الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الاثنين 8/7/2024

 صحيفة هآرتس:

– طريقة نتياهو تدل على أنه معني بالتسويف والمماطلة والمقامرة بمصير الأسرى

– اليمين الفرنسي فشل في تحقيق أغلبية ساحقة

– يوم التشويش لم ينجح ولم ينزل مليون متظاهر إلى الشارع

– مقتل الضابط ايتي جاله في الجولان مختلف عن موت الآخرين في غزة

– نتياهو رتب نفسه والوفد المفاوض حسب رؤيته الخاصة

– ستروك: في السنة والنصف الماضية أقيمت 9 بؤر استيطانية في جبل الخليل

– وثائق تثبت بأن الجيش استخدم أسلوب “هنيباعل” مع جنود ومستوطنين في السابع من أكتوبر

 يديعوت أحرونوت:

– نقاط الخلاف: عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم والمدة الزمنية لكل مرحلة من الهدنة

– الآلاف تظاهروا أمس في العديد من المناطق

– مفاجآت كبيرة في الانتخابات الفرنسية واجتياح واسع لليسار

– مواجاهات بين مواطنين من اريتيريا المقيمين في تل أبيب أسفرت عن مقتل أحدهم وإصابة آخرين

– للمرة الأولى منذ بداية الحرب.. الجيش يسمح بتصوير غزة من الجو بواسطة طائرات “دروون” تابعة لوكالات صحافة عالمية لتصوير حجم الدمار في القطاع

– في فرنسا الجمهور سعيد بخسارة اليمين المتطرف

– إصابة جندي بجروح خطيرة أمس في غزة

– قائد المنطقة الوسطى أنهى خدمته والضابط الجديد أمامه مهمة كبيرة وهي منع انفجار الضفة

– مصدر أمني كبير: الخطوط الحمراء التي أعلن عنها نتنياهو من شأنها ان تتسبب في إفشال الهدنة

– خطة اليوم التالي للحرب وضعت على طاولة الكابينيت

 معاريف:

– غارات مكثفة ودخول بري: وسط القطاع معارك دامية وتم إخلاء المستشفى

– استطلاع رأي: 60% من المتدينين يعتقدون أن مجموعة من الضباط في الجيش يقفون خلف مقترح التجنيد

– في فرنسا مستقبل غامض وهل حقق ماكرون مراده؟؟

– في لبنان يعتقدون أنه لن تكون حربا قبل خطاب نتياهو في الكونجرس

– تباهي وتفاخر عضو الكنيست ستروك يضر بالاستيطان

– كل المؤشرات تؤكد أن نتياهو ليس معنيا بانهاء الحرب

– يهودا فوكس قائد المنطقة الوسطى يغادر قبل أن يغلق الفجوات ويترك الحرب خلفه

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت 8/7/2024

المسافة بين بايدن ونتنياهو اصغر مما اعتقدنا

بقلم: ناحوم برنياع

“لا اعرف ما يريده الشعب”، قال بن غوريون. “اعرف ما يحتاجه الشعب”. تقتبس هذه الجملة بين الحين والآخر كقدوة لزعيم يرفض الاستسلام للشعبوية، ومصلحة الشعب وحدها، توجهه في كل افعاله. بالقدر ذاته يمكن تفسير الجملة بشكل معاكس، على حد الاقوال المتبجحة لدكتاتور سيطرت عليه القوة: انتم، الناخبون، لا تهمون جدتي. انا سأفعل ما يروق لي، وأنتم ستسيرون ورائي.

ما يجلبنا الى الدراما التي تقع هذه الأيام حول جو بايدنواصراره على مواصلة السباق. كُتّاب رأي امريكون يشبهون رفض بايدن التصدي للواقع بموقف الملك لير، البطل المأساوي لشكسبير الذي في شيخوخته لم يعرف كيف يميز بين الحبيب والعدو، بين من يقول الحقيقة والمتزلف، فقد مملكته وفقد حياته. اذا لم يصحُ بايدن فان المرحلة المأساوية في هذه القصة ستقع في تشرين الثاني، حين يعود ترامب الى البيت الأبيض، او، كبديل، حين ينتصر بايدن بمعجزة ويصبح رئيسا لا يؤدي مهامه. في هذه اللحظة نحن في مرحلة ثقيلة على القلب: زعيم محبوب، غني بالحقوق، يعيش في النكران، وليس بين محبيه من يقول له كفى.

احدى المزايا التي تباهى بها بايدن كل حياته هي المناعة النفسية، قدرته على ان يتغلب على مآسي شخصية وهزائم سياسية. مثل شمعون بيرس عندنا، لم يتنازل ابدا: عندما القوا به من الباب، تسلق عبر النافذة. هذه الميزة توجهه اليوم أيضا، لكنها تفسر بشكل مختلف، ليس كمناعة نفسية بل كقطيعة عن الواقع، بغياب وعي ذاتي. من شأن بايدن أن يفقد ليس فقط القوة المودعة في يديه في هذه اللحظة والقوة التي يطلبها لنفسه في السنوات القادمة، بل أيضا إنجازاته هو نفسه في الماضي. كلما تعاظمت المخاوف من عودة ترامب تعاظمت الضغيفة تجاه بايدن: انتَ واناكَ، أنت مذنب. بايدن ليس الزعيم الوحيد الذي يعاني من انعدام الوعي الذاتي. فمن يسعى للوصول الى مكان زعيم وطني يكتشف آجلا ام عاجلا بان الوعي الذاتي هو وزن زائد من الأفضل له ان ينزله في الطريق الى الأعلى: التسلق اسهل حين تكون العيون مغمضة.

الصعوبة تبدأ بنا، نحن الناخبين. نحن نتوقع من زعيمنا ان يكون هذا وذاك: منصت للاصوات من حوله وساد لاذنية لها أيضا. لاعب في فريق وواحد ووحيد أيضا، لطيف المعشر لإسرائيل وملك متوحش أيضا.

النموذج المطلوب هو غولدا مائير، التي بانغلاق حسها تتحمل مسؤولية لا بأس بها عن اخفاق يوم الغفران. غولدا إياها وانغلاق حسها إياه اعطيا للدولة زعامة مصممة، قوية، واعية في عهد الحرب، بينما جنرالات ابطال المجد ودايان على رأسهم انهاروا حولها.

