الهجوم على الضفة يشكّل مخاطر استراتيجية لـ”إسرائيل”

المسار: أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أنّ هجوم الاحتلال الإسرائيلي متعدد الأطراف في الضفة الغربية يسلط الضوء على مدى تعقيد الظروف المتدهورة في فلسطين، والتي تفرض مطالب جديدة على جيش الاحتلال المنهك.

وشدّدت الصحيفة على أنّ الهجوم على الضفة الغربية يُظهر مخاطر فتح جبهة ثالثة لـجيش الاحتلال الإسرائيلي المنهك بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتصعيد عند الجبهة مع لبنان، وذلك منذ نحو 11 شهراً.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين ومحللين إسرائيليين قولهم “إن القتال المتجدد في الضفة الغربية أثار شبح القتال المطول على جبهات متعددة”.

وأكد هؤلاء أن العملية الحالية في الضفة الغربية تشكل مخاطر استراتيجية لـ”إسرائيل”، موضحين أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جنود احتياطيين يعترفون إنهم منهكون “من أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود”.

وفي السياق نفسه، قال الباحث في الشؤون الفلسطينية والضابط العسكري الإسرائيلي السابق، جاي أفياد، إنّ “الجيش اليوم منهك، في نهاية المطاف لدينا مجموعة محدودة للغاية من جنود الاحتياط الذين يتحملون ثقل القتال، إنهم نفس الأشخاص المتواجدون طوال الوقت في جبهات القتال”.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ السنوات الأخيرة شهدت صعود مجموعات مسلحة جديدة في الضفة الغربية، وتضمّ أشخاصاً من فئة الشباب، مشيرةً إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية لجأت إلى استخدام القوات العسكرية في محاولةٍ للضغط على هذه المجموعات المقاتلة.

وكان القائد أبو شجاع قد ارتقى، الخميس، في اشتباكات خاضتها المقاومة ضد قوات جيش الاحتلال التي بدأت عدواناً واسعاً في مناطق شمالي الضفة الغربية.

في المقابل، عملت كتائب ومجموعات المقاومة التابعة لمختلف فصائل المقاومة في الضفة الغربية، منذ اللحظات الأولى للعدوان، على التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة للمناطق والمخيمات في الضفة.

وخاض المجاهدون اشتباكات عنيفة عند محاور القتال كافة، ولا سيما في جنين وطوباس وطولكرم ونابلس، ونفذوا كمائن نوعية مكبدين الاحتلال خسائر مؤكدة في صفوفه.

وقد ردت المقاومة على اغتيال الاحتلال لـ”أبو شجاع” بتنفيذها عدّة عمليات نوعية. وكان “أبو شجاع” قال في لقاءٍ خاص مع الميادين قبل أسبوعين من ارتقائه أنّه “إذا اغتالني العدو، أنا أو أي أحد، فإننا سنستمر، فالقضية لا تقف عند شخص واحد، بل يوجد أجيال ستدافع عن الحق”.

ووجّه رسالةً إلى الاحتلال مفادها أنّ “الميدان هو الذي يحسم، ها هو الميدان.. العين على الميدان”.

المصدر:”الميادين”