تخبط وانقسام في “إسرائيل” بشأن الاجتياح البري لغزة..ماذا قال “نتنياهو”؟

يتواصل التخبط والاتقسام الإسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري داخل إسرائيل، بشأن الغزو البري الشامل المرتقب لقطاع غزة، مع وصول العدوان على القطاع يومه الـ 21 على التوالي.

وكشف تقرير صحفي أميركي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” ملامح هذا الانقسام الإسرائيلي، وقالت” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التوقيع على خطة الاجتياح، بعد أن وضعت القيادة العسكرية اللمسات الأخيرة عليها.

وحول موقف جيش الاحتلال من قرار “نتنياهو”، أشارت الصحيفة إلى انتشار موجة غضب في الجيش برفضه التوقيع على خطة الغزو البري، بحجة أنه يريد موافقة بالإجماع من أعضاء مجلس الوزراء الحربي الذي شكله بعد 7 أكتوبر”، وفقا لشخصين حضرا اجتماعات مجلس الوزراء، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وخلص التقرير إلى أن القادة السياسيين والعسكريين منقسمون حول متى وكيف سينفذ الغزو، وحتى ما إذا كان سينفذ من الأساس، رغم حشد إسرائيل قواتها البرية على حدود غزة وتنفيذها أكثر من توغل داخل القطاع”، بحسب تعليقات 7 ضباط بارزين و3 مسؤولين في الحكومة.

إقرأ أيضاً

إدارة بايدن قلقة: “إسرائيل” غير مستعدة لعملية برية في غزة

وفيما يتعلق بتأجيل الغزو البري، نقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم إن “تأجيل الغزو يهدف جزئيا إلى منح المفاوضين المزيد من الوقت لمحاولة إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ويزيد عددهم على 200″:

ويثور شعور بالقلق في الداخل الإسرائيلي من أن الغزو البري قد يجر الجيش إلى معركة مستعصية داخل غزة، ويخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاقا، مع انخراط أكبر لحزب الله في الحرب بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه المدن الإسرائيلية.

وأشار تقرير الصحيفة إلى جدل حول ما إذا كان سيتم تنفيذ الغزو من خلال عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر، كما أن هناك أسئلة حول من سيحكم غزة إذا سيطرت عليها إسرائيل؟”

“الحكومة الإسرائيلية آراؤها مختلفة”

وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في “كنيست” الإسرائيلي، داني دانون، إن “الحكومة ذات آراء مختلفة”.

وأضاف دانون، “قد يقول البعض إن علينا أن نبدأ وبعد ذلك يمكننا التفكير في المرحلة التالية، لكننا كقيادة، كرجال دولة، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون الأهداف واضحة للغاية. لا ينبغي أن يكون هناك شيء غامض”.

ونشرت الصحيفة أن الولايات المتحدة حثت “إسرائيل” على عدم التسرع في شـن غزو بري حتى مع تعهدها بتقديم الدعم الكامل لحليفتها، لكن “الاعتبارات المحلية لعبت أيضا دورا في التأخير”.

وبعيدا عن الرهائن، هناك “مخاوف بشأن حصيلة العملية البرية، وعدم يقين بشأن ما قد يعنيه على وجه التحديد القضاء على حماس، وهي حركة اجتماعية وقوة عسكرية متجذرة بعمق في مجتمع غزة”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، عندما سئل عن الأهداف العسكرية للعملية البرية “إن الهدف هو “تفكيك حماس”، بينما أثار تقرير الصحيفة الأميركية تساؤلا مفاده: “كيف سيعرف الجيش أنه حقق هذا الهدف؟”.

وكان هيشت قال في السياق ذاته، خلال مؤتمر صحفي بعد أسبوع من هجوم حماس: “هذا سؤال كبير، ولا أعتقد أن لدي القدرة الآن للإجابة عليه”.

وبحسب “نيويورك تايمز”، بالرغم من أن هناك خلافا داخليا حول السماح بفترة زمنية قصيرة لمزيد من المفاوضات بشأن الرهائن، فهناك أيضا انقسام بين المؤسسة العسكرية وأجنحة في حكومة نتنياهو حول ما يجب فعله إذا فشلت المفاوضات، وفقا للمسؤولين والضباط الذين تحدثت إليهم الصحيفة.

ويعتقد محللون أن نتنياهو يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر بشكل منفرد، لأنه “مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية”.

ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقرير، بل إن رئيس الوزراء وعد في خطاب ألقاه ليلة الأربعاء بـ”تدمير حماس”، من دون وصف طريقة أو توقيت مثل هذه العملية.

وقال نتنياهو: “لقد حددنا هدفين لهذه الحرب، وهما القضاء على حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والحكمية، وبذل كل ما في وسعنا لإعادة أسرانا إلى الوطن، ونحن نستعد للتوغل البري، و لن أذكر متى أو كيف أو كم عددها، أو الاعتبارات العامة التي نأخذها في الاعتبار، التي معظمها غير معروف للجمهور”.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، استدعت حكومة الاحتلال حوالي 360 ألف جندي احتياطي، ونشرت العديد منهم على الحدود مع غزة، وسرعان ما تحدث مسؤولون كبار عن “إطاحة حماس”، مما أثار توقعات بعملية برية وشيكة هناك، بحسب الصحيفة.

وبعد مرور قرابة 3 أسابيع على العدوان، لم تمنح حكومة نتنياهو الضوء الأخضر بعد لاجتياح بري شامل، رغم أن الجيش يقول إنه نفذ بعض التوغلات القصيرة عبر الحدود وسيقوم بمزيد منها في الأيام المقبلة.