بقدمين مبتورتين.. سلطات الاحتلال تفرج عن الاسيرة وفاء جرار

تواصل قوات الاحتلال استهداف النساء الفلسطينيات في أماكن تواجدهن، حيث يعتقلن من بيوتهن والحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وحتى من خيامهن في غزة.

في حين يعيش نساء العالم في أمان في بلادهن، تتعرض الأمهات والزوجات والشقيقات للاعتقال والتنكيل في سجون الاحتلال. ومن بين هؤلاء النساء الشجاعات، تبرز الأسيرة وفاء جرار من جنين، رئيسة رابطة أمهات الأسرى والشهداء، التي أصيبت بجروح بالغة خلال اعتقالها.

عندما اعتقلت جرار، نُقلت إلى مستشفى العفولة الإسرائيلي وخضعت لعمليات جراحية مؤلمة، أدت إلى بتر ساقيها. لكن حتى في ظل تدهور حالتها الصحية، ألغت سلطات الاحتلال قرار الاعتقال الإداري لتفادي مسؤوليتها تجاه وفاء.

عائلتها تفاجأت بقرار إفراج سريع، ولكن وفاء تم نقلها في حالة صحية خطرة إلى مستشفى ابن سينا في جنين. الآن، تحتاج إلى علاج مكثف لإصاباتها البليغة.

وقال حذيفة جرار نجل الأسيرة وفاء جرار، أن يوم الأربعاء تفاجئت العائلة بقرار سلطات الاحتلال بالافراج عن الوالدة لاستكمال علاجها في مستشفيات الضفة، حيث تعاني من وضع صحي خطير ومتواجدة في العناية المكثفة منذ اصابتها ولم يمضي على بتر ساقيها الاثنتين أكثر 48 ساعة.

ولكن قوات الاحتلال أصرت على تسليمها وإلغاء قرار اعتقالها الإداري للتنصل من جريمته، وأفرج عنها في وضع غير مستقر وحرج للغاية.

وأضاف جرار أن والدته في العناية المكثفة تخضع لعلاج مكثف لعدد من الاصابات التي تعرضت لها أثناء اعتقالها من قبل جيش الاحتلال.

وتابع جرار أن الاحتلال يحاول التنصل من مسؤوليته عن اصابتها وعلاجها، وأنقض قرار الاعتقال الإداري بحقها وقرر نقل الوالدة إلى مستشفيات الضفة لاستكمال العلاج.

وبين جرار أن التقارير الأخيرة التي تسلمت لوزارة الصحة الفلسطينية على عكس ما كان يتم ابلاغنا به، ووضعها خطير جدا.

وأشار جرار أن والدته تعاني من بتر في الطرفين السفليين فوق الركبة للقدمين الاثنتين، وتعاني كسور في ضلوع الصدر وكدمات في الرئتين، كما تعاني من التهاب في الدم وإصابة في العمود الفقري.

وفي السياق ذاته، قال نادي الأسير، إنّ الأسيرة جرار تعرضت لإصابة خطيرة بعد اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في 21 أيار/ مايو الجاري، خلال العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال في جنين ومخيمها، وتسببت الإصابة ببتر أجزاء كبيرة من ساقيها، والذي تبين لاحقًا أن عملية البتر تمت لأعلى الركبتين، هذا عدا عن إصابات أخرى في جسدها ومنها العمود الفقري.

وأوضح نادي الأسير، إنّ الاحتلال لم يكتف بجريمة اعتقالها، وإعلانه عن إصابتها لاحقاً، وما نتج عنها، وتحويلها للاعتقال الإداريّ، بل تنصل من استكمال علاجها، وكان من الواضح أن قرار إلغاء اعتقالها الإداري، ليس (اعترافا) منه باعتقالها الباطل والتعسفي، بل كان الهدف منه التنصل من مسؤولياته عن الحالة الخطيرة التي وصلت لها المعتقلة جرار والتنصل من علاجها، بعد جريمته المركبة بحقها، فهي ومنذ نقلها إلى مستشفى (العفولة) بعد اعتقالها وإصابتها، وهي منوّمة تحت تأثير التخدير أجهزة التنفس الاصطناعي في العناية المكثفة.

في هذا الإطار يؤكّد نادي الأسير، أنّ الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن الوضع الصحيّ الخطير الذي وصلت له المعتقلة وفاء جرار، وهي من بين عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة، ولاحقاً لم يكتف الاحتلال بذلك، بل مارس بحقّهم عمليات تنكيل وتعذيب، ومنها جرائم طبية.

علماً أنّ وفاء جرار أم لأربعة أبناء، وهي زوجة المعتقل الإداريّ عبد الجبار جرار، المعتقل منذ شهر شباط/ فبراير الماضي.

يُشار إلى أنّ الاحتلال يواصل حملات الاعتقال اليومية بحقّ المواطنين، ومنهم الآلاف الذين استهدفوا من خلال سياسة الاعتقال الإداري الممنهجة، التي شكّلت أبرز السياسات التي انتهجها الاحتلال بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، حيث بلغت حالات الاعتقال في الضّفة بما فيها القدس ما لايقل عن (8955) حالة اعتقال.