معمر عرابي: يجب على النظام العربي الرسمي أن لا يكون صليب أحمر او منحاز للاحتلال

حكومة الاحتلال تبيع الوهم للمجتمع الإسرائيلي بشأن صفقة التبادل

لم يعرض على المقاومة أي شيء جدي في الصفقة، والمطلوب منها هو الاستسلام

الانقسامات العمودية والأفقية في المجتمع الإسرائيلي تعبر عن اختلاف في التكتيك وليس في الاستراتيجية

لا مجال أمام المقاومة للتراجع لأن “امامها موت محتمل وخلفها موت اكيد”

ما حدث في 7 اكتوبر بحاجة لتحصين سياسي ووطني فلسطيني من اجل استثماره للوصول إلى الحقوق الفلسطينية

المراهنة على النظام العربي الرسمي مراهنة خاسرة

حراك الشباب في الجامعات الأمريكية اسقط العدوان الأمريكي على فيتنام، واذا استمر الحراك الحالي سيخلق أزمة في النظام الأمريكي وسيشكل أداة ضغط على الإدارة الأمريكية في الانتخابات المقبلة

أكد الزميل معمر عرابي أن حكومة الاحتلال تبيع الوهم بشأن صفقة التبادل من أجل التلاعب بالمجتمع الإسرائيلي المبني على الانتخابات.

وقال عرابي خلال لقاء على قناة الغد: منذ اكثر من  3 اشهر نراقب ما يقوله الاسرائيلي والامريكي ودول الإقليم، بأن المقاومة هي من تتحمل المسؤولية لعدم التوصل لصفقة تبادل، لكن في الحقيقة لم يعرض على المقاومة أي شيء جدي منذ مباحثات باريس 1 وباريس 2 والزيارات المكوكية للقاهرة والدوحة، بل المطلوب منها هو الاستسلام.

وأضاف: هم يبيعون الوهم، ويريدون التلاعب بالمجتمع الاسرائيلي المبني على الانتخابات، وكل هذه الانقسامات الافقية والعمودية التي نشهدها في الكيان، تعبر عن اختلاف في التكتيك وليس خلاف في الاستراتيجية، بل إن هناك تماثل بين الاسرائيلي والامريكي في العدوان على غزة، لذلك هذه الحرب تختلف عن السابقات كونها تنسجم مع ما يفكر به الكيان حول مستقبله.

وتابع أنه لا مجال أمام المقاومة للتراجع لأن “امامها موت محتمل وخلفها موت اكيد”، لذلك لا تستطيع المقاومة ان توافق على اي صفقة الا ان تكون هي من تضبط ايقعاها بعد هذا التقتيل الذي يجري في غزة.

وحول حديث الاحتلال حول إنهاء حكم حما في غزة، قال عرابي إن اسرائيل تعي ان حكم حماس بالمعنى الاداري انتهى في 7 اكتوبر ، لذلك غزة تقاد من خلال المقاومة وليس بمعنى الحكم الاداري للقطاع، واكدت على ذلك المقاومة من خلال بياناتها بان غزة تحكم بتوافق فلسطيني واي قوة اخرى سيتم التعامل معها كقوة احتلال.

واعتبر أن تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن تعطيل الصفقة هو بيع للوهم للمجتمع الفلسطيني والإسرائيلي والمجتمع الدولي. مضيفا: نتنياهو والنخبة السياسة في الكيان يريدون مزيد من القتل وتغيير الجغرافيا السياسية في في غزة ولا يريدون الوصول لصفقة.

ورأى أن ما حدث في 7 اكتوبر بحاجة لتحصين سياسي ووطني فلسطيني من اجل استثماره للوصول إلى الحقوق الفلسطينية. قائلا: لدينا تجربة مريرة في ذلك، حيث بعد حرب 6 اكتوبر عام 1973، جاءنا كامب ديفيد، وبعد الانتفاضية الاولى جاءنا اوسلو الذي نعاني منه اليوم، وبعد الانتفاضة الثانية جاءنا جدار الفصل العنصري والتنسيق الامني وتقطيع الضفة، وأصبحنا نواجه جيش المستوطنين إلى جانب جيش الاحتلال.

وأضاف: يجب تحصين 7 أكتوبر، لأنه أمامنا خيارين لا ثالث لهما، اما استقلال وطني ودولة في حال قمنا بتحصين ما جرى في 7 أكتوبر، أو نصبح في تغريبة ونكبة جديدة، لذلك يجب علينا الصمود رغم القتل والذبح.

وبشأن زيارة الرئيس عباس للسعودية والمشاركة في المنتدى الاقتصاد العالمي، قال عرابي: لست متفائلا من زيارة الرئيس للمنتدى الاقتصادي العالمي خاصة ان بيان المنتدى خلا من اي دعم للسلطة. معتبرا أن المراهنة على النظام العربي الرسمي مراهنة خاسرة.

وأكد أن هناك حرب ضروس على غزة وحرب صامتة في الضفة، لذلك من السخافة الحديث ان الحرب على حماس بل الحرب على كل الشعب الفلسطيني وليس على حماس.

وأضاف: هناك تقويض للسلطة يوما بعد أخر، لذلك على السلطة ان تدرك ان الحرب على كل الشعب الفلسطيني وحتى عليها، والمراهنة على النظام العربي الرسمي مراهنة خاسرة، لذلك لا نعول على النظام العربي الرسمي، حتى الحكومة التي تم تكشيلها من قبل الرئيس عباس لا يوجد التزام عربي اتجاهها.

وقال إن ما يحدث من اعتصامات في الجامعات الغربية ومظاهرات في الدول، هو على مستوى الشعوب، لكن الموقف العربي الرسمي مقصر تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من مجازر، بل ان النظام العربي الرسمي يتعامل كوسيط مع الإسرائيلي، لذلك يجب عليه أن لا تكون صليب أحمر أو منحازا للاحتلال، وإنما يجب أن ينحاز انحيازا قيميا وأخلاقيا تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضاف: لدينا تجارب ماثلة في الجامعات الأمريكية انهت العدوان الامريكي على فيتنام قبل 50 عاما، ونعلم ان من يحكم امريكا هي الدولة العميقة ومجموعات الضغط، لكن في المقابل امريكا مقبلة على انتخابات وان الشباب الامريكي هم اساس كبير في عملية حسم الانتخابات.

ورأى راعرابي أن حراك الشباب الأمريكي اذا استمر سوف يخلق ازمة في النظام الامريكي ويخلق اداة ضغط على الادارة الامريكية في الانتخابات المقبلة، لذلك تطويره سوف يجعل الموقف الامريكي على المحك.

وتابع: معركتنا طويلة لان هناك تماثل اسرائيلي امريكي بالعدوان على غزة، فالاسرائيلي ينفذ والامريكي يدعم، ولا يجب ان نقع فريسة التصريحات المعسولة حول الخلاف الامريكي الاسرائيلي حول ما يجري في غزة.

المصدر: وطن للأنباء