الاخبارإسرائيليات

تردد وخشية اسرائيلة من الدخول بحرب برية وانضمام حزب الله سيحول غزة لجبهة ثانوية

ما زال الاحتلال مترددا حيال الذهاب لاجتياح بري لقطاع غزة، تحسبا من أن يؤدي ذلك إلى دخول حزب الله في الحرب بقوة أكبر، وتكبد الاحتلال خسائر فادحة إذا ما دخلت قواته الى القطاع، في ظل شكوك بقدرته (الاحتلال) على تحقيق أهداف الحرب التي اعلنها وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس.

وأشارت وسائل اعلام عبرية الى ان الدخول في حرب برية سيدفع حزب الله للانخراط في الحرب، ما من شانه ان يجعل جبهة غزة ثانوية امام المواجهة مع حزب الله.

وأعلن قادة الاحتلال السياسيون والعسكريون أن الحرب على غزة ستطول، وقد تستمر لأشهر، وهو ما يدل على ان الاحتلال يسعى لاحتلال القطاع وبقاء جيشه فيه لفترة طويلة نسبيا، لكن قيادة الاحتلال السياسية يبدو انها تشكك في إمكانية تحقيق أهداف الحرب التي أعلنتها، وهي “مترددة حيال خطوات عسكرية مختلفة وبأحجام متنوعة”، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم.

ويدل على ذلك لقاءان عقدهما، الأسبوع الماضي، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع مفوض شكاوى الجنود السابق، يتسحاق بريك، وهو ضابط برتبة لواء في الاحتياط، والذي يعتبر أبرز ضابط إسرائيلي يوجه انتقادات للجيش وأصدر تقارير عديدة، خلال السنوات الماضية، حول جهوزية الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح البرية فيه، للحرب. كذلك التقى وزير الأمن، يوآف غالانت، مع بريك أول من أمس، الجمعة، حسبما ذكرت الصحيفة.

ودعا بريك، من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى الامتناع عن شن اجتياح بري كبير لقطاع غزة “في هذه المرحلة”.

ونقلت القناة 14 التلفزيونية التي تعتبر بوقا لنتنياهو، عن مصادر لم تذكر هويتها قولها إن “الوضع عند الحدود اللبنانية يتعقد، ولذلك ثمة حاجة إلى عدم الدخول إلى غزة الآن”.
وأوضحت الصحيفة أن أسئلة تتعالى في “إسرائيل” حول قدرة المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي على الصمود لفترة طويلة، خاصة إثر استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وتوقفهم عن العمل، إلى جانب “خطر التورط بسبب خسائر في جانبنا أو بسبب استهداف مكثف للمدنيين الفلسطينيين، الذي من شأنه أن يؤدي إلى محاولة أميركية وأوروبية لوقف الهجوم الإسرائيلي”.

من الجهة الأخرى، أشارت الصحيفة إلى أن “هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تبدو مصرّة على التوجه إلى الخطة البرية. والروح السائدة في أروقته تعتبر أنه على إثر حجم الضرر بالشعور بالأمن لدى جميع “الإسرائيليين”، فقد “مُنح الجيش الإسرائيلي تصريحا لمرة واحدة بأن يقتل ويقتل، في محاولة لاستعادة بعض الأمور إلى سابق عهدها. وهذا يبدو كمسألة قومية، لكنه رسالة إقليمية بالغة الأهمية، بأن إسرائيل ما زالت قوية وأنه يوجد سبب لدول مثل مصر والسعودية بالتمسك بتحالفات إستراتيجية معها”.

ويتعلق الدافع الأساسي لاصرار قيادة جيش الاحتلال على توسيع الحرب والاجتياح البري “يتعلق بغريزة الانتقام من حماس والفلسطينيين في قطاع غزة في أعقاب هجوم السابع من الشهر الحالي”.

وحسب الصحيفة، فإن القيادة الأمنية “تحمل على كاهلها مشاعر قاسية جدا” بسبب إخفاقها بعدم توقع هجوم حماس والخسائر التي لحقت بـ “إسرائيل” جراءه.
وأفادت الصحيفة بأنه حتى الأمس، هبطت في “إسرائيل” أكثر من 50 طائرة شحن أميركية مليئة بالذخيرة وقطع الغيار.

وأشارت صحيفة “معاريف” إلى أن “السؤال الأول يتعلق بنوعية الحلول الموجودة بأيدي الجيش الإسرائيلي لمواجهة تهديدات أنفاق حماس، وقدرته على استغلال تفوقه البارز فوق الأرض. والسؤال هو هل سينجح الجيش الإسرائيلي منذ المرحلة الأولى في دفع خط الدفاع الأول لحماس إلى الخلف، والتركيز على ممارسة ضغوط على مراكز قوة حماس في المدن الكبرى وفي مقدمتها غزة”.

وأضافت الصحيفة أن “السؤال الثاني بشأن غزة متعلق بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان القتال، بحيث يكون بالإمكان ترجمة الإنجازات إلى هدف سياسي لا يبقي مكانا للشك حيال قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة بعد الحرب. وأي شيء أقل من ذلك سيعني عدم تنفيذ الأهداف التي وضعتها دولة إسرائيل أمامها بالقضاء على حماس والانتصار عليها بصورة واضحة”.

ولفتت الصحيفة إلى أن حجم استهداف إسرائيل لأنفاق غزة “ينبغي النظر إليه على أنه محدود الضمان، انطلاقا من الإدراك أن حماس أيضا استخلصت الدروس من العملية العسكرية الأخيرة في محاولة للالتفاف على قدراتنا برصد مسارات الأنفاق التي لن يتنازلوا عنها “.

وبحسب الصحيفة، فإن “السؤال الأكبر يتعلق بلبنان طبعا. وكل ما قيل حتى الآن سيتأثر من تحول أيام القتال في الشمال إلى معارك حقيقية، وبذلك سيكون التدهور إلى حرب في الجبهة الشمالية قصير. ونشوب حرب في الجبهة الشمالية سيحول الجبهة الجنوبية على الفور إلى جبهة ثانوية”.

(المصدر- عرب 48)