لجنة تحقيق إسرائيلية: هجوم بسيارة مفخخة نفذه لبناني وراء تفجير مبنى صور عام 1982

كشفت لجنة تحقيق إسرائيلية شكلت مؤخراً أن الهجوم الذي وقع في مبنى إسرائيلي بمنطقة صور جنوب لبنان عام 1982، وأسفر عن مقتل 76 جندياً إسرائيلياً، كان نتيجة تفجير بسيارة مفخخة نفذه لبناني، وليس نتيجة تسرب غاز كما كان يُعتقد سابقاً.

على مدار السنوات الماضية، تبنت المقاومة اللبنانية عملية تفجير المبنى، بينما أكدت إسرائيل دائماً أن التفجير وقع نتيجة انفجار عرضي. وفي عام 2022، تشكلت لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية للتحقيق في ماهية التفجير، وخلصت في يونيو 2023 إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق رسمية.

وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن “رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الشاباك والمفوض العام للشرطة الإسرائيلي ووزير الأمن صادقوا فوراً على الاستنتاجات التي خلصت إليها لجنة التحقيق بالكامل، وتم تقديمها للعائلات الثكلى”.

وذكر البيان أن لجنة التحقيق التي تشكلت الصيف الماضي اعتمدت على البيانات والمعطيات التي تم جمعها سابقًا والمعلومات الجديدة باستخدام أدوات حديثة ومتقدمة لم تكن متوفرة للجنة زوريع والجهات الأخرى التي فحصت ملابسات انهيار المبنى بعد وقوعه.

وتابعت اللجنة أنه “باحتمال كبير” كان سائق انتحاري يقود سيارة بيجو 504 مفخخة على المسار الذي يتجه إلى الجنوب في الطريق المحاذي للمبنى. وعندما وصلت السيارة أمام مدخل المبنى، اتجهت نحو المدخل الرئيسي، حتى وصلت بالقرب من فتحة المصعد في الطابق الأرضي، حيث انفجرت.

وبحسب لجنة التحقيق، كان وزن العبوة الناسفة 50 كيلوغرامًا على الأقل، ويبدو أنها كانت تحتوي على مواد إضافية قابلة للاشتعال، بما في ذلك أسطوانات غاز. وأدى الانفجار إلى تضرر ما لا يقل عن أربعة أعمدة في الطابق الأرضي، مما أدى إلى انهيار تدريجي للمبنى بأكمله، وأسفر عن مقتل وإصابة جنود كانوا داخله، فضلاً عن وفاة معتقلين لبنانيين محتجزين في الطوابق العليا.

وأضاف البيان أن الانفجار أدى إلى انتزاع محرك السيارة البيجو من مكانه وتحطمت السيارة إلى أجزاء وتمزقت جثة المنفذ. وذكرت اللجنة أن منفذ العملية هو مقاوم أرسلته عناصر شيعية، وأوصت بأن يتم التعامل مع هذا الحدث المأساوي من الآن فصاعداً باعتباره عملية تخريبية معادية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عام 2020، كان تفجير مقر قيادة قوات الاحتلال الإسرائيلي في صور أول هجوم ينفذه “حزب الله”، رغم امتناع أجهزة الأمن الإسرائيلية عن اعتباره هجوماً انتحارياً واعتباره انفجاراً ناجماً عن تسرب غاز. من جانبه، امتنع حزب الله عن تبني مسؤوليته، لكن كتيباً نُشر في بيروت لاحقاً خصص الفصل الأول فيه للشاب أحمد قصير، منفذ الهجوم، والذي أصبح يعرف بأنه الشهيد الأول لحزب الله.