ميراف ميخائيلي هي مثال من الحزب ذاته، لكن من فترة مختلفة وبحجم مختلف. عشية الانتخابات الأخيرة حذر كل من له عينان في رأسه ميخائيلي من أنها اذا لم توحد القوى مع ميرتس من شأن نتنياهو ان يعود الى الحكم. وهي تغامر ليس فقط بنفسها وبحزبها – بل تغامر بمصير الدولة. اما هي فقد عاندت، وكانت النتائج بما يتناسب مع ذلك: لو كان الحزبان تنافسا معا لكان لنتنياهو 61 مقعدا وليس 64. معقول الافتراض بان انقلاب روتمان ولفين كان سيبدو مختلفا – فمن الصعب احداث ثورات بفارق صوت واحد. لعل كل ما حصل هنا في العشرين شهرا الأخيرة كان سيبدو مختلفا. بعد الانتخابات لم تستقل من الحزب ولا من الكنيست. لم تستقل أيضا بعد أن اختار حزبها زعما جديدا.

نتنياهو هو النموذج الأكثر اثارة للاهتمام. قدرته على ان يركز على نفسه، إنجازاته، تفوقاته، المظالم التي احيقت به، كانت دوما استثنائية، حتى مقارنة بسياسيين آخرين. لكن إن لم اكن مخطئا، ففي السنوات الأخيرة شيء ما تغير فيه. النقد عليه بات مقلقا له اقل. كل نقد اصله في كراهية لاذعة له ولعائلته – وعليه فلا قيمة له. هو يسبح في داخل مجمع مياه أقيم من أجله: أبناء عائلة متحمسون، مساعدون هزيلو القدرات، أناس اعلام تزلفهم ايمانهم. يسمحون له بان يغمض عينيه تماما.

بعد أسبوعين سيقلع الى واشنطن بايدن. المسافة بين الاثنين، في وضعهما الحالي، اصغر مما اعتقدنا. كلاهما يتمسكان بالحكم وكأن الحكم ليس ممكنا بدونهما؛ الدولة هامة لكن أناهما أهم؛ كلاهما مدمنان على الاستطلاعات لكنهما لا يستوعبان الا ما هو مريح لهما. كلاهما لا يلبيان متطلبات المنصب – الأول لانه لا يستطيع، الثاني لانه لا يريد. اذا التقيا سيكون لهما ما يتحدثان فيه وكذا لزوجتيهما. ربما أيضا هنتر، الابن الاشكالي سينضم ومثله يئير الاشكالي من ميامي. تخيلوا صورة: الستة يخرجون، محوطون بحراسهم، الى حديقة الورود في البيت الأبيض. “معا سننتصر”، يعلن نتنياهو؛ “معا سننتصر”، يكرر بايدن وراءه. وكلهم يدفنون رؤوسهم في الرمال، لمفخرة الدولتين.

——————————————–

هآرتس 8/7/2024

سبعة عمال غزيون اختفوا في 7 أكتوبر؛ الان فقط يتبين مصيرهم

بقلم: بار بيلغ

​سيارة ترانزيت لونها رمادي تقف تحت الجسر. على مقعد السائق يوجد شخص لا يتحرك. باب الركاب مفتوح جزئيا، لا أحد يخرج ولا أحد يدخل. في المحيط الخوف في الذروة. هكذا يظهر في الفيلم. عندها تتم عملية اعدام وربما تأكد من الاعدام. ها هي جثة ملقاة من سيارة لونها اسود على الشارع. هذا الفيلم تم توثيقه في الصباح في 7 اكتوبر. مدته دقيقة ونصف، ولا يركز على سيارة الترانزيت. هي توجد في الخلفية. يبدو أنه في الفترة السابقة منذ ذلك الحين فان الاشخاص الذين كانوا فيها بقوا في خلفية الكارثة. خلال اشهر لم يتم معرفة مصيرهم.

​في قصة المسافرين في سيارة الترانزيت فان الاسئلة اكثر من الاجابات، والتساؤلات اكثر من الحقائق الثابتة. معروف أن صاحب السيارة هو سامي الجرجاوي (52 سنة) من سكان القرية البدوية وادي النعم في شمال النقب. الجرجاوي سائق في مهنته، وقد قام بنقل السبعة غزيين الذين كان يشغلهم في سيارته. حقيقة اخرى هي أن السبعة هم من بيت لاهيا، دخلوا الى اسرائيل بتصاريح وكانوا يعملون في حقول الغلاف. هم كانوا يبيتون في رهط، وقد كانوا في الطريق الى العمل عندما بدأت صفارات الانذار واطلاق الصواريخ واطلاق النار في الشوارع. النقطة الاخيرة التي كانت تتحرك فيها سيارتهم، كانوا يتجهون نحو الشرق، نحو رهط، حيث كانوا في حالة هرب. ربما هم لم ينجحوا في اجتياز مفترق شاعر هنيغف، وهو أحد المفترقات الاكثر دموية في ذلك اليوم. في التحقيق الذي اجري في اعقاب الحادث، حسب مصدر في الجيش مطلع على تفاصيل التحقيق، خمسة من بين السبعة قتلوا والسائق الاسرائيلي ايضا. يبدو أن اثنان من الغزيين عادوا مع المخربين الى القطاع.

​33 شخص، بينهم 10 من قوات الامن، لم يخرجوا أحياء من المفترق، هذا حسب تقرير يوفال هبرز وساغيأور اللذين قاما بتغطية المذبحة. المعركة هناك استمرت ثلاث ساعات، وفي النهاية وجدت هناك 9 جثث لمخربين. في الشهر الماضي تم العثور هناك على جثة اخرى ولم يتم تشخيصها بعد. في الجيش يقدرون أن هذا مخرب، لكن بالنسبة لدولة اسرائيل فان العمال السبعة لم يكونوا جزء من العد الاولي أو جزء من العد الثاني، وكأنهم لم يتواجدوا هناك على الاطلاق.

​لولا التوثيق وتفاصيل اخرى تم الكشف عنها لاحقا لكان يمكن التعامل بجدية مع هذا الافتراض. لأن هؤلاء السبعة ايضا لم يتم احضارهم الى غرف التحقيق التابعة للشباك بعد المذبحة. حسب مصادر امنية فانه ايضا لم يكن لهم أي احتكاك مع الشرطة أو مع الجيش. وحسب هذه المصادر هم لم يعودوا الى قطاع غزة. الحل المحتمل لهذا اللغز هو أن رجال حماس قاموا بقتلهم، ربما بسبب لوحة الترخيص الاسرائيلية لسيارة الترانزيت. وربما أنهم حافظوا على حياتهم بعد تعريف انفسهم وقالوا بأنهم غزيون. هناك أمر واحد لا خلاف حوله وهو أنه قد دخل الى سيارة الفولكسفاجن التي تعود للجرجاوي في ذلك الصباح هاشم برهاوي وصلاح عبد الذيب واسماعيل أبو ركبة وسهيل المصري وعوري المصري وسليمان العطار وزياد غانم.

