الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت احرونوت 2/9/2024

للإسرائيليين: الواقع في واد ونتنياهو في آخر.. حتى أنت يا هرتسوغ؟

بقلم: ناحوم برنياع

نحن قتلناهم. من سحب الزناد كانوا الحماسيون: هم القتلة. لكن من تسبب بموتهم، بالمفهوم الأخلاقي والمفهوم المباشر، العملياتي، أيضا، كنا نحن. ايادينا ليست نقية من دمائهم.

درء لسوء الفهم: هذا ليس “كلنا مذنبون” التسامحية، الوهنة، للرئيس كتسير بعد اخفاق يوم الغفران. العكس هو الصحيح: هذه محاولة للشرح كيف اصبح الفشل الرهيب في 7 أكتوبر عضالا، خبيثا، اين اخطأنا في ألـ 11 شهرا من القتال وأين نحن نواصل الخطأ والتضحية عبثا بمخطوفين ومقاتلين.

أبدأ بالمسألة الأكثر عسرا على الهضم – المسألة العملياتية. المقاتلون الذين يخرجون كل يوم الى الميدان، في رفح، خانيونس او غزة، مقتنعون بانهم يخاطرون بحياتهم من أجل انقاذ مخطوفين. القادة يقولون لهم: الضغط وحده سيعيد المخطوفين. رئيس الوزراء يعدهم، الضغط وحده سيعيد المخطوفين. عائلاتهم يسمعون النغمة ذاتها، تتكرر على ألسنة مراسلين طائعين، في كل وسائل الاعلام.

يحتمل أن هذا كان صحيحا في الأسابيع الأولى، قبل صفقة تشرين الثاني، الصفقة التي جمدت قبل الاوان، بقرار محمل بالمصيبة من نتنياهو ووزراء الكابنت. الضغط العسكري الذي يمارس منذئذ يساعد في العثور على جثث، وفي حالات قليلة ساعد في تخليص مخطوفين احياء، لكنه يقتل مزيدا فمزيدا من المخطوفين. هذا صحيح بالنسبة للمخطوفين عميرام كوفر، حاييم بيري، يورام متسغار، رون شيرمن، ايتي سفرسكي وآخرين. كان من قتلوا في قصف الجيش الإسرائيلي، كان من قتلوا بنار صديقة وكان من قتلوا على ايدي آسريهم حين شعروا بان الجيش الإسرائيلي يغلق عليهم.

كانت هذه أيضا الملابسات التي أدت الى قتل الستة – هكذا حسب مصادر في الجيش. كمنظمة عسكرية، حماس منهارة. كل خلية حراس تعمل وفقا لتفكرها، وفقا لطول الفتيل لدى أعضائها. عندما يكونوا مقتنعين بان الجيش الإسرائيلي قريب منهم، يطلقون النار على المخطوفين ويهربون (المخطوف فرحان القاضي كان شاذا: الحماسيون ابقوه حيا، ربما لانهم خافوا من أن يقتلوا مسلما). الدرس الذي يستخلص من أخطاء الماضي كان ابعاد اعمال الجيش الإسرائيلي عن مناطق يحتمل أن يكون المخطوفون محتجزين فيها. هذا أمر اولي. يتبين أن ليس هكذا تصرفوا في المحيط الذي احتجز فيه الستة. ما الذي حصل بالضبط هناك لا بد سيحقق فيه ويفحص، لكن هذا لن يغير الصورة العامة.

فليعلم من الان فصاعدا كل قائد: الضغط لا يولد صفقة؛ هو يولد موت مخطوفين. المسؤولية على رقاب رئيس الأركان، قائد المنطقة، قادة الفرق والالوية. عشرة اشهر وهم يكررون هذا الشعار ويتجاهلون الواقع على الأرض. حان الوقت لمواجهة الحقائق.

نحن نتباهى بين الحين والآخر بانباء عن حملة عسكرية ناجحة في غزة، في لبنان او في اليمن، وننسى الأساس: نحن غارقون في داخل الحرب الأطول في تاريخنا ضد العدو الأصغر، الأضعف. بدلا من أن نخرج منها نغرق فيها اكثر فأكثر. اين العقل السليم. اين النباهى، اين الحكم الاستراتيجية؟ الجيش الإسرائيلي عالق: نحو 11 شهرا مرت الى أن نجح في التخلص من ضابط الامن اللوائي الذي اخفق في 7 أكتوبر، وحتى هذا بعد أن استقال بارادته.

