في اليوم الوطني لشهيدها «الديمقراطية»: إنهاء الانقسام، وصون تضحيات شعبنا ومقاومته من أهم متطلبات الوفاء للشهداء

■ في اليوم الوطني لشهيدها، في 4 حزيران (يونيو) من كل عام، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، أكدت فيه أن إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية المؤسسية الفلسطينية، وصون تضحيات شعبنا ومقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس، هو من أهم متطلبات وشروط الوفاء للشهداء.

وأضافت الجبهة الديمقراطية: إنها وهي تحيي هذا اليوم المجيد في أجندتها الوطنية، إنما تتوجه نحو كل شهداء القضية الفلسطينية، فلسطينيين وعرباً وأمميين، قدموا حياتهم ودماءهم فداء لفلسطين وأرضها وشعبها، وحقوقها الوطنية المشروعة، غير القابلة للتصرف، في العودة وتقرير المصير، وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضافت الجبهة الديمقراطية: إن إحياء هذا اليوم المجيد، يوم الوفاء للشهداء، قادة ومناضلين ومقاتلين، يكسب هذا اليوم معان كبرى تميزه عن باقي الأعوام، فدم الشهداء ما يزال ينزف مدراراً في الأراضي الفلسطينية، وعلى جبهات الإسناد العربية لمقاومتنا في لبنان وسوريا والعراق واليمن، في تجسيد ميداني لوحدة الساحات والجبهات، في مواجهة العدو الواحد، لشعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية، متمثلاً في التحالف الأميركي – الإسرائيلي، ومشروعه الاستعماري التدميري، وتحويل منطقتنا إلى الساحة الخلفية للولايات المتحدة، وتحويل شعوبنا إلى كتل بشرية ملحقة بالسياسات الاستعبادية الأميركية، ورهائن لمؤسسات صندوق النقد الدولي، وإجراءاته التدميرية للاقتصاد الوطني، وقطع الطريق على بناء الدولة الوطنية العربية.

وأضافت الجبهة الديمقراطية: نحيي هذا اليوم المجيد، والقضية الوطنية الفلسطينية تمر في منعطفات مصيرية، تستوجب توفير كل عناصر القوة، للاستجابة لاستحقاقاتها الخطيرة، خاصة المشروع الأميركي – الإسرائيلي، لحل القضية الفلسطينية، بما يخدم مشروع الضم الإسرائيلي، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى، وشطب مشروع الدولة الفلسطينية وحق العودة لصالح حكم إداري ذاتي، بدأت بوادره تبدو واضحة، في الضغوط الأميركية التي تمارس على السلطة الفلسطينية، تحت دعوى تجديدها، بما يجعل منها سلطة أكثر طواعية، تنخرط في المشروع الاستعماري، لشطب خيار المقاومة لشعبنا، ونزع سلاحه، وجره إلى مستنقع الارتهان إلى الهندسة الأميركية للموضوع الفلسطيني، في إطار هندسة المنطقة كاملة.

وأكدت الجبهة الديمقراطية أن ما يوفر الفرص للمشروع الأميركي أن يشق طريقه، بتلاوين خادعة، هنا وهناك، هو الانقسام الفلسطيني، وغياب المؤسسة الوطنية الجامعة، لكل أطراف الحالة السياسية النضالية والكفاحية الفلسطينية، وتغييب مبادئ الشراكة الوطنية والائتلاف الوطني، وتغييب المؤسسات الشرعية، لصالح سياسة الاستفراد والتفرد، ورسم السياسات والتكتيكات بعيداً عن الشفافية، ما يفسح للولايات المتحدة وغيرها التلاعب بالموضوع الفلسطيني كما تشاء.

وقالت الجبهة الديمقراطية: إن أخطر ما يواجهه شعبنا الآن، هو الخطط الأميركية، بالتعاون مع أطراف عربية، لرسم المستقبل الغامض لقطاع غزة، وإعادته إلى عهود الانتداب والوصايات الخارجية، وفصله عن الضفة الغربية، وإسقاط مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، وهدر تضحيات شعبنا التي لا تقدر بثمن.

وشددت الجبهة الديمقراطية على أن التصدي لهذه المشاريع الاستعمارية التصفوية، يتطلب امتلاك الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام، وتوفير آلية وطنية متوافق عليها، لاستعادة وحدة المؤسسة الوطنية التي تضم الجميع، تحت راية م. ت. ف، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ولا تستثني أحداً، بما في ذلك رفض الخضوع للابتزاز الأميركي القائم على الإصرار على شق الصف الوطني، بالتمييز المرفوض تماماً، بين القوى الوطنية ووصف بعضها بالإرهاب، وفرض الحرم السياسي عليها.

كما دعت الجبهة الديمقراطية إلى بلورة مشروع وطني واضح وصريح، يقوم على مبادئ الشراكة الوطنية، ويستجيب لمبادئ الائتلاف الوطني، لرسم مستقبل قطاع غزة، لليوم المسمى «اليوم التالي»، باعتباره الرؤية الوطنية البرنامجية الجامعة لمستقبل القطاع، جزءاً لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين التي بدأت تقرع أبواب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وترتفع راياتها، رايات فلسطين، في عواصم الغرب الأوروبي.

وختمت الجبهة الديمقراطية بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى كل شهداء القضية الوطنية الفلسطينية، وتخص بذلك شهداء الجبهة الديمقراطية في كافة أماكن النضال، في الوطن والشتات، وبشكل خاص أبطال «قوات الشهيد عمر القاسم» (الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) في القطاع، وعموم منظماتها الحزبية والجماهيرية في القطاع والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس، عاصمة دولة فلسطين ■