​نقطة وقوف سيارة الفولكسفاجن هي تحت الجسر الذي توجد فوقه سكة حديد، على بعد عشرات الامتار عن المفترق الذي توجد عليه اشارة ضوئية. فيلم آخر، يبدو أنه تم توثيقه بعد يوم من ذلك، اظهر صور قاسية كثيرة وكل الساحة. دبابة مركاباه على الشارع، أبواب سيارات مفتوحة، شبابيك مهشمة، جثث على الارض وداخل السيارة نفسها ايضا؛ “سيارة المخربين”، مصور الفيلم سمع وهو يصف سيارة الترانزيت. ايضا ظهرت فيها عدة جثث.

​هناك توثيق آخر وصل لـ “هآرتس”، اشرطة فيديو وجدت لدى جهاز الامن. يمكن رؤية فيها احد المخربين وهو يقوم باخراج شخصين من سيارة. كانوا على قيد الحياة ويقفون على اقدامهم. ولكن ما حدث لهم بعد ذلك ما زال لغز حتى الآن.

القصة التي تمت روايتها

​السبعة اشخاص في السيارة كانون من ابناء نفس العائلة، التي عمل ابناؤها في الثمانينيات عملت في منطقة الغلاف وفي نير عام بالتحديد. في نهاية ايلول وبداية تشرين الاول دخل عشرة منهم الى اسرائيل بصورة قانونية. في ذلك الصباح، في الوقت الذي كان فيه السبعة في سيارة الترانزيت فان اربعة آخرين وصلوا الى حقل موز في نير عام قبل بداية المذبحة. في الحقيقة هم اصيبوا بنار المخربين الذين حاولوا دخول الكيبوتس، لكنهم نجحوا في الهرب والاختباء بين الاشجار الى أن تم انقاذهم.

​أحد الناجين هو نبيل برهاوي. قصته رواها في محادثة مع مراسلة استرالية في 20 تشرين الاول. ايضا حدثها عن شقيقه هاشم الذي اختفى. الأخ كان في سيارة الترانزيت الرمادية. يبدو أنه حتى الآن هذا هو الذكر الوحيد في وسائل الاعلام لهذا اللغز. “قبل الساعة السابعة صباحا بقليل هناك صورة صورها شخص على مدخل مفلسيم وهم ينزلون من السيارة وينبطحون على الارض”، قال عوفر ليبرمان، مدير الزراعة في نير عام، وهو آخر من كان على اتصال مع العمال. “يبدو أنه كانت هناك صفارة انذار”.

​هاشم برهاوي الذي كان المسؤول عن المجموعة يعرفه ليبرمان منذ ثلاثين سنة على الاقل. “نحن كنا اصدقاء”، قال. “عندما كانت تسقط صواريخ القسام في نير عام كان يقوم بالاتصال ليسأل عن سلامتي. ولكن منذ المذبحة ليبرمان ينظر الى هذه العلاقة بمنظار آخر، وحتى أنه على قناعة بأن بعض العمال في المجموعة نقلوا معلومات لحماس. “ربما أن حماس قامت بتهديدهم”، قال ليبرمان. “هذا افتراضي، وأنا أقدر أنه ليس هاشم أو أي شخص آخر كان سيقول لي ذلك. كان هنا شيء كبير جدا وأمور ليست على ما يرام”.

​في الواقع لم يعمل كل غزي في خدمة حماس – حتى أن الشباك اعلن بأن هذا ساري في نظرهم على حوالي الثلاثة آلاف عامل الذين تم التحقيق معهم. ولكن شكوك ليبرمان بعماله السابقين ازدادت كثيرا في الاشهر الاخيرة. المسافرون في السيارة لم يكونوا معروفين للشباك. ولو أنهم كانوا مشتبه فيهم بأي مخالفة لكان الامر كما يبدو يتعلق بالمكوث في اسرائيل بصورة غير قانونية (لأنهم لم يعودوا الى غزة منذ دخولهم).

​باستثناء هؤلاء كان في السيارة ايضا السائق الجرجاوي. وبخصوص مصيره لا يوجد أي شك: هو ميت. في الواقع لسبب غير واضح احتاجت السلطات الاسرائيلية 15 يوم الى أن تم اعادة الجثمان للعائلة. ولكن في نهاية المطاف عادت وتم دفنها. ربما لهذا السبب تزداد احتمالية أن السبعة غزيين ايضا ليسوا على قيد الحياة. ولكن اذاكانت هناك جثث فان السلطات الاسرائيلية لا تعرف مكانها. جميع الجهات التي تعمل في التحقيق في المذبحة، الشرطة والشباك وعدد من الوزارات الحكومة وجهات عسكرية، القوا بالمسؤولية عن الاحتفاظ بالجثث، اذا كانت توجد جثث، على الجيش.

​مصدر في وزارة حكومية، مطلع على هذا الامر، اضاف ملاحظة صغيرة. حسب قوله فانه في اشهر الحرب الاولى كانت هناك حالات تم العثور فيها على جثث اشخاص مجهولين. واذا كان هؤلاء عرب ولم يكن هناك أي أحد من ابناء عائلاتهم قد اتصل مع الشرطة بشأنهم، فانه تم أخذهم الى قاعدة سديه تيمان العسكرية، التي تم فيها تجميع 1500 جثة لمخربي حماس الذين تم العثور عليهم داخل اسرائيل. احد الجنود، الذين خدم هناك وعمل باتصال مباشر مع جثث الغزيين، قال إن هذه الجثث تم تجميعها في ثلاجات في القاعدة وتم تصنيفها بأرقام وليس بأسماء. “الجنود عملوا كعتالين”، قال الجندي. “الجثث كانت في حالة سيئة، حالة تحلل، حتى أنه كانت تنقصها بعض الاعضاء. بعضها كانت تظهر ملامح الوجه عليها وبعضها لا”.

الجثث التي لم يتم تشخيصها

​الافتراض هو أن اغلبية الجثث التي لم يتم تشخيصها في القاعدة هي لرجال نخبة وغزيين اجتازوا الحدود لسرقة البيوت. هذه الجثث لم تصل في أي يوم الى قاعدة شورا، التي تم فيها تجميع ضحايا المذبحة أو الى معهد الطب الشرعي. مصادر قدرت في محادثات مع “هآرتس” بأنه ربما القتلى في سيارة النقل تم تشخيصهم كمخربين لأنه في السيارة كانت توجد بطاقات هوية لغزيين. واذا لم يكونوا مخربين فربما هم جزء من موجة السارقين (رغم أن معظم الجثث كانت في الكيبوتسات وليس في سدروت). الفيلم الثاني للشارع يعزز التقدير بأن من تواجد هناك اعتقد أن الامر يتعلق بغزيين، من هنا بمخربين.