شيء ما أساسي تشوش في 7 أكتوبر في ثقافة أخذ المسؤولية في الجيش الإسرائيلي. والحفرة آخذة فقط في التعمق. إسرائيل لا تحتاج لان تحاكي كل عرف متبع في الإدارة الامريكية، لكن في أمريكا يعرفون كيف يدفعوا الثمن على الفشل الذريع: عندما فشل الجهاز السري بحماية دونالد ترامب، رئيسة الجهاز كيمبرلي تشيتل استقالت في غضون أيام.

من المستوى العسكري الى السياسي: منذ تشرين الثاني ونتنياهو يستخدم الفيتو على صفقة المخطوفين. هو لا يريد صفقة لاسبابه هو، وفي هذه الاثناء لديه القوة لفرض رأيه. المشكلة هي في التضليل، في الغش. الاتصالات في القاهرة، في الدوحة، هي انباء ملفقة، دوس على البنزين في حالة غيار العادم. كل واحد يفهم هذا – ومع ذلك، يلعبون اللعبة. ينبغي أن يقال في صالح نتنياهو انه بين الحين والآخر يتفوه بجملة توضح انه لا توجد صفقة ولن تكون صفقة. اما الآخرون فمدمنون على الغش. هكذا هو رئيس الموساد دادي برنياع. منذ البداية كان صعبا عليه أن يفهم لماذا رجل في منصبه، مع المسؤولية والعبء المرافقين، أخذ على عاتقه إدارة مفاوضات لتحرير مخطوفين – المهمة التي لم يؤهل لها. لكن من اللحظة التي تبوأ المهمة كان مسموحا أن نتوقع منه ان يركز عليها والا يسمح باي حال لمناورات سياسية ولتضليل العائلات والجمهور. يوجد مجال للتخوف من انه في هذا الاختبار شريكاه الآخران في المفاوضات – رئيس الشباك ومندوب الجيش – يقفان في موقف افضل منه.

في الأسابيع الأخيرة تغرقنا تسريبات عن تقدم في المفاوضات. ليته كان فيها حقيقة. المصدر الأول للاحبولة التفاؤلية هو البيت الأبيض. الاعتبار سياسي، امريكي، داخلي. هكذا يتصرفون في حملات الانتخابات. اما عمليا، فالامريكيون يعطون اسنادا لاحبولة إعلامية كاذبة. والنتيجة هي أنه لا يوجد ضغط على حكومة إسرائيل في تليين المواقف. اذا كان لا يوجد ضغط على إسرائيل، فلا يوجد أيضا ضغط من جانب الوسطاء على حماس: الكل يتمترس في مناطقه المريحة.

الاحبولة المتفائلة شقت طريقها الى وسائل الاعلام. هذا هو طريق الاحابيل. فما بالك ان هذا ما يريد الجمهور أن يسمعه. اعطونا بشائر طيبة، يصرخ الناس، بثوا فينا املا؛ اذا لم يكن لديكم شيء إيجابي تقولوه، فسنتوقف عن مشاهدة التلفزيون.

الرقص اليومي بين الامل واليأس ينوم الجمهور – على الأقل حتى امس، حين سمح بنشر المعلومات عن قتل الستة. هنا تدخل الى الصورة مسؤولية كل انسان في إسرائيل. بداية وزراء الكابنت: ليسوا كلهم مسيحانيين، ليسوا كلهم مغرضين، ليسوا كلهم كارهي انسان. عندما صوتوا الى جانب القرار الذ يخلد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كان يعرفون بان القرار يقتل مخطوفين. وزير الدفاع أطاح الواقع في آذانهم، كلمة كلمة. لشدة الأسف، قتل الستة وقع يوم الخميس، في تلك الساعات تماما التي كان الكابنت يبحث فيها في اقتراح نتنياهو لترك المخطوفين لمصيرهم.

لقد كان الوزراء يعرفون بان القرار ولد في الخطيئة، في رغبة نتنياهو في زق اصبع في عين غالنت. لماذا لم يفتح أي منهم فمه. لماذا لا يفتح أي منهم فمه بعد اخفاق 7 أكتوبر، بعد 11 شهر من الغرق عديم الجدوى في الجنوب وفي الشمال؟ كيف يوجه هؤلاء الأشخاص الواهنون انظارهم الى أولادهم؟!

