يمتلك حي الشجاعية شرقي مدينة غزة تاريخا طويلا ومعقدا وداميا في مقارعة الإسرائيليين، بعدما بدأت آليات عسكرية إسرائيلية -صباح أمس الخميس- توغلا جديدا بالمنطقة بشكل مفاجئ وتحت غطاء ناري عنيف، وتهديد لسكان المنطقة بضرورة الإخلاء والنزوح.
وقالت إسرائيل إنها أطلقت عمليتها البرية الجديدة في الشجاعية استنادا لمعلومات استخباراتية، لكن قواتها وجهت بعمليات مقاومة نوعية.
وبلغة الأرقام، نفذت كتائب القسام وسرايا القدس -الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي– 10 عمليات استهداف مباشرة خلال أقل من 8 ساعات.
وشهدت الشجاعية -في ديسمبر/كانون الأول الماضي- أولى العمليات البرية الإسرائيلية عندما حاصر لواء غولاني الحي وحاول اختراقه لتقع قوة تابعة له في كمين نفذته القسام على مراحل، قتل فيه 10 من جنود لواء يوصف بأنه من قوات النخبة.
وفي المكان عينه، قتلت القوات الإسرائيلية 3 من الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة، بإطلاق نار مباشر عليهم، كانوا يتحدثون العبرية، ويحملون أعلاما بيضاء، وقتلوا بنيران صديقة، بحسب المصطلح العسكري.
ودفع جيش الاحتلال -آنذاك- بأعداد كبيرة من الآليات، التي تمركزت في مناطق ومرافق المنطقة، بحسب صور كانت قد حصلت عليها الجزيرة حصريا في وقت سابق، وأدخل جرافات عسكرية في اختراق الأحياء وأزقة الشجاعية.
وأجبرت القوات الإسرائيلية مدنيين على السير بين الأبنية وفي الطرقات بحثا عن مقاومين، تحت تهديد القتل بطائرات مسيرة كانت ترافق كل رهينة فلسطيني يستخدم درعا بشريا.
وفي الـ26 من الشهر الأخير للعام الماضي، وتحت وقع مقاومة عنيفة، انسحب الجيش الإسرائيلي من الشجاعية، وأعلن تفكيك كتيبتها تاركا وراءه ركام منازل، وشهداء ومفقودين، وحيا يحمل أهمية إستراتيحية كبيرة لقربه من الحدود مع إسرائيل.
المصدر : الجزيرة