​من اجل نفي الافتراض بأن الامر يتعلق بجثث اسرائيليين تم اخذ عينات دي.ان.ايه منها، وقد تمت مقارنتها مع عينات قدمتها عائلات المفقودين والمخطوفين. ولكن ابن هاشم برهاوي حاول في اشهر الحرب الاولى قبل عودته الى غزة، العثور على جثة والده، وحتى أنه قال للمراسلة الاسترالية بأنه اعطى الشرطة عينة دي.ان.ايه لهذا الغرض. حسب معرفتنا لم يحصل على أي نبأ بأنه تم تشخيص والده. “هآرتس” حاولت التواصل مع الابن في غزة ولكن بلا نجاح.

​“أنا اعطيت اسماء الذين اعرفهم والذين كانوا في السيارة وسألت عن مصيرهم”، قال ليبرمان للصحيفة. “أين ذهبوا، أين هم، ماذا حدث لهم؟”. ايضا هو لم يحصل على جواب حتى الآن، ولديه تساؤلات لا تنتهي. “كيف اعادوا جثة سامي والباقين لم تتم اعادة جثثهم؟. كان على أحد أن يعرف. هم كانوا غير مسلحين وعرفوا أنهم عمال”.

​“هآرتس” توجهت للجيش مرتين، في شهر آذار وفي شهر حزيران، وسألت اذا كانت جثث السبعة لدى الجيش الاسرائيلي. الامر استغرق الجيش وقت من اجل الرد. وفي نهاية المطاف نفى أنهم يوجدون لديه. في شهر حزيران اشار الى أن “الحادثة غير معروفة له”. ولكن في الاسبوع الماضي حصل تطور. فبعد توجه آخر لـ “هآرتس” فحصوا في الجيش ووجدوا أن خمسة من بين السبعة قتلوا، وأن جثثهم في منشأة سديه تيمان. من منهم المقصود؟ حتى الآن نحن لا نعرف. ماذا سيكون مصير الجثث؟. في الجيش يقولون بأن الامر يتعلق بقرار المستوى السياسي.

​وقد جاء من المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي: “في 7 تشرين الاول شنت حماس هجوم دموي ضد دولة اسرائيل، وخلاله قتل مخربون كل شخص وجدوه امامهم. قوات الانقاذ عملت صبح مساء من اجل تشخيص الضحايا وعلاجهم. بسبب تعقد الكارثة فقد تم تنفيذ تقسيم واضح بين المنشآت المختلفة للاخلاء، وبحسب ذلك فان جثث الفلسطينيين في ذلك اليوم نقلت الى سديه تيمان. أي قرار فيما يتعلق باعادة الجثامين من 7 تشرين الاول هو قرار المستوى السياسي”.

———————————————

هآرتس 8/7/2024

نتنياهو يلعب على الوقت وعلى مصير المخطوفين

بقلم: عاموس هرئيلِ

​الانعطافة المحتملة في المفاوضات حول صفقة المخطوفين بين اسرائيل وحماس تحققت، وذلك بفضل الضغط الامريكي على دول الوساطة الاخرى، مصر وقطر، وبواسطتها على قيادة حماس. رد حماس على الاقتراح الاسرائيلي – الامريكي الاخير، الذي وصل في الاسبوع الماضي شمل للمرة الاولى منذ فترة طويلة مرونة معينة في طلبات الفلسطينيين. هذه هي خلفية التفاؤل النسبي في اوساط جهات رفيعة في جهاز الامن الاسرائيلي حول احتمالية التوصل الى اتفاق في الاسابيع القريبة القادمة. المفاوضات بين الطرفين يتوقع أن يتم استئنافها اليوم في القاهرة.

​مع ذلك، يبدو أن استمرار التقدم يتعلق بدرجة كبيرة بموقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. هنا التفاؤل في جهاز الامن وفي المستوى السياسي يتلاشى. خلال الاتصالات في النصف سنة الاخير بث نتنياهو رسائل متناقضة ومتبدلة، احيانا في صالح التقدم في الصفقة وبعد ذلك ضدها. هذا النموذج استمر ايضا في الفترة الاخيرة في جهود نتنياهو للبقاء وخوفه من حل الائتلاف على يد شركائه في اليمين المتطرف. أمس كرر نتنياهو مناورته الثابتة واصدر بيان اكد فيه على موقف اسرائيل المتشدد في المفاوضات عشية سفر الوفد الى القاهرة.

​الورقة الرئيسية التي يملكها الامريكيون امام نتنياهو تتعلق بخطابه المتوقع في الكونغرس في 24 تموز. نتنياهو يخطط للوصول الى واشنطن لعدة ايام وهو يريد أن يلتقي هناك مع الرئيس الامريكي الذي امتنع عن الالتقاء معه منذ فترة طويلة. في المقابل، ربما أن اهتمام الرئيس الامريكي والمؤسسة السياسية الامريكية بالشرق الاوسط سيكون متدن نسبيا على خلفية الدعوات المتزايدة لاستبدال جو بايدن في المنافسة على الرئاسة بسبب التشكك بوضعه العقلي والصحي.

​المفاوضات حول الصفقة التي يتوقع أن تدخل الآن الى مرحلة حاسمة وتتضمن المزيد من اللقاءات للوفد الاسرائيلي مع ممثلي دول الوساطة في الخارج، يمكن أن تتأثر ايضا بالتطورات الداخلية في الحزب الديمقراطي. مستوى الضغط الذي سيستخدمه الامريكيون يتعلق ايضا بالوضع السياسي هناك. على أي حال مشكوك فيه اذا كان نتنياهو سيرفض بشكل صريح اقتراح حماس قبل القاء الخطاب في الكونغرس. ولكن في المستوى الامني يعتقدون أنه بالتأكيد ربما سيؤجل مناقشة الاقتراح الى ما بعد الخطاب، كما فعل عدة مرات في الاشهر الاخيرة في الرد على اقتراحات سابقة.

​في الخلفية تظهر علامات استفهام حول سبب مرونة موقف حماس في المفاوضات. في الجيش سارعوا الى نسب ذلك الى الضغط العسكري الذي يستخدم على حماس، في العمليات في رفح وفي حي الشجاعية. ربما التفسير مختلف قليلا ويتعلق بأسباب اخرى من بينها التآكل والاستنزاف في اوساط السكان الفلسطينيين وفي وحدات حماس نفسها بعد تسعة اشهر على الحرب التي تسببت باضرار ودمار كبيرين في القطاع. يجب عدم استبعاد أن حماس قلقة من احتمالية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات في تشرين الثاني، وسيطرح خط داعم ومتصلب اكثر لاسرائيل.

