بقلم “ناهض زقوت” ميناء غزة .. الطريق إلى قبرص

بعد البحث والتحري وسؤال أهل الاختصاص، وخبراء البحرية وصيد السمك، وفرق الانزال البحري والجوي، والشركات الفلسطينية التي تعمل بتنسيق مع الاحتلال في بناء الرصيف البحري، وسائقي الشاحنات وسائقي الجرافات الفلسطينيين الذين يسرقون ركام البيوت المدمرة لرصف طريق الميناء.

وسؤال الصمت المحلي والاقليمي المريب حول تفاصيل الميناء، والموقع العسكري الاسرائيلي المقابل للميناء لكي يحرس الميناء من العابثين الصامتين صمت قبور الشهداء.

جميعهم أجابوا أن مشروع الميناء سيكون من عجائب الدنيا السبع، التي ما زال العلم الحديث والقديم يبحث في أسرارها وكيفية تكوينها، وطبيعة المواد التي دخلت في انشائها، ودققوا في طبيعة المواد لانها أصبحت مهمة.

وركزوا في توصيفهم أن أحد السياسيين الامريكيين قال: إن الميناء ليس لاسرائيل علاقة به، ولن تستخدم إسرائيل المرفأ لأي من الأغراض سواء العسكرية أو غيرها، ودورها فقط هو ايصال المعدات لاقامته، (كلام يرطب المشاعر الحامية) المرفأ أمريكي النشأة والادارة وهو مخصص للمعونات وللأغراض الإنسانية فقط.

وما دام الميناء مخصص للمساعدات لماذا رفضت الادارة الامريكية أن تشرف السلطة الفلسطينية على الميناء في اليوم التالي للحرب.

ورغم تأكيدهم أن الميناء يكلف 320 مليون دولار، لكنهم لم يحددوا مدة تقديم المساعدات هل ستستمر سنة أو سنتين أو ثلاثة، أم ستبقى مدى الحياة، وتصبح هي الطريقة الوحيدة لمعيشة سكان غزة تلقي المساعدات عن طريق الميناء، مما يعني ليس للميناء مدة انتهاء صلاحية.

والسؤال الذي ينفجر في وجه كل الصامتين: معقول امريكا بكل رجالها ومعداتها وسفنها وطائراتها، وقاطعة مسافات طويلة من شمال الكرة الارضية إلى جنوبها، حتى تعمل رصيف بحري، تكلفته 320 مليون دولار. عشان تجيب عليه علب فول، وجبة، وحلاوة، وحمص وقناني سيرج ومياه.

قد نحتاج سنوات اضافية على أعمارنا لكي نفكك طلاسم ميناء غزة الامريكي الذي يربط غزة مع قبرص. وما أدراك ما طريق غزة على قبرص، وما أدراك ما قيمة ثروة غزة الغارقة في المتوسط غاز وبترول لعشرين سنة قادمة.

الله غالب

ناهض زقوت

غزة في اليوم ال210 للحرب 2024