لعله صحيح ان يقال شيء ما في هذا السياق عن رئيس الدولة أيضا: هرتسوغ اخذ على عاتقه في هذه الفترة دور الام تريزا. فهو يسافر الى كل مكان من المطلة حتى الغلاف، يعانق ويعزز، يعزي ويساعد. هو لم يفعل حتى اليوم كما فعل الرئيس اسحق نافون بعد صبرا وشاتيلا. لم يجند المكانة المنطوية على منصبه كي يعيد الحكومة الى تلم سواء العقل. مسألة توقيت، سيقول الرئيس؛ مسألة طابع، سيقول آخرون. توقعت ان يأمر هرتسوغ صباح امس تنكيس العلم فوق مقر الرئيس لو كان نكسه لثار آخرون في اعقاب. هذا لم يحصل.

مئات الاف الإسرائيليين خرجوا للتظاهر من اجل المخطوفين. عانقوا من عاد من هناك، صلوا لتحرر الآخرين. يتبين أن هذا لا يكفي: يجب عمل اكثر بكثير. الى أن يتم العمل – كل واحد منا يتحمل المسؤولية.

——————————————–

يديعوت 2/9/2024

هل تمتد المواجهة العسكرية إلى الخليل؟

بقلم: رون بن يشاي

لم تتوسع في هذه الأثناء ظاهرة «كتائب المخربين»، التي تنشط في شمال الضفة في الأشهر الأخيرة، وإلى حد ما في غور الأردن، إلى المنطقة الواقعة جنوب القدس، وإلى الخليل وجنوب جبل الخليل، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن «كتائب المخربين» في «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، وحتى «فتح»، ظهرت في جنين، وفي منطقة طولكرم، قبل وقت طويل من السابع من تشرين الأول، عندما بدأت «حماس» تطلب مساعدة قطاع غزة، بعد بداية مناورات الجيش الإسرائيلي هناك.

هذه الظاهرة، التي كان يبدو أنها أُخمدت بعد القضاء على «عرين الأسود» في نابلس من خلال عملية «بيت وحديقة» في جنين (في تموز 2023)، عادت إلى الظهور من جديد خلال حرب «السيوف الحديدية». لم تتمدد الانتفاضة إلى المنطقة الواقعة جنوب القدس، وخصوصاً منطقة الخليل، لأن السلطة الفلسطينية قوية أكثر في منطقة الخليل، وفي البلدات الواقعة جنوب جبل الخليل، ولأن تهريب الأسلحة إلى المنطقة من الأردن، عبر البحر الميت، أصعب جداً من تهريبه عبر نهر الأردن ذي المياه الضحلة، إلى شمال الضفة ومنطقة طولكرم، الواقعة غرباً.

وحقيقة أن المنطقة الواقعة جنوب القدس كانت هادئة أكثر سمحت للجيش الإسرائيلي بتوفير قواته وتركيز جهده على شمال الضفة، وخصوصاً طولكرم، أي كل المناطق التي تستطيع إيران تهريب السلاح إليها، ويستطيع عناصر «حماس» في تركيا ولبنان نقل الأموال والأوامر إليها، أحياناً، بمساعدة «حزب الله،» من أجل المحافظة على مستوى عالٍ من العمليات «الإرهابية».

لكن «الإرهاب» يتصرف مثل النهر السائل، فهو ينخفض عندما تضغط عليه في مكان معين، لكنه يرتفع في مكان آخر مرتبط به، وهذا بالضبط ما يحدث الآن في الضفة الغربية. ويبدو أن الضغط الشديد والمستمر للقيادة الوسطى وألوية الجيش على مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس، بالقرب من طولكرم، ومخيم الفارعة في غور الأردن، دفع المشجعين على «الإرهاب» وناشطيه إلى البحث عن مناطق أُخرى لا ينتشر فيها الجيش بأعداد كبيرة، ويقوم فيها بجهد دفاعي واعتقالات استباقية، وليس بعمليات هجومية كثيفة، مثل شمال الضفة.

ومن المهم التوضيح هل من الممكن أن يكون لشمال الضفة تأثير في السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا في «غوش عتصيون»، أول من أمس، أم أن المقصود عمل محلي، وبالتالي التحرك بطريقة ملائمة. لهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، الذي يشعر بالضغط فيما يتعلق بالقوة البشرية والوحدات القتالية على الحدود. تعمل، اليوم، في الضفة الغربية ما بين 23 و26 كتيبة ووحدة خاصة من الجيش. كما يتعيّن على الجيش منع تفشّي «الإرهاب» في جبل الخليل كي لا يضطر إلى نقل قوات إضافية، لا يملكها، إلى الضفة الغربية، وبذلك لن يكون في إمكانه التحرك براً كما يجب في قطاع غزة، وفي لبنان عند الحاجة.