​رئيس الحكومة السابق اهود اولمرت قدر في يوم السبت الماضي في مقابلة مع “اخبار 12” بأن نتنياهو سيقوم بتفجير الصفقة بعد ظهوره في الكونغرس. اذا حدث ذلك فربما سيثور هنا احتجاج عام اكثر حدة على خلفية حقيقة أن معظم استطلاعات الرأي تشير الى تأييد واسع للصفقة، حتى بثمن باهظ ستدفعه اسرائيل. في المقابل، نتنياهو سبق وسجل لنفسه انجاز عندما نجح في الصاق بعائلات المخطوفين صورة “اليسارية” وتحويل الخلاف حول فائدة الصفقة الى قضية سياسية. المقاربة العدائية لحكومته تظهر على الاغلب ايضا تجاه سكان الكيبوتسات في غلاف غزة، الذين تم ذبح عائلاتهم.

​يضاف الى ذلك انغلاق يثير الغضب، الذي يظهره الكثير من الوزراء تجاه العائلات الثكلى. حيث يوجد هناك فقط حضور قليل للوزراء في جنازات الجنود الذين يقتلون في الحرب. الاستثناء من هذه القاعدة هم قتلى الصهيونية الدينية، الذين يحرص وزراء واعضاء كنيست على زيارة عائلاتهم. غياب الوزراء برز بشكل خاص على خلفية المشاركة لوزراء واعضاء كنيست ومستخذين آخرين في الذكرى السنوية لشقيق رئيس الحكومة، بطل عملية عنتيبة، يوني نتنياهو في الاسبوع الماضي.

قيمة غير واضحة

​في الشمال اطلق حزب الله صليات من عشرات الصواريخ نحو الجليل الاسفل ومنطقة طبرية طوال اليوم. نتيجة ذلك اصيب فتى اصابة بليغة بسبب الشظايا، وأصيب مواطن امريكي اصابة متوسطة بسبب قذيفة مضادة للدروع تم اطلاقها نحو الجليل. حزب الله اعلن بأن الاطلاق تم ردا على اغتيال ميثم العطار أول أمس في شمال البقاع اللبناني. العطار، نشيط في حزب الله، متخصص في مجال الدفاع الجوي. وقد قتل بهجوم مسيرة على سيارته على بعد 112 كم عن الحدود مع اسرائيل.

​اطلاق النار الانتقامي الذي وصل الى مسافة 40 كم عن الحدود يأتي ضمن “مقاربة المعادلات”، التي يتبعها رئيس حزب الله، حسن نصر الله. يبدو أن حزب الله يريد أن يعطي اشارة لاسرائيل بأنه في كل مرة تتم فيها مهاجمة اهداف عسكرية أو اغتيال نشطاء بعيدا عن الحدود سيأتي رد مناسب. واسرائيل لن تتمكن من الحفاظ على المواجهة في نطاق خط الحدود. مع ذلك، يستمر حسن نصر الله في العمل بصورة محسوبة وحذرة نسبيا. الرد الشديد نسبيا لحزب الله الذي يوسع حدود المعركة يفاقم علامات الاستفهام حول سياسة الجيش الاسرائيلي. يبدو أن كبار قادة الجيش يواصلون التمسك بسياسة التصفية، حتى لو لم يكن من الواضح القيمة المضافة التي تجلبها الآن في القتال، وفي الوقت الذي يوجد فيه تخوف معقول من أنها تقوم بتصعيد الوضع، ويمكن أن تصعب تهدئة النفوس. هذا بالتحديد في الوقت الذي يوجد فيه اجماع واسع في القيادة الامنية بخصوص الحاجة الى الدفع قدما بصفقة التبادل مع حماس.

​في غضون ذلك يرسل حسن نصر الله المزيد من الاشارات حول مواقفه. البوق المقرب جدا منه، محرر صحيفة “الاخبار” اللبنانية، ابراهيم الامين، كتب في يوم السبت في الصحيفة بأن حزب الله سيوقف النار من لبنان في اللحظة التي سيتم فيها التوصل الى اتفاق لوقف النار في غزة. ولكن هذا لا يعني أن حزب الله سيوافق على طلب اسرائيل ابعاد مقاتليه عن الحدود. حسب ابراهيم الامين فان حزب الله سيوافق فقط على اعادة الوضع الذي كان سائد على الحدود قبل 7 تشرين الاول. بكلمات اخرى، بالنسبة لحزب الله لا يوجد مكان لمناقشة المبادرة الامريكية التي تشمل، ضمن امور اخرى، ابعاد قواته الى المنطقة التي تقع شمال نهر الليطاني. في السنتين قبل الحرب جمع حزب الله وحدات من قوة النخبة “الرضوان” قرب الحدود، وحتى أنه اقام 20 موقع قرب الجدار. الجيش الاسرائيلي قام بتدمير هذه المواقع بعد اندلاع الحرب.

 

 

محادثة انتقاد

​في يوم الجمعة التقى رئيس الاركان هرتسي هليفي مع عشرة ضباط كبار في الاحتياط. هليفي، مثل رؤساء الاركان السابقين، يجري مثل هذه اللقاءات بين حين وآخر ايضا اثناء الحرب. فهي تخدمه للتشاور مع ضباط، عدد كبير منهم كانوا مسؤولون عنه في السابق، وايضا لهدف آخر وهو أن معظم المشاركين يتم استدعاءهم بين حين وآخر الى الاستوديوهات. هذه طريقة لنقل الرسائل الى الجمهور بواسطة عدة اشخاص، الذين يوجد لديهم تعاطف مع الجيش ورئيسه.

​لكن جزء اساسي في المحادثة تناول في هذه المرة انتقاد جنرالات الاحتياط لسلوك الجيش في مسألة عامة وسياسية حساسة، تجنيد الحريديين. عدد من المشاركين في المحادثة انتقدوا موقف رئيس الاركان ووزير الدفاع بعد قرار المحكمة العليا في الشهر الماضي حول الحاجة الى اصدار اوامر تجنيد للحريديين عند انتهاء صلاحية القانون. من اللحظة التي ستصدر فيها الاوامر ويتجاهلها الشباب الحريديون فان رفض الامتثال للخدمة خلال 90 يوم سيجعلهم اشخاص هاربين وسيتعرضون للعقوبة، منع حصولهم الى رخصة سياقة أو السفر الى الخارج. في موازاة ذلك فان المدارس الدينية التي يتعلمون فيها لن تستطيع الحصول على دعم من الدولة لهم. يبدو أن الجيش الاسرائيلي كان يمكنه أن يصدر الآن عشرات آلاف أوامر التجنيد لجميع الحريديين في العمر المناسب، 17 – 18 سنة، وحتى في العشرينيات، الذين لم يتسلوا أي أوامر في السابق. عمليا، بعد جس النبض مع حاخامات حريديينفان الجيش ينوي العمل على تجنيد 3 آلاف حريدي فقط حتى نهاية السنة، وتركيز الاوامر على الذين معروف أنهم لا يتعلمون حقا في المدارس الدينية.

