أهم الاخبارإسرائيلياتالصحافة العبرية

هآرتس// الإسرائيليون يفضلون من يكذب عليهم ولا يواجههم بالحقيقة المؤلمة

يوسي كلاين

الحكومة الاسرائيلية ضد الجميع. ضد حماس وحزب الله وضد الجيش وضد الشعب. تقول ان حماس لا يهمها ما يحدث لسكان غزة. هل تهتم الحكومة الاسرائيلية بما يحدث لنا؟ مثل البحارة الذين يتركون سفينة غارقة، يعتنون فقط بأنفسهم. ينهبون، يأخذون كل ما في وسعهم. يحولون الأموال إلى الأصدقاء، ويساعدون الحريديم، ويتجاهلون الجنود الذين في جبهة القتال.

كما وأن المقاتلون يدركون اليوم أن الحكومة تقاتل على ظهورهم وأنهم وقود مدافعها. إنهم أكباش الفداء لها. هم ليسوا غائبين عن الواقع ولا أغبياء. يرون أين تذهب الميزانيات، ويرون تمديد خدمة الاحتياط العسكري، ويرون العجز أمام الذين النازحين من بيوتهم في غلاف غزة، يرون كيف تتخلى الحكومة عن المختطفين. ويرون بدهشة كيف يتغير هدف الحرب كل أسبوع. من “تقويض حماس” في الماضي إلى “النصر المطلق” الآن. من يدري ما هو “النصر المطلق” الذي يضحون من أجله بحياتهم؟

الصحفيون يعرفون، لكنهم لا ينقلون ما يجب أن يعرفه الجمهور، بل فقط ما يريد الجمهور سماعه. وما الذي لا يريد سماعه الجمهور ان أبناءهم يقاتلون ويقتلون من أجل نتنياهو. في استطلاع أجروه في الجامعة العبرية، تبين أن القناة الأولى، في رأي غالبية الجمهور، هي الأكثر موثوقية على الإطلاق. إنها أيضا القناة الأقل مشاهدة على الإطلاق. الاستنتاج: المصداقية لا تحتسب. يفضل الجمهور أن يكذبوا عليه وألا يؤلموه بالحقيقة المؤلمة.

المعلقون لا ينقلون امام الكاميرات حقيقة مؤلمة. كأنهم مختطفون مع مسدس موجه على جبين كل منهم. يستخدمون الإرهاب النفسي. إنهم يقدمون تمثيلا زائفا لجنود الاحتياط المستعدين للخدمة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى، بشرط تحقيق الهدف. يطمسون الحقيقة أن الهدف غير واضح عمدا.

لكن الحكومة لا تقدر هذا التفاني الخنوع وتتعامل مع المعلقين كجنود احتياط. بمن تتصل للإبلاغ عن مقتل 30 مختطفا، لالون بن دافيد؟ لل. هل ترسل العميد باراك حيرام ليشرح لنير دفوري قصف منزل فيه رهائن؟ لا. تلجأ إلى صحيفة نيويورك تايمز.

وتقبل وسائل الإعلام هذا الإذلال مطاطاة الرأس. إنها تمنح المنصة لخطابات لا قيمة لها للسياسيين الذين ليس لديهم ما يقولونه. بدلا من المعلومات، فإنها تغمرنا بقصص الاختطاف مع خلفية القيثارة الحزينة. هي لا تريد أن تعكر الفرحة الناجمة عن إطلاق سراح الرهينتين، مع العدد المخيف من القتلى من سكان غزة.

في الاستوديوهات يعتقدون أننا أغبياء، ومن السهل أن يغذونا بالهراء ولكن ليس بالأخبار الصعبة. فالأخبار الصعبة التي “سمح بنشرها” لا يمكن إخفاؤها ب “الإنجازات الجميلة” و “النجاحات”. إنهم لن يقولوا الحقيقة: إن الحرب الآن هي مجرد نزوة شخص خطير ساخر. فهذا من شأنه أن يلحق الضرر بشعار “الشعب متحد” الذي يروجون له. إنهم لا يريدون أن نعتقد أن كل من يقتل من الآن فصاعدا لن يسقط دفاعا عن الدولة، بل دفاعا عن الحكومة. إنهم لا يحققون، بل يخفون الحقائق. بدلا من المعلومات هناك فيض من المعلومات غير المهمة. انتقلت هذه الكتيبة وتلك من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنا. هذا ليس ذا صلة، وليس مثيرا للاهتمام. ما هو المثير للاهتمام؟ المختطفون والذين تم اجلاؤهم والهجوم في رفح.

كيف ننتصر دون القضاء على آلاف اللاجئين؟ كيف نتخلص منهم؟ “ننقلهم”. من المؤكد أن العقول اللامعة التي لا تعرف كيف تتعامل مع مائة ألف لاجئ إسرائيلي ستعرف كيف “تنقل” 1.4 مليون لاجئ من غزة؟ مثل الأغنام، مثل البرتقال؟ يبدو أن الأمر سهل. وتتناثر مناشير من الجو تطالبهم بالإخلاء. من يستطيع ينقذ حياته، ومن يبقى؟ رحم الله.
لدي اقتراح للدكتور كميل فوكس: افحص ما إذا كان الجمهور يؤيد أو يعارض العملية في رفح، والتي سيقتل خلالها، على سبيل المثال، 5000 رجل وامرأة وطفل. تخميني هو أن الجمهور سيؤيد ذلك، بشرط ألا يبثوا لهم ذلك.