حالياً، يتعين على المؤسسة الأمنية رفع الجاهزية والوسائل الأمنية في المستوطنات الواقعة جنوب القدس، وتكثيف الدوريات على الطرقات، والقيام بجهد طارئ من أجل سدّ خط التماس المخترَق، وخصوصاً جنوب جبل الخليل.

إن الجزء الأساسي من مهمة إحباط موجة «الإرهاب» في جنوب القدس، وفي منطقة الخليل، ملقى على عاتق «الشاباك» والاستخبارات العسكرية، فإذا عملا بسرعة على اعتقال المحرضين ومنع تهريب السلاح من شمال الضفة إلى المناطق الواقعة جنوب القدس، فسيكون في الإمكان السيطرة على النيران في هذه المنطقة. ويجب أن نتذكر أن الوضع الاقتصادي صعب في الضفة الغربية كلها، والناس لا يذهبون للعمل في إسرائيل، والسلطة الفلسطينية لا تدفع الرواتب، والأجهزة الأمنية لا تعمل بالقوة المطلوبة.

يمكن أن يزداد هذا الوضع سوءاً لأن إسرائيل تمنع تحويل الأموال (من تحصيل الضرائب على المعابر) إلى السلطة الفلسطينية. بيْد أن معظم سكان منطقة «غوش عتصيون» والخليل وجنوب جبل الخليل من المتدينين. ويوجد في بيت لحم مخيمان كبيران للاجئين يمكن أن تنشط فيهما «كتائب المخربين»، مثلما جرى في جنين، وهذا الأمر عائد إلينا، إذا نجحنا في منع تدفّق السلاح إلى هناك، وهو ما لم ينجح الجيش و»الشاباك» في منعه من حدود الأردن المخترَقة بين شمال البحر الميت وحتى بحيرة طبريا.

ومن المتوقع أن يحاول الإيرانيون وعناصر «حماس» في الخارج، في تركيا ولبنان، وأيضاً «قيادة الضفة» التي بقيت في غزة، والتي لديها القدرة على التواصل مع أعضائها في الضفة، نقل نقاط الثقل للانتفاضة إلى المناطق الواقعة جنوب القدس. فإذا نجحوا في ذلك، فسيضطر الجيش إلى القتال براً على جبهتين للعمليات، وربما ثلاث جبهات، ونظراً إلى أن الحريديم لا يخضعون للخدمة العسكرية حتى الآن، فإن هذا يمكن أن يشكل مشكلة غير بسيطة.

بالإضافة إلى ذلك، إذا تمددت حرب «الإرهاب» إلى المنطقة الواقعة جنوب القدس، فيمكن أن تنزلق أيضاً إلى داخل أراضي إسرائيل، ما وراء الخط الأخضر. لذلك، يجب التركيز الآن على كل المجالات التي تغذي «الإرهاب» من عمليات اعتقال لناشطين أساسيين، واغتيالات للمشغلين من الخارج، والتركيز على منع تهريب السلاح والمال إلى منطقة الخليل وبيت لحم وجبل الخليل.

——————————————–

هآرتس 2/9/2024

وفقاً للحقائق.. الإسرائيليون لا يفهمون إلا لغة القوة

بقلم: رفيف دروكر

الأمر الأكثر إقلاقاً من بين التطورات في الفترة الأخيرة هو ما يحدث في الضفة الغربية، واحتمالية عودة العمليات الانتحارية في مراكز المدن. حسب إحاطات الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” يمنعان انهيار سد الإرهاب القريب منذ 7 أكتوبر. مئات المنفذين، وآلاف المعتقلين، ومئات المخربين القتلى، وتعريض حياة الجنود للخطر تقريباً كل ليلة في أفضل الحالات – هذا وصف سطحي للوضع.

من الواضح أنه يتم اعتقال مخربين وإحباط عمليات. ولكن يجب التشكيك في الحاجة إلى الاعتقالات الجماعية. معروف أن عدداً غير قليل من المعتقلين تم اعتقالهم بسبب أمور تافهة، مثل منشورات في “فيسبوك” أو بسبب تصريح. اعتقالهم تسبب بالضرر وببؤر كراهية. ولكن الأهم أن الجيش في غزة يسمح لنفسه بتنفيذ الضغط الأكبر لعقد صفقة التبادل، ويتم إرسال رسالة علنية استثنائية من رئيس الأركان فما دون حول الحاجة إلى الصفقة والقدرة على الانسحاب من محور فيلادلفيا، في حين أن الرسالة الأساسية في الضفة تواصل كونها القوة العسكرية والمزيد من القوة العسكرية.

