بلينكن سيشارك اليوم في اجتماع مجلس حرب الاحتلال

تزامناً مع وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للبلاد، يغادر إلى الدوحة رئيس الموساد ديفيد بارنياع، تلبيةً لطلب وليم بيرنز، رئيس وكالة المخابرات الأمريكية، وبعد مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. كل ذلك وسط تقديرات متباينة حول احتمالات إحراز صفقة.

ومن المتوقع أن تشهد الدوحة اجتماعاً بين رئيس حكومة قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الموساد ورئيس وكالة المخابرات الأمريكية، وذلك للتباحث في آفاق الصفقة المطروحة بين إسرائيل و”حماس”.

وجاء في بيان مكتب رئيس حكومة الاحتلال أن لقاء الدوحة، بمشاركة رئيس الموساد، يتم اليوم في إطار المداولات الخاصة بالصفقة، ويهدف إلى دفع الجهود لاستعادة المخطوفين.

عكس تقريرٌ عبري عمق الأزمة بين نتنياهو من جهة، وغانتس وآيزنكوت وغالانت من جهة أخرى،.. الثلاثي الذي علم بعودة بارنياع إلى قطر من وسائل الإعلام

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الموساد اجتمع مع نتنياهو وأطلعه على “تطورات” المفاوضات الجارية في قطر في محاولة للتوصل إلى اتفاق، ولفتت القناة إلى ضغوط أمريكية متصاعدة على الوسطاء لتسريع المحادثات.

توتر داخل مجلس الوزاري

وقالت الإذاعة العبرية الرسمية إنه قد تقرر عقد مجلس الحرب، إثر استياء جهات في حكومة الطوارئ الإسرائيلية من قرار إلغاء جلستين كانتا مقررتين للمجلسين الوزاريين المصغر والموسع، الليلة الفائتة. ونقلت القناة 12 عن مسؤول رفيع في الحكومة قوله إنه لا يمكن أن تكون هناك قرارات مصيرية، ولا تجري مناقشات، مشدداً على ضرورة عقد اجتماع للمجلسين الوزاريين طبقاً للاتفاق الائتلافي بين كل الأحزاب المشاركة في الحكم.

على خلفية احتجاجات بعض الوزراء والأحزاب قرر نتنياهو عقد اجتماعين لمجلس الحرب اليوم، الأول قبيل وصول بلينكن، والثاني بمشاركته.

وعَكَسَ تقريرٌ للقناة 12 العبرية عمق الأزمة بين نتنياهو من جهة، وغانتس وآيزنكوت وغالانت من جهة أخرى، حيث قالت القناة إن الثلاثية الأخيرة علمت بعودة بارنياع إلى قطر من خلال وسائل الإعلام فقط.

وفي سياق متصل، كشف استطلاعٌ نشرتْه صحيفة “معاريف”، اليوم الجمعة، أنه لو أجريت الانتخابات أمس لحصل حزب “همحانيه همملختي” (المعسكر الوطني)، بقيادة بيني غانتس، على خمسة وثلاثين (35) مقعداً في الكنيست مقابل سبعة عشر (17) مقعداً فقط لليكود، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

هناك تقدم ولا يوجد اختراق

ويصل بلينكن لتل أبيب صباح اليوم الجمعة، ويلتقي أعضاء مجلس الحرب، الذي يطالب بعض أعضائه بتوسيع صلاحية الوفد المفاوض في الدوحة.

بلينكن، الذي يزور تل أبيب في نطاق زيارة إقليمية، سيلتقي نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، بل سيشارك في اجتماعه، قبيل ظهر اليوم، لمتابعة تطورات مداولات الصفقة والمفاوضات غير المباشرة مع “حماس”.

وقبل وصوله للبلاد قال بلينكن إن “حماس” عقّبت على ردّ وتحفّظات إسرائيل من العروض الحمساوية، وإن واشنطن تدفع نحو تحقيق صفقة، لافتاً لوجود تقدّم معين، ولإمكانية تحصيل اتفاق، رغم أن المسيرة صعبة وطويلة. كما نقل عنه قوله إنه سيقوم، خلال اللقاء بالمسؤولين الإسرائيليين، بطرح بدائل لعملية الاجتياح البري لرفح.

وقبل ذلك، كان وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر قد زَعَمَ أن لدى إسرائيل القدرة على القتال في رفح مع مراعاة الشؤون الإنسانية. صرح وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بأن إسرائيل ستأخذ بالحسبان رأي الولايات المتحدة بشأن العملية البرية في رفح، ولكنها ستتحرك عسكريًا في المدينة سواء إذا توصلت إلى توافق مع الأمريكيين أم لا، مؤكداً أن ذلك سيحدث حتى إذا اضطرت للعمل بمفردها. وجاء حديث الوزير ديرمر في مقابلة صحفية، قبيل توجهه مع مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إلى واشنطن، بعد أيام، لاستكمال المحادثات بهذا الخصوص.

يديعوت أحرونوت: هناك تقدم في الاتصالات، والفجوات بدأت تتقلص لكن الطريق ما زالت طويلة، ولا يوجد اختراق بعد، والولايات المتحدة معنية بصفقة كجزء من نظرية أكبر

وتنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الجمعة، عن مصدر إسرائيلي متداخل بالمداولات قوله إن هناك تقدماً في الاتصالات، والفجوات بدأت تتقلص لكن الطريق ما زالت طويلة، ولا يوجد اختراق بعد”. مرجحاً أن الولايات المتحدة معنية بصفقة كجزء من نظرية أكبر. وفي التزامن، هم يدفعون لمشروع قرار في الأمم المتحدة لتحقيق هدنة وتبادل أسرى يعتمد نصاً ناقداً أكثر لإسرائيل”.

شكوك حول نوايا نتنياهو

وتتواصل المؤشرات على تورط نتنياهو بخلط الحسابات والتهرب من صفقة محتملة لأسباب وحسابات متنوعة، ومن هذه المؤشرات التباطؤ الواضح في الرد على مقترحات “حماس”، التي وصلت مساء الخميس الماضي، وقيامه بمنع عقد اجتماع لمجلس الحرب، يوم الجمعة أو السبت الماضيين، بحجة قدسية السبت.

وحَمَلَ رئيس المعارضة يائير لبيد على حكومة نتنياهو بعدما ألغى موضوع “المخطوفين” من جدول أعمال مجلس الحرب، فقال إنه يعرب عن ألمه وغضبه الكبيرين من القرار.

من جهته، يواصل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل التشكيك بحسابات نتنياهو، إذ قال، اليوم الجمعة، إن يحيى السنوار، طبقاً لبعض التقديرات الإسرائيلية، “يميل لتحقيق صفقة الآن، بيد أن نتنياهو أقل تحمساً”.

وهذا ما يؤكده، في الأيام الأخيرة، عددٌ غير قليل من المراقبين في إسرائيل ممن يتنبّهون لمحاولات نتنياهو التهرب والدفع نحو التصعيد بدلاً من الهدنة قولاً وفعلاً.