منظمة البيدر: التجمعات البدوية تهجير قسري وأمان مفقود

قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن البدو يعانون في التجمعات البدوية المنتشرة من جنوب الضفة الغربية حتى شمالها من جريمة تطهير عرقي ممنهج، حيث تشهد تلك التجمعات مجازر من الهدم والترحيل القسري من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه، فبالنظر إلى الأوضاع السياسية الحالية والعدوان الذي يشنه الاحتلال على غزة، فإن الاحتلال ومستوطنيه يمارسون أبشع صور الابارتهايد والعنف الجسدي ضد سكان التجمعات البدوية ويعيثون فيها تدميرا وخرابا، ويرتكبون جرائم حرب ضدهم ضاربين بعرض الحائط الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، واستفرد الاحتلال ومستوطنيه بالبدو، عبر استغلال ظروف الحرب لتصفية وجود الفلسطينيين في المناطق المصنفة (ج)، وأضافت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو بأن هذه التجمعات وبحكم مناطق تواجدها تشكل حصنا منيعا وحاجز صد أمام سياسات التمدد الاستيطاني الصهيوني منذ قيام دولة الاحتلال.
وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات في بيان للمنظمة بأن دولة الاحتلال ومستوطنيها يمارسون الإرهاب المنظم ضد التجمعات البدوية لخلق بيئة طاردة لهم عبر خلق الرعب في صفوفهم عبر الاعتداءات الليلة ونصب الكمائن، ويتعرض المواطنين في التجمعات البدوية كما حال الفلسطينيين لانتهاكات عديدة تمثلت بالهدم والترحيل القسري وممارسة العنف ضدهم ورشق بيوتهم بالحجارة ليلا، فقد رصدت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو ما يقارب ترحيل 10 تجمعات بدوية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر وهي تجمع وادي السيق شرق مدينة رام الله، وتجمع عين الزراعة شمال شرق نابلس، وتجمع عين الرشاش شرق قرية المغير، وتجمع زنوتا جنوب مدينة الظاهرية، وتجمع المعرجات الوسطى شمال غرب مدينة أريحا، كذلك تهجير بعض من العائلات البدوية تجمع الفارسية في الأغوار الوسطى، والتهجير الذي طال كل من تجمع سمري، وتجمع العّد، وتجمع شعب فرسة من منطقة مسافر يطا جنوب الخليل.
وأضاف مليحات أن الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية والاستيطانية مستمرة بحق التجمعات البدوية لا تتوقف فهناك انتهاكات يومية بحق المواطنين والتجمعات البدوية من اقتحامات وانتهاكات وتدمير ومصادرة وضرب، فلا زالت مستمرة بحق البدو المهجرين فبعد أن طردتهم ورحلتهم من مناطق تواجدهم تذهب من خلفهم للتضييق عليهم في المناطق الجديدة التي رحلوا إليها، وبالنتيجة فإن هذه التجمعات تتعرض لحرب صهيونية مفتوحة لا تعرف حدود ولا أخلاق إنسانية، فبممارسات الاحتلال من جهة وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم المتزايدة من وقت الحرب الإسرائيلية على غزة من جهة أخرى وتزويدهم بالسلاح لخدمة مهمة الإرهاب والتخويف والاستبداد فلا رادع لهم في انتهاكاتهم وإعتدءاتهم ضد الفلسطينيين والتجمعات البدوية البسيطة.
وأكد مليحات بأن ما تتعرض له التجمعات البدوية في الوقت الحالي ما هو إلا إعادة إنتاج وصياغة لمفهوم النكبة التي حدثت عام 1948 التي هجر على أثرها البدو من مناطق نشأتهم، وممارسات الاحتلال وعصابات المستوطنين التي تتمثل اليوم بعصابات شبيبة التلال التي تهاجم وتنتهك وتدمر وتقتل دون أي خوف أو ردع، شبيهة بممارسات عصابات الهاجاناة وشتيرن في ذلك الوقت، لذلك تدعو البيدر مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية المحلية والإقليمية والأممية بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وسياسة التطهير العرقي التي تستهدف اجتثاث واقتلاع التجمعات البدوية، وكذلك دعم صمود وثبات وبقاء هذه التجمعات التي تعاني من تهجير قسري مستمر وأمن مفقود.