يجدر تذكر أحد الدروس الصارخة من “انتفاضة الأفراد” في 2015 – 2016. في الحقيقة، لا توجد مقارنة متساوية تماماً. ولكن في حينه، كانت هناك دوافع مرتفعة. وكانت عمليات، وكانت حكومة يمينية برئاسة نتنياهو.

رؤساء جهاز الأمن برئاسة رئيس الأركان غادي آيزنكوت، أقنعوا الحكومة باتخاذ الحد الأدنى من العقاب الجماعي، واستمر العمال في العمل داخل إسرائيل، ولم ينفذ الجيش الإسرائيلي اعتقالات جماعية، وحاول السماح بروتين حياة طبيعي للفلسطينيين. كانت النتيجة أن عمليات السكاكين لم تنزلق إلى عمليات انتحارية في مراكز المدن، وخفتت الانتفاضة إلى أن توقفت.

يعتقد جهاز الأمن منذ أشهر بوجوب إدخال العمال من “المناطق” [الضفة الغربية] إلى إسرائيل. عبثاً. لا يتجرأ نتنياهو، تحت ضغط المتطرفين في الحكومة ومدفوع بالكذب عن نشاطات عمال القطاع قبل 7 أكتوبر، على الاقتراب من ذلك. منذ 7 أكتوبر، ثمة مسلمة تتكرر في كل مكان: بعض العمال من غزة الذين سمحت لهم إسرائيل بالعمل داخل حدود الخط الأخضر، استغلوا طيبتها لجمع معلومات استخبارية عن مذبحة حماس. قائد الوحدة 504 تطرق إلى هذا الموضوع في إحاطة للمراسلين، وتطرق “الشاباك” أيضاً لذلك في الكابنت. في الحالتين، قالت الوحدات التي حققت مع آلاف المخربين والعمال والمساعدين، بأنه لا دلائل تؤيد هذا الادعاء، لكن هذا لم يزعج الكذب في احتلال المكان.

أي حكومة طبيعية كانت ستتحدث مع رؤساء السلطة الفلسطينية. كتب محمود عباس في الحقيقة بحثاً ينفي الكارثة قبل أربعين سنة. وله أقوال تثير الغضب ضدنا. لكنه زعيم فلسطيني، وهو الآن ضعيف ولا شعبية له ونتحمل جزءاً كبيراً وراء ذلك، لكنه مستعد للتحدث معنا، وربما مستعد لتحمل بعض المسؤولية في غزة. وتستمر أجهزته في المساعدة لإحباط الإرهاب. وهذا في الوقت الذي لسنا مستعدين فيه للسماح له بزيارة غزة ونقاطعه وندعي بأنه حماس بزي دبلوماسي.

لا توقعات من حكومة سموتريتش وبن غفير، لكن يمكن التوقع بأن الجيش ووسائل الإعلام ستعتقد بأن القوة العسكرية ليست وحدها التي يمكن أن تحبط الإرهاب، بل الاتفاقات السياسية والمحفزات الاقتصادية. الأشهر الـ 11 الأخيرة قد تجعل الشعب الصامد في صهيون، يفهم بأن لقوتنا حدوداً. قمنا بالقصف والقتل والتسوية بالأرض والاعتقال واستخدام كل القوة، إضافة إلى القطار الجوي من أمريكا. ورغم ذلك، وضعنا الأمني أسوأ من أي وقت مضى.

نتنياهو يحب القول إن كل منطقة انسحبنا منها أصبحت معقلاً للإرهاب. والأكثر دقة القول بأن كل منطقة انسحبنا منها بشكل أحادي الجانب أصبحت منطقة إرهاب، وأن كل اتفاق سياسي صمد: مصر والأردن وحتى الاتفاق مع سوريا. في 5 تشرين الأول 1973 كانت هناك معارضة شديدة في أوساط الجمهور الإسرائيلي للانسحاب من شبه جزيرة سيناء. وفي أيلول 1978، مؤتمر كامب ديفيد، كان الوضع مختلفاً كلياً. يبدو أننا “أيضاً” لا نفهم إلا لغة القوة.

——————————————–

هآرتس 2/9/2024

اعدام المخطوفين هو لحظة اخرى تضع مؤيدي نتنياهو في مواجهة انهيار نظريته

بقلم: رفيت هيخت

في الاسابيع الاولى التي اعقبت 7 اكتوبر كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حالة صدمة، التي وجدت التعبير كالعادة في سلسلة ردود مقطوعة عن الواقع. اضافة الى خوفه بالنسبة للتداعيات الشخصية التي ستأتي من مسؤوليته عن الكارثة التي لا يمكن تخيلها، الاستطلاعات التي بيديه اشارت الى انهيار مطلق ودمار له ولليكود، والتدهور نحو عدد قليل جدا من المقاعد، أقل من العدد الذي حصل عليه بعد فترة وحشية تولى فيها وزارة المالية في حكومة شارون.

بعد 7 اكتوبر في جمهور اليمين وجمهور الليكود بشكل خاص، اطلقوا تصريحات للمرة الاولى ضد نتنياهو مليئة بالكراهية والاحتقار غير المسبوق، وحتى الوزراء في حكومته الذين خافوا من الخروج الى الشارع ازاء غضب الجمهور الذي واجههم، صرحوا ضده بشدة (حتى لو كان ذلك بشكل دائم في محادثات ليست للاقتباس). من يؤيدون الحكومة شعروا بالذنب بسبب أن من صنعوه بأيديهم قاد اسرائيل الى اسوأ اوقاتها. كان من العار أن تستمر بكونك مؤيدا لبيبي.

منذ ذلك الحين تدفقت دماء كثيرة ونتنياهو نجح ليس فقط في اعادة سيطرته على الليكود، الذي لم يتملقه في أي يوم، بل ايضا نجح في استعادة ثقة اليمين العميق وأن يضع نفسه كممثله الاصيل امام كل العالم، الذي تمت شيطنته بشكل مفيد. الرئيس الامريكي، جو بايدن، جهاز الامن وحتى عائلات المخطوفين المعذبة، جميعهم تم اعدادهم لوظيفة أن يكونوا أعداء أو اهداف أو كيس لكمات بهدف اعفاء الحكومة ورئيسها من المسؤولية عن الوضع المتدهور. الخطاب البيبي والاتهام بالخيانة وتشويه الاحتجاج، قفزت مرة اخرى من الخزانة، واشخاص، مثل ياريف لفين، بدأوا يشعرون بالراحة الكبيرة من اجل العودة وازعاج المجتمع الاسرائيلي.

عند المعرفة عن اعدام المخطوفين الستة، التي حطمت شظايا اكاذيب رئيس الحكومة التي تقول بأنه “يوجد لدينا وقت لتحقيق نتائج افضل في المفاوضات” و”المخطوفون يعانون ولكنهم ليسوا اموات”، فان عملية الترميم لنتنياهو واجهت صعوبة حقيقية بلحظة، لحظة نقية التي فيها نفي اليمين، الذي في البداية غطاه شعار “فقط الضغط العسكري هو الذي سيعيد المخطوفين”، وبعد ذلك حول السيطرة المؤقتة على محور فيلادلفيا الى حجر الاساس في أمن اسرائيل، يتحطم امام الواقع القاطع.

من الجدير تذكر الجدول الزمني. منذ شهر أيار مفهوم خطة صفقة، المنسوب لنتنياهو والذي نسبه بايدن لنفسه من اجل تثبيت رئيس حكومة اسرائيل، لمواجهة عدم موثوقيته. بعد موافقة حماس على هذه الخطة في تموز نتنياهو قام بادخال عنزة محور فيلادلفيا وعنزة نتساريم. عنزة نتساريم خرجت جزئيا لأنها عنزة قذرة جدا. ومنذ ذلك الحين هو يتخذ القرارات الحصرية، أنه لا يريد انهاء الحرب، ويضع كل ثقله على محور فيلادلفيا بذريعة أنه يوجد وقت للتبجح بالمفاوضات. الجواب الفظيع حصل عليه الجميع أمس. هناك دافع امني لاستمرار السيطرة في محور فيلادلفيا، الذي نشاطه المحموم ساهم كثيرا في تحويل حماس الى وحش. وضمنا هو يشكل خطر كبير على أمن مواطني اسرائيل. مصيره ازعج ويزعج وسيواصل ازعاج مواطني اسرائيل لسنوات كثيرة قادمة. ولكن التصميم عليه في هذه المرحلة ليس فقط خطوة خاطئة وساخرة ووحشية من رئيس الحكومة، بل ايضا خطأ استراتيجي فظ.

الآن حيث اسرائيل ممزقة من الداخل في اعقاب العمى الاخلاقي الذي لا يمكن التسليم به فان يحيى السنوار  يمكنه تحسين المواقف والتشدد اكثر في شروط المفاوضات. كالعادة، نتنياهو يتوقع أن يجلب نتائج اسوأ بكثير من النتائج التي كان يمكنه تحقيقها. ولكن في هذه المرة الثمن سيكون باهظ وغير محتمل ولا يمكن دفعه. حماس قامت بتنفيذ الهجوم الاكثر اجراما ضد الحياة وقدسيتها، وخلافا لذلك فان حكومة اسرائيل تختار قرار متعمد ومقصود، التضحية بحياة المخطوفين. وهذا اختيار ظلامي ويثير القشعريرة ويقوض ليس رأي سياسي معين، بل قدسية الحياة والتضامن الرئيسي الذي يوجد بين الانسان والانسان. وهو ايضا معارض لموقف عدد غير قليل في الحكومة نفسها، الذين يتعاونون بالصمت الجبان والمجرم مع الوزراء الذين يوجهون الاحاسيس غير الاخلاقية وغير اليهودية، سموتريتش وبن غفير.

احاسيس الجمهور هي التي ستحسم ما اذا كان سينتهي هنا أحد الفصول المظلمة في تاريخ اسرائيل، الذي ذروته التخلي عن مواطنين والاستفزاز الفظ للمخطوفين وعائلاتهم، أو أنه سيكون استجابة للمنطق والنزاهة الخالية من الاخلاص القبلي، وانقاذ من يمكن انقاذه واعادته الى البيت. يمكن أن نجد التشجيع من خطوة ورقة عباد الشمس الوطنية، ارنون بار دافيد والهستدروت، الانضمام الى الاحتجاج وشل الاقتصاد. هي تشكل ميزان حرارة ناجع لفحص هذه الاحاسيس. الجمهور يدرك بأن معركة الحسم هذه ليست فقط على حياة المخطوفين، بل على صورة اسرائيل وأهمية الحياة فيها.

——————————————–

هآرتس 2/9/2024

نتنياهو حاول خلق معادلة، إما المخطوفين او الامن، هذه الكذبة يجب تفكيكها

بقلم: نوعا لنداو

التصميم الجديد لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على وجود اسرائيل في محور فيلادلفيا بثمن التخلي عن المخطوفين في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، هو مناورة وحشية بشكل خاص حتى بالنسبة لشخص مقطوع عن الواقع وهزلي ويعيش على كوكب آخر. لأن السيطرة العسكرية لاسرائيل في محور فيلادلفيا، كما اوضح أمس بصراحة وزير الدفاع يوآف غالنت، وكما اوضح ايضا رئيس الاركان هرتسي هليفي للوزراء، ليست على الاطلاق ضرورة امنية. الحديث يدور عن ضرورة سياسية. فنتنياهو يريد خلق معادلة وعي صادمة لقاعدته السياسية، بحسبها الاحتمالية الوحيدة التي توجد على الاجندة الآن هي إما صفقة لتحرير المخطوفين أو الأمن الشخصي للمواطنين. أي أن صفقة تحرير المخطوفين ستضر كما يبدو بالأمن، لذلك هو يتخذ هذا القرار الصعب لمصلحة الكل المتخيل.

هذه المعادلة هي كذبة، وهذا ليس فقط لأن رؤساء جهاز الامن والجيش يوضحون ذلك مرة تلو الاخرى، أو لأنه يوجد اكثر من اجابة صحيحة واحدة للوضع المعقد الحالي، بل لأنه يجب علينا التذكر بأن الشخص الذي يقوم ببناء كل حياته السياسية على شعار “السيد أمن” سوق لعشرات السنين وبثبات بارع نموذج سياسي – امني أدى في الحقيقة الى نتيجة معاكسة كليا. نتنياهو لم يفعل أي شيء قبل وبعد 7 اكتوبر من اجل الدفع قدما بالامن الشخصي لمواطني اسرائيل. وكدليل على ذلك نحن نطلب من مؤيديه بأن يسألوا انفسهم ويردوا على انفسهم بهدوء بشكل نزيه: هل تشعرون الآن أنكم اكثر أمنا؟.

خلال سنوات حكمه اخطأ نتنياهو في الاحتفاظ بالوضع الراهن، أي كنس كل مشكلة تحت السجاد المشتعل. فقد اضعف بشكل متعمد السلطة الفلسطينية حتى عندما اظهرت الاستعداد لأن تكون شريكة كاملة مع اسرائيل في التنسيق الامني. وعمل على تقوية حماس من خلال نظرية “فرق تسد” واعتقد أنه يمكن الاحتفاظ بغزة كحظيرة انسانية ثائرة اذا فقط تم صب بين الحين والآخر بضعة دولارات فيها. وقام بتعميق الاحتلال بدون افق سياسي وتسبب في الغاء الاتفاق النووي الذي بقي بدون بديل. ووعد مرة تلو الاخرى برؤيته الحميمة لدولة اسرائيل “ادارة الصراع” و”سنعيش على حد السيف”. الوعد الاخير بالتأكيد قام بتنفيذه. نتنياهو ليس السيد أمن أبدا، بل هو السيد ركود وفوضى.

عمليا، صفقة لتحرير المخطوفين وانهاء الحرب هي جزء من الخيار الوحيد الذي سيضمن ايضا الامن القابل للحياة على المدى البعيد. لأنه في نهاية المطاف المحاربة الى الأبد هي ليست الحل وبحق. بعد عشرة اشهر على القتال اصبح واضحا بأنه لا يوجد شيء اسمه “النصر المطلق” أو “تصفية العدو”، وأنه لا يمكن السيطرة عسكريا على شعب آخر الى الأبد، وأنه لا يمكن اقناع المجتمع الدولي بهذا النهج. محور فيلادلفيا هو خدعة شعبوية من مدرسة “النصر المطلق”. في عالم الكبار الحقيقة هي أنه غير مهم كم كانت على حق كل حرب في بدايتها، والرد العسكري بالتأكيد كان مبرر بعد كارثة اكتوبر. في نهاية المطاف كل نزاع ينتهي باتفاق، بالضبط مثلما كل جولة قتال في غزة انتهت حتى الآن باتفاق لوقف اطلاق النار، الذي اخفته حكومات نتنياهو عن الجمهور. بدلا من الاعتراف بذلك والعمل على اتفاق موسع وطويل في الحوار مع الجهات البراغماتية فان نتنياهو اختار أن يضع في كل مرة لاصق خفيف ويعزز بالذات العسكريين.

صحيح أنه دائما سيكون هناك متطرفون لن يرضيهم الاتفاق. الذين يريدون فلسطين كاملة، والذين يريدون اسرائيل كاملة. ولكن يمكن بلورة تفاهم مع الاغلبية الساحقة من الاشخاص العقلانيين ومواصلة الدفاع عن انفسنا من اقلية متطرفة، صغيرة ومعزولة على المستوى المحلي والدولي. لذلك، صفقة تحرير المخطوفين وانهاء الحرب هي الخطوة الاولى للدفع قدما بالأمن، في حين أن التخلي عنهم لصالح الاستيطان الأبدي في غزة هو الذي يضر بالامن. اسرائيل لا يمكنها اخفاء مليوني فلسطيني. المعادلة الحقيقية هي إما دائرة دموية لانهائية أو اتفاق مستقبلي.

التمسك بالصفقة هو التمسك بدولة تحب الحياة وتلتزم بمواطنيها وبمستقبل أكثر أمنا، بدلا من دولة تريد أن تعيش الى الأبد على حد السيف وتعظم الموت.

——————————————–

هآرتس 2/9/2024

فيلادلفيا ونتساريم هما ذريعة فقط، المخطوفون يموتون على مذبح الائتلاف

بقلم: عاموس هرئيلِ

مرحبا، يا ابناء الصف الاول، اليوم سنتعلم عن التخلي عن الاخوة والاخوات. قليل من الاحتفالية التي بقيت من احداث افتتاح السنة الدراسية صباح أمس، 1 ايلول، اخذت منها في الليلة الاخيرة عندما بدأت تتسرب البشرى السيئة من رفح، ستة مخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة بشكل ما في انفاق حماس تقريبا مدة 11 شهر، رغم الاعمال الفظيعة التي مرت عليهم في الاسر تم اعدامهم في الايام الاخيرة على يد حراسهم.

عندما وصل جنود الكوماندو البحري الى النفق كان الوقت اصبح متأخر جدا. في المكان بقيت فقط جثث، امرأتان واربعة رجال. واحدة من سكان كيبوتس، والخمسة من المشاركين في الحفل، الذي فقط عدد قليل من الناجين منه بقوا على قيد الحياة في جهنم غزة.

عمليا، هناك خوف معقول من أن عملية الجيش الاسرائيلي الاخيرة في رفح، للبحث عن المخطوفين هي التي جعلت حماس تقرر قتل المواطنين الستة الاسرائيليين. يمكن التقدير بأن هذا اصبح اسلوب عمل ثابت وأنه تمت بلورته بعد عمليات انقاذ ناجحة نفذها الجيش في الاشهر الاخيرة – قتل المخطوفين اذا اقترب الجنود من اجل حرمان اسرائيل من أي انجاز محتمل. هذه جريمة حرب فظيعة. يجب الامل، والاهتمام ايضا، بأن كل كبار قادة حماس، من يحيى السنوار وما دونه