استقالة ضابط استخبارات أمريكي احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل

استقال الرائد هاريسون مان، وهو أمريكي يهودي عمل في وكالة استخبارات الدفاع بالجيش الأمريكي، تنديداً بالدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، والذي أدى إلى مقتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين. 

مان، الذي خدم في الجيش الأمريكي لمدة 13 عاماً وعمل في مكتب الشرق الأوسط، أجرى أول مقابلة صحفية مع شبكة (سي بي إس نيوز) منذ استقالته في نوفمبر الماضي، والتي أصبحت سارية المفعول يوم الاثنين الماضي. وقد استقال أكثر من ستة مسؤولين حكوميين أمريكيين علناً احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية في غزة، لكن مان هو الأول من المجتمع العسكري والاستخباراتي.

استهداف المدنيين بدعم أمريكي

أشار مان إلى أن الأسلحة الأمريكية مكّنت العمليات الإسرائيلية في غزة، مؤكداً أن إسرائيل استهدفت المدنيين الفلسطينيين بشكل عشوائي منذ بدء الهجمات في السابع من أكتوبر الماضي. وقال: “لقد رأينا منذ الأيام الأولى للحملة الجوية الإسرائيلية استعداداً لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين”. وأضاف مان: “لا أعرف كيف تقتل أكثر من 35 ألف مدني بالصدفة”.

 انتقاد المبررات الأمريكية

أكد مان أن الاستعانة بمحرقة اليهود لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين أمر غير مقبول، ووصف ما يحدث في غزة بأنه تطهير عرقي. وقال: “إنهم لا يردون بطريقة مفيدة لأمن دولة إسرائيل أو اليهود في جميع أنحاء العالم”. وتابع: “إذا كنت مهتماً بحماية الحياة اليهودية، يجب أن تقاتل لإنهاء الحرب بطريقة لا تغير العالم كله”.

القرار بالإعلان عن الاستقالة

قرر مان الإعلان عن استقالته بعد أن أصدرت إدارة بايدن تقييماً في مايو الماضي، وجدت فيه حالات كان فيها السلوك الإسرائيلي غير متوافق مع “القانون الإنساني الدولي”، لكن الإدارة الأمريكية قررت عدم قطع المساعدات لإسرائيل. وأضاف مان: “لقد أذهلني ضعف هذا التبرير”. وانتقد بشدة الإدارة الأمريكية قائلاً: “في مرحلة ما، يجب أن تتخذ قراراً إما بتمكين تجويع الأطفال أو عدم فعله”.