غزة – عن وكالة سند للأنباء
لا تستطيع الشابة الفلسطينية أسيل أبو زايدة، نسيان ما تعرضت له من تعذيب وإهانة وتنكيل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ بعدما جرى اعتقالها أثناء نزوحها من شمال قطاع غزة إلى الجنوب؛ من أجل انتزاع أية معلومات حول المقاومة.
أسيل أبو زايدة التي تدرس في كلية الصيدلة بجامعة فلسطين، ظهرت في مقابلة تلفزيونية تحكي للعالم عن معاناتها وما تعرضت له من انتهاكات جسدية ونفسية خلال فترة أسرها التي استمرت لـ 52 يومًا.
وتقول في المقابلة، إنّ محقق جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجه لها عدة أسئلة سياسية تتعلق بالمقاومة الفلسطينية، على شاكلة “أماكن وأشخاص تعرفهم ينتمون لحركة حماس”، وإلا سيتم تعذيبها وإهانتها جسديًا ونفسيًا.
وتشير إلى أنّه في كل مرّة كانت تُجيبه على أسئلته “ما بعرف شيء” كان يرد عليها المحقق “أنتِ كاذبة، وحقيرة” وغيرها من الشتائم، كما أنّه هددها بـ “بتهجيرهم من أرضهم”، مضيفةً: “بالحرف الواحد أخبرني أن أطفالنا يستحقون الموت وسيتم إبادتكم“.
وبعد أن انتهى ضابط المخابرات من التحقيق معها، جرى نقلها إلى قفصٍ حديدي معصوبة العينين، برفقة 5 أشخاص اعتقلهم الاحتلال عند حاجز نتساريم، عرفتهم “أسيل” من أصواتهم، موضحةً أنّها عرفت فيما بعد أنها اقُتيدت إلى معسكر “عناتوت” قرب القدس، وبقيت فيه أسبوعًا.
وتصف “أسيل” ظروف المعتقل بـ “القاسية” فطوال الوقت كانوا مكبلين اليدين، وأجواء البرد شديدة، مردفةً: “ما كنا نعرف ننام، كنا ننتظر شروق الشمس، لتدفئة أجسادنا“.
وبعدها نقلتها إدارة سجون الاحتلال إلى سجن الدامون في مدينة حيفا، ومن ثم إلى سجن بئر السبع الصحراوي، وعن ذلك تتحدث: “عندما يتم نقلنا من سجن لآخر، يتم تكبيل أيدينا وأرجلنا، وتعصيب أعيننا، وتقوم المجندات بجرّنا بشكلٍ مهين(..) إحداهن ظلّت تضربني ضربًا مبرحًا، ومن ثم ألقتني من باب الباص إلى الأرض، ومن ثم إلى القفص الحديدي“.
وتلفت الطالبة الغزّية بصوتٍ مقهور إلى أنّ الاحتلال كان يُجبرهم على الجلوس على كومة حجارة باردة بشكلٍ غير مريح وهم معصوبي الأعين ومكبلي اليدين، موضحةً أن بعض الأسيرات لم يتحملن هذه الوضعية، فكنْ يصرخن بأعلى صوت من شدة الألم.
بقيت أسيل أبو زايدة ومن معها على هذا الحال ليومين، إلى أن جاء موعد الإفراج عنهن، حيث جرى نقلها إلى مكان قرب معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب القطاع، ومن هناك مشت لمسافة طويلة إلى أن وصلت إلى غزة.
“أول ما شميت ريحة غزة فرحت كتير وحسيت بالأمان رغم إنها بحرب” بهذه الكلمات عبّرت “أسيل” عن سعادتها باللحظات الأولى للإفراج عنها، مستطردةً: “حينها قلت في نفسي حقًا، إن فرحة الحرية لا شيء يُعادلها في الحياة“.
يُذكر أنّ عائلات الغزيين المعتقلين لدى الاحتلال لا يعرفون أية معلومات عن ذويهم، سواء من اعتقلوا من المنازل ومراكز الإيواء، أو المعتقلين على الحاجز العسكري الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين، كما لم تستطع أي من المؤسسات الحقوقية أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحصول على أية معلومات.
وتؤكد مؤسسات حقوقية أن جيش الاحتلال يُعذب معتقلي غزة بطرق مهينة، من بينها مطالبة المعتقل بالنباح قبل إعطائه وجبات الطعام، أو إجبار المعتقلين على ترديد أغان تمجد الاحتلال الإسرائيلي، وتنقل عن عدد من المفرج عنهم أنهم كانوا يسمعون صراخ غيرهم من المعتقلين على مدار الساعة، وأن عمليات التعذيب والتنكيل كانت لا تتوقف.