أكد الزميل معمر عرابي عرابي أن تحصين مكتسبات 7 أكتوبر سيأتي بأفق سياسي، لذلك يجب ان تكون هناك حاضنة وطنية وسياسية من قبل كل أطياف الشعب الفلسطيني السياسية ل7 أكتوبر.
وأضاف: سنرى في الأيام القادمة لغة مختلفة عما يصرحون به في الاعلام ويجب ان ندرك أن ما حصل في 7 أكتوبر هو فجر جديد ويجب علينا ان نحصّن 7 أكتوبر سياسيا ووطنيا ومطلوب من القيادات الفلسطينية ومحور المقاومة والشعب الفلسطيني تحصين هذا الانتصار، حتى لا يضيع مثلما حدث في حرب أكتوبر 1973 وجاء بعده كامب ديفيد، والانتفاضة التي جاء بعدها أوسلو، والانتفاضة الثانية التي جاء بعدها جدار الفصل العنصري.
وحول شروط المقاومة بأن يعود الوضع في المسجد الأقصى لما كان عليه قبل عام 2002، قال عرابي إن المقاومة عندما أعلنت عن هدف طوفان الأقصى لم يكن الهدف غزة رغم حصارها وألمها، وإنما الأقصى والأسرى والضفة، وعندما تطلب المقاومة بعدم تدنيس الأقصى هو ربط ابداعي ذكي يؤكد ان الطوفان ليس له علاقة في غزة، وانما غزة التي تقاتل وتضحي هي جزء من فلسطين التاريخية، وعندما تحدث طوفان الأقصى عن الاسرى لم يكن الحديث عن اسرى غزة فقط، وانما جميع الاسرى الذين غالبيتهم من الضفة بما فيها القدس وتشكل نسبتهم قرابة 95% من مجمل عدد الاسرى.
وأوضح عرابي أن الاحتلال كان قبل 7 أكتوبر يتحدث عن التطبيع مع العالم العربي وحالة التصهين العربي كانت في اشدها ونواجهها ما قبل 7 اكتوبر، لكم اليوم هناك 6 جبهات مفتوحة على الاحتلال، وهناك حالة صمود في غزة، لذلك اعتقد ان اليوم التالي يجب ان يكون للإسرائيليين، وماذا يفعلون في اليوم التالي، وليس اليوم التالي لغزة. كل يوم صمود في غزة يحسّن من شروط المقاومة ويقصّر من عمر الاحتلال الذي أصبح صاغرا امام شروط المقاومة، لان إسرائيل تقتل ولا تقاتل في غزة .
وحذّر عرابي من الفخ الأمريكي لخيارات الدولة الفلسطينية. متسائلا: ما شكل الدولة الفلسطينية التي يريدون، هل دولة مستقلة ذات سيادة، ام وهم وكيان هزيل يسمى دولة؟!
وقال: يحاولون بث الفرقة بين أطياف الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب الاجماع والتوحد تحت راية المشروع المقاوم. نحن نستطيع تغيير قواعد اللعبة وعلى الأرض، واذا تم تحصين انتصار 7 أكتوبر سيأتي لنا بدولة. اليوم الأخير من الصمود في غزة هو من يحدد اليوم التالي في غزة، وزمن الفلسطيني الضعيف قد ولى. محذرا من الضغوطات العربية على المقاومة. قائلا: لا اعتبر ان هناك وساطة عربية في المفاوضات بيت المقاومة والاحتلال وانما انحياز عربي رسمي ضد المقاومة.
وحول تصريحات نتنياهو حول المفاوضات مع المقاومة واستمرار الحرب، قال عرابي: دعنا لا نعول كثيرا عما قاله، لأنه يبيع الوهم للجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعاني من شرخ عمودي وافقي، ونتنياهو يدرك ومن خلفه اليمين الذي يمثله أنه لا مناص لعودة الاسرى الاسرائيليين الا عبر صفقة وبشروط المقاومة، لذلك حديث نتنياهو في الليل سنراه تبدل في النهار.
وأشار إلى أن توازن الرعب ليس فقط في صمود غزة وانما في لبنان واليمن والعراق الذي كانوا يريدون منه أن يكون امريكي الهوا. ويدركون ان جبهة المقاومة كل يوم تزداد ضراوة.
وقال: نتذكر ما قاله نتنياهو وغالانت في اول يوم في الحرب على غزة اللاءات الثلاثة، (لا حوار، ولا للصفقة، ولا للمقاومة في غزة) لكنهم يدركون ان لا مناص الا في صفقة، ويجب علينا كعرب أن نعلم أنه ما بعد 7 أكتوبر تغيرت البنية النفسية للاحتلال تغيرت وان مسؤولي الاحتلال يدكون ان مستقبلهم في خطر. مضيفا: في لبنان وصلوا الى طريق مسدود ويدركون أن أي خطوة غير محسوبة على لبنان لن تكون الأمور كما كانت عليه في عام 2006 او 1982 وغيرها، والآن يهددون بتدمير رفح، لكن هل رفح ستعيد لهم الاسرى؟ وكذلك يهددون في اليمن والعراق.
وتابع: نتنياهو يدرك ان لا شروط الا شروط المقاومة، وحان الوقت ان يستوعب ان الشروط الإسرائيلية التي تفرض دائما في زمن الوهن والضعف العربي قد ولى. اليوم هو من ينتظر شروط المقاومة، وحتى اللحظة حسب الاعلام العبري ان إسرائيل لم تبلغ الوسطاء رسميا رفضها للصفقة، وكل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين هي فقط للاستهلاك الداخلي.
وحول العدوان الأمريكي على العراق، قال الزميل عرابي إن التصريحات الامريكية المعلنة هي متناقضة منذ 7 أكتوبر، لذلك ليس غريبا ان نسمع في الاعلام الأمريكي ان الهدف من الهجوم الأمريكي على العراق ليس هدفه توسيع رقعة الصراع وانما هو ضمن قواعد الاشتباك المعروفة ولا نريد حربا إقليمية.
وأضاف أن حالة الارباك الامريكية التي تعيشها الادارة الامريكية هي ردة فعل طبيعية لما حدث في 7 أكتوبر ، لأن الإدارة الأمريكية لم تتخيل على مدى سنوات طويلة انه عندما كان الحديث عن وحدة الساحات أن تتحقق، مما خلق حالة ارباك لديها، لذلك يجب ان لا نقع في الوهم الأمريكي من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين في الاعلام، بل يجب ان نحكم على الأمور من خلال ما يحصل على الأرض.
ورأى أن العدوان الأمريكي على لعراق واليمن وسوريا يعبر عن حالة يأس امريكية، وهو ما عبر عنه المسؤولين الامريكيين أنهم لا يتصرفون بناء على خارطة طريق واضحة معالم في المنطقة كلها، هم استثمروا كثيرا في العراق حتى تكون ساحة لهم وكذلك في اليمن وغيرها، لذلك يجدون اليوم ان وحدة الساحات تتجسد واقعيا وهو ما يهدد المصالح الامريكية في المنطقة، معربا عن اعتقاده بأن أمريكا سوف تستمر في هذه الضربات على الرغم من إدراكها ان هذه الضربات لا جدوى لها بل سيكون لها ردات فعل في المنطقة .
وحول تأثير العدوان الأمريكي في اليمن والعراق وسوريا على مسار المفاوضات مع المقاومة في غزة، قال عرابي أن الاسرائيليين والامريكيين يدركون ان ملاحظات المقاومة هي عبارة عن شروط وخارطة طريق تضبط إيقاعها المقاومة.
وأضاف أن الإسرائيليين والامريكيين تعلموا الدرس جيدا وجيب ان نعرف كعرب ان ما بعد 7 أكتوبر ليس ما قبله، فالمقاومة هي من تفرض الشروط لوقف اطلاق النار، ولتبادل الاسرى، فالمقاومة قالت اليوم نعم لوقف الاطلاق النار لكن بشروطنا، وقالوا لا للعنجهية الإسرائيلية.
وبيّن أن وحدة الساحات انتقلت من الناحية النظرية الى الناحية العملية، في ظل حالة التصهين العربي الرسمي التي نواجهها .
المصدر: شبكة وطن الإعلامية