​المشاركون في الجلسة قالوا لرئيس الاركان بأن الجيش “شريك في المؤامرة” مع الحريديين، وأن الاكتفاء بالحد الادنى من المجندين لا يتساوق مع ادعاءات الجيش بأنه يحتاج الآن الى اكثر من عشرة آلاف جندي آخر لملء الصفوف في الوحدات التي قتل رجالها أو اصيبوا أو تعرضوا لضرر نفسي في اعقاب الحرب. التعزيز مطلوب ايضا من اجل تلبية متطلبات العبء الكبير للمهمات العملياتية. هليفي اجاب بأنه سيفحص الامر مع اعضاء قسم القوة البشرية في هيئة الاركان.

——————————————–

معاريف 8/7/2024

صمود في وجه الضغط

بقلم: يورام اتينغر

منذ 7 أكتوبر تضغط وزارة الخارجية الامريكية للامتناع عن حرب وقائية ضد حزب الله، والانتقال من الحرب الى الدبلوماسية في ساحة غزة. يمارس الضغط رغم أن حزب الله هو ذراع إيراني وحماس هي فرع “الاخوان المسلمين” وذراع إيراني. تضغط وزارة الخارجية الامريكية لاجراء جولة أخرى من المفاوضات مع حزب الله وحماس، رغم أن كل الجولات السابقة ساهمت في تحويل هاتين المنظمتين الى دولتي إرهاب هما الأكثر تحصنا وذكاء في العالم، وشقتا الطريق الى 7 أكتوبر الذي يشكل – على حد قول رئيس الـ FBI – مصدر الهام لعمليات إرهاب إسلامي مشابهة ضد الولايات المتحدة.

في 2006 استسلمت إسرائيل لضغط وزارة الخارجية وسمحت لحماس بالمشاركة في الانتخابات للسلطة الفلسطينية وهكذا رفعت حماس الى موقع الصدارة في الساحة الفلسطينية. في 2006 منحت وزارة الخارجية الامريكية ريح اسناد لسياسة حكومة إسرائيل التي عملت على انهاء الحرب ضد حزب الله بقرار 1701 من مجلس الامن وليس بابادة البنية التحتية العسكرية لحزب الله وهكذا منحت ريح اسناد شديدة لسيطرة المنظمة على لبنان ورفع مستوى مكانتها الإقليمية والعالمية.

في العام 2000 وعدت وزارة الخارجية بمنح إسرائيل 800 مليون دولار لتمويل الانسحاب من جنوب لبنان، والذي شق الطريق لجعل حزب الله دولة إسرائيل راسخة ذات 150 الف صاروخ وشبكة انفاق ذكية. بالمناسبة، لم تقدم المنحة عقب معارضة الكونغرس تمويل سياسة مغلوطة.

في 1993 عملت وزارة الخارجية الامريكية على نقل مساعدات خارجية سنوية الى السلطة الفلسطينية بمقدار مئات ملايين الدولارات وضغطت لاقامة دولة فلسطينية رغم الرؤيا والإرهاب الفلسطينيين الملتزمين بابادة إسرائيل.

في 1981 ضغطت وزارة الخارجية الامريكية على إسرائيل للامتناع عن قصف المفاعل النووي في العراق  بلوعلقت توريد طائرات حربية. صد إسرائيل للضغط انقذالدول العربية المؤيدة لامريكا من مواجهة صدام حسين، ووفر على الولايات المتحدة مواجهة نووية في 1991.

في 1973 منع ضغط من وزارة الخارجية الامريكية حربا إسرائيلية وقائية ضد مصر وسوريا. لكن ضد الضغط كان وفر عن إسرائيل الثمن الرهيب لحرب يوم الغفران.

في 1967 صدت إسرائيل ضغط وزارة الخارجية الامريكية للامتناع عن حرب وقائية دمر قسما هاما من البنية التحتية العسكرية لمصر وسوريا وهكذا قطع اندفاع مصر لاسقاط أنظمة مؤيدة لامريكا في السعودية ودول عربية أخرى، لقيادة عربية موحدة وللسيطرة على مصادر النفط في الخليج الفارسي، في فترة تعلق امريكي لاستيراد النفط من الخليج.

ان استسلاما إسرائيليا لضغط وزارة الخارجية الأمريكية في 2024 للامتناع عن تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس سيستقبل في الشرق الأوسط كانتصار دراماتيكي للارهاب الإسلامي وانهيار قوة الردع الإسرائيلية. الامر سيمنح ريح اسناد للارهاب. فانهيار قوة الردع الإسرائيلية سيقلص أيضا الاحتمال لتوسيع دائرة السلام التي تعتمد – من الجهة العربية – على تطلعهم لقوة الردع الإسرائيلية في وجه ايران والاخوان المسلمين. ان الامتناع عن تدمير البنى التحتية العسكرية لحماس وحزب الله سيمنع أيضا عودة مخلي الجنوب والشمال الى بيوتهم.

76 سنة أخيرة تفيد بان صد الضغط الأمريكي يجدي الولايات المتحدة وإسرائيل ويجسد القوة والذكاء لرؤساء الوزراء الذين يفضلون الامن القومي بعيد المدى على الراحة الدبلوماسية قصيرة المدى.

——————————————–

هآرتس 8/7/2024،

من يريد الاتفاق لا يظهر علنا الفجوات، لكن هدف نتنياهو مختلف

بقلم: يوسي فيرتر

أي صفقة محتملة لتحرير الـ 120 مخطوف المحتجزين لدى حماس تحمل في طياتها ليس فقط الاحتمالية، بل الاحباط ايضا. الاحتمالية تنبع من مجرد الحوار الذي تجدد، والمرونة في المواقف السابقة (لدى الطرفين) والتدخل الدولي. الاحباط يكمن دائما في شخص واحد وهو بنيامين نتنياهو. في كل مفترق طرق حاسم دائما يمكن “الاعتماد” عليه بوضع العصا وزرع لغم، لأن الاحباط هو مهنته.

​لقد تعود على فعل ذلك في كل مرة سجلت فيها احتمالية لحدوث اختراقة. مرة باطلاق بيانات تخويف من قبل “مصدر سياسي رفيع”، ومرة اخرى بواسطة مبعوث شؤون المخالفات، الوزير سموتريتش؛ مرة بتقليص تفويض طاقم المفاوضات ومرة اخرى بتصريحات ساذجة تستهدف إما احباط الصفقة أو رفع معنويات “القاعدة” البيبية – اليمينية التي تفضل التضحية بالمخطوفين من اجل بقائه الى الأبد بعون الله.

​في جهاز الامن الموحد في موقفه فان الصفقة الآن، قبل أن لا يبقى من سنعيده، بنيامين نتنياهو هو بمثابة المتهم الفوري، من المستوى الرفيع جدا وحتى المستوى المهني في طاقم المفاوضات الموقف موحد. نتنياهو لن يسمح بالصفقة، الصفقة التي توجد على الطاولة، لأنه بالنسبة له بقاء الحكومة يأتي قبل بقاء المخطوفين. حتى التسعة اشهر، 276 يوم منذ المذبحة والاختطاف، لم تلين قلبه.

​البيان الرسمي الذي نشره أمس مكتب نتنياهو قبل بضع دقائق على النشرات الاخبارية الرئيسية في التلفزيون، هذه المرة من قبل البطلة، لم يكن له أي دافع باستثناء احباط المفاوضات حتى قبل بدايتها. لقد بدأت بتفخيم ذاتي مميز لا اساس له: “صمود رئيس الحكومة امام محاولة وقف عمليات الجيش الاسرائيلي في رفح، هو الذي جعل حماس تدخل الى المفاوضات”.

​بعد افتتاحية متبجحة كهذه كان يمكن الامل بقول اقوال بناءة تقنع عائلات المخطوفين (اغلبية ساحقة في اوساط الجمهور تؤيد الصفقة حتى بثمن انهاء الحرب)، أن رئيس الحكومة يدرك الالحاحية واهمية اعادة عشرات الاشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة الى البلاد. ربما كان يمكن، لكن ليس عندما يتعلق الامر بنتنياهو. واحد تلو الاخر احصى الفجوات والخلافات والعقبات التي جزء منها، وربما حتى جميعها، كان يمكن جسرها في مفاوضات سرية بين اسرائيل ودول الوساطة بتدخل رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز.

​من يريد الدفع قدما باتفاق لا يظهر علنا الفجوات، بل يحاول تقليصها في الغرف المغلقة. الامر غير معقد كثيرا. نتنياهو اجرى في السابق مفاوضات غير سهلة، سياسية وامنية. هو دائما تصرف بسرية، قام بارسال من يكتمون اسراره ويعرفون كيف يحافظوا على السر، واكثر من مرة حقق الهدف. الفرق هو أنه في حينه كانت له مصلحة في انهاء الامر، لكن الآن هو فقط يريد التخريب.

​نتنياهو لا يريد الصفقة. لا توجد لديه معارضة مبدئية لرؤية النساء والاطفال والشباب يعودون الى اسرائيل، لكن الثمن هو غير مستعد لدفعه لأنه لهذا الثمن يوجد ثمن: حل الحكومة أو على الاقل تقويض أسسها. هذا دائما كانت له الاولوية بالنسبة له. منذ شهر كانون الاول 2023 وحتى الآن في كل نقطة حاسمة هو يفحص مع أحد ماذا سيكون الرد. وعندما كان يسمع تهديد بالحل فقد كان يعمل على تعويق ذلك.

​في هذه الاثناء مصلحته العليا والوحيدة هي الوصول الى الكونغرس على رأس ائتلاف مستقر وليس كبطة عرجاء. ايضا الوصول الى عطلة الكنيست التي ستبدأ في اليوم التالي لخطابه المأمول. عندها، لمدة ثلاثة اشهر، سيكون على ارض سياسية آمنة. من جهة، سيلوح بخطابه وبتصفيق الجمهوريين له. من جهة اخرى، سيكون محصن من السقوط حتى بداية شهر ايلول.

​كل شيء شفاف وواضح بدرجة مؤلمة. ألم العائلات يسبق كل شيء. وألم أي انسان يوجد له قلب يرى معاناتها ولا يمكنه تخليصها. جلسة الحكومة أمس لم تعمل على رفع المعنويات. نتنياهو لم يفوت أي فرصة لدس رسالته الكاذبة التي تم تسريبها على الفور، التي تقول بأن اسقاط الحكومة (الذي ينسبه للوزير غالنت) على خلفية قانون التجنيد، “سيوقف اطلاق سراح المخطوفين”. هذه سخرية بائسة. وزير الدفاع قال: “المحاولة السياسية للربط بين اطلاق سراح المخطوفين والاعفاء من التجنيد هي أمر خطير وغير مسؤول”. ومثلما هي الحال دائما فانه منذ تلك الليلة في شهر آذار غالنت يدقق في اقواله. فبعد ذلك قال إن استمرار الانقلاب النظامي الذي يقسم الشعب هو “خطر واضح وفوري على أمن الدولة”. الآن هو مرة اخرى يسمي نتنياهو باسمه، “خطير وعديم المسؤولية”.

——————————————–

هآرتس 8/7/2024

رفض الصفقة يعني إلقاء قنبلة نووية على “إسرائيل”

بقلم: إسحاق بريك

حذّر اللواء في احتياط “الجيش” الإسرائيلي، إسحاق بريك، من تبعات رفض رئيس حكومة الاحتلال، بنامين نتنياهو، إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس والمقاومة في غزة، مشبّهاً تأثير ذلك بتأثير “قنبلة نووية أُسقطت على إسرائيل، لكن من دون أثر إشعاعي”.

وفي مقال كتبه في صحيفة “هآرتس”، أكد بريك أنّ “هذه الأيام حرجة”، مشدداً على أنّ رفض الصفقة هذه المرة أيضاً سيؤدي إلى “فقدان إسرائيل الأسرى إلى الأبد، وكونها على شفا حرب إقليمية ستكلّف خسائر فادحة”.

وأضاف بريك أنّ “الجيش” الإسرائيلي يواصل القتال في قطاع غزة، ويتوغّل “مراراً وتكراراً، وبلا هدف”. وعلى الرغم من أنّ “الجيش” ينجح في تدمير العقارات فوق الأرض، فإنّه “لا يستطيع إيقاف حماس، التي توجد بالتأكيد في مدينة الأنفاق، وعادت إلى حجمها قبل الحرب، وانضمّ إليها فتيان وشبان”، كما تابع بريك.

“على إسرائيل الاعتراف بهزيمتها”

إزاء ذلك، أقرّ اللواء في الاحتياط بأنّ “إسرائيل لن تتمكّن من هزيمة حماس، بل عليها الاعتراف بأنّها سبق أن هُزمت”، مضيفاً أنّه “لا يمكنها تحقيق أي من أهدافها من الحرب”.

وبعد مرور 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، أكد بريك أنّ “إنّ استمرار القتال لن يُسهم في شيء من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق النصر، بل على العكس من ذلك، حيث ستكون هزيمة إسرائيل أكثر إيلاماً”.

وفي حين أنّ “الجيش” الإسرائيلي لن يتمكّن من هزيمة حماس، فإنّه “بالتأكيد لا يستطيع هزيمة حزب الله، المسلّح بـ150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرة مسيّرة”، وفقاً لما أضافه بريك في مقاله.

وتابع، في هذا السياق، قائلاً: “لا يفهم قادتنا ما هي الكارثة التي يمكن أن يجلبها هجوم على لبنان”.

ومع كلّ ذلك، فإنّ المستوى السياسي “المهلوس”، كما وصفه بريك، “يستفزّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد هزيمته في المواجهة مع دونالد ترامب”، خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعتهما، في وقت “تحتاج فيه إسرائيل إلى الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى”.

“مقاتلو حماس يعودون كأن الجيش لم يكن”

بريك، الذي كان مفوّض شكاوى الجنود لدى الحكومة الإسرائيلية سابقاً، نقل رسالةً تلقاها من جندي في كتيبة هندسة قتالية، كان قد خدم في الاحتياط مدة 8 أشهر، وهي رسالة “تخبر الكثير عن حالة الجيش (المزرية)”.

ومن بين ما أكده الجندي لبريك هو أنّ المقاومين “يعودون عبر الأنفاق تحت محور نتساريم، كما لو أنّنا لسنا هناك”، مضيفاً: “نحن لا نزعجهم بأي شكل من الأشكال”.

وتحدّث الجندي أيضاً عن “خدعة يمارسها الجيش حول عدد من يقتلهم من حماس”، وتساءل: “كيف يعقل أنّ الجيش قتل 300 منهم في مناورة، كما أفاد هو، إذا لم نرَ عدواً بأعيننا، وكذلك كتيبة مظليين تقاتل بجانبنا؟”.

كذلك، قال الجندي نفسه إنّ الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في كتيبته كان “مثيراً للإعجاب”، قبل الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن ذلك انخفض بشكل كبير جداً عند دخول غزة.

“الفرسان الثلاثة يغامرون بالحرب ليبقوا في مناصبهم”

بريك حذّر أيضاً من أنّ استمرار الحرب في قطاع غزة، الذي يؤدي إلى استمرار القتال في الشمال مع حزب الله، “لا يأتي بأي حل، بل يفتّت جيش إسرائيل واقتصادها وعلاقاتها الدولية ومنعتها”.

وعاجلاً أم آجلاً، “قد يؤدي استمرار القتال أيضاً إلى حرب إقليمية، ستخرّب إسرائيل”.

وحمّل اللواء في الاحتياط “الفرسان الثلاثة (اسم رواية فرنسية تاريخية) المغامرين، بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهرتسي هليفي، وأذنابهم في المستويين السياسي والعسكري”، مسؤولية ذلك.

وفي هذا الإطار، أوضح أنّ الحرب تُعدُّ “ضمانتهم الوحيدة لاستمرارهم في مناصبهم”. وأضاف: “في اعتباراتهم غير السليمة، فإنّهم يتركون الأسرى لحتفهم، ويرسلون مقاتلينا ليُقتلوا عبثاً”.

وختم بريك مقاله في “هآرتس”، مشدداً على “ضرورة إنهاء القتال في قطاع غزة فوراً، وهذا سيؤدي أيضاً إلى وقف حزب الله لنيرانه، وسيمكّن من إعادة الأسرى من خلال اتفاق”.

——————————————–

هآرتس 8/7/2024

نتنياهو أمام ساعة الحسم: إما المخطوفون أو المتطرفون

بقلم: أسرة التحرير

بعد تنقية الضجيج المرافق للخطاب حول صفقة المخطوفين مع حماس، يبقى الاختيار أمام نتنياهو بين 33 مخطوفاً، منهم أحياء، أو استمراره في الشراكة السياسية مع سموتريتش وبن غفير. على نتنياهو أن يقرر أيهما الأهم، ويتحمل تداعيات اختياره.

فهل سيكون هو رئيس الوزراء الذي ضحى بحياة مواطني إسرائيل كي يحافظ على حكومة اليمين بالكامل مع شريكيه المتطرفين سموتريتش وبن غفير، أم سيقرر بأن حياة المخطوفين في رأس اهتمامه، وينقذهم حتى بثمن تفكيك حكومته؟ ما هو الأهم له؟

العائق الأساس الذي يقف بين نتنياهو والصفقة هو وزراء اليمين المتطرف. يقدر الائتلاف بأن كتلتي الائتلاف “شاس” و”يهدوت هتوراة” ستؤيدان الصفقة لإعادة المخطوفين، إذا كان احتمال لتحقيق صفقة كهذه.

أما سموتريتش وبن غفير فلهما قصة أخرى. الوزير السابق غادي آيزنكوت أجاد في وصف الاختيار الواقف أمام عتبة نتنياهو. قال آيزنكوت الأسبوع الماضي: “نحن في المكان الأقرب من الصفقة منذ الأشهر التسعة الأخيرة: لأسفي الشديد، أجد صعوبة في رؤية نتنياهو يتسامى إلى المستوى الاستراتيجي الزعامي فيأخذ قراراً صعباً جداً بوقف الحرب… أجد صعوبة في رؤية نتنياهو يقبل بصفقة ويقول لسموتريتش وبن غفير إنه الأمر الصائب”. وأجمل آيزنكوت العبث الذي يعيشه الجمهور الإسرائيلي: “نتنياهو مكبل باحتياجات شخصية وحزبية تتغلب على قدرته على إنقاذ دولة إسرائيل”.

بيني غانتس، رئيس المعسكر الرسمي، أوضح لرئيس الوزراء بأن حزبه سيعطي إسناداً كاملاً لكل منحى مسؤول يؤدي إلى إعادة المخطوفين. كل زعيم معقول كان يتلقى وعداً كهذا كان سيستغله ليقوم بالأمر الصائب. غير أن نتنياهو معتاد على ثقافة التلاعبات الكاذبة التي أدخلها إلى السياسة الإسرائيلية، وعليه فهو غير قادر على الوثوق بأحد، ولا حتى على شخصيات مثل غانتس، وسبق أن أثبت مرتين – في فترة وباء كورونا وبداية الحرب في قطاع غزة – بأنه يضع مصلحة الدولة فوق مصلحته السياسية.

رئيس حكومة إسرائيل مطالب الآن بالاختيار الأخلاقي من الدرجة الأولى: المخطوفون، أم بن غفير وسموتريتش. على نتنياهو أن يقرر بسرعة لأن الزمن ينفد. مات كثير من المخطوفين في أسر حماس، وسيموت آخرون إذا لم يخترهم نتنياهو مفضلاً شركاءه الائتلافيين عليهم، المعنيين باستمرار الحرب وبإشعال المنطقة كلها. إذا رد نتنياهو الصفقة فإنه سيذكر كمن اختار ترك حياة مواطني الدولة لمصيرهم.

——————انتهت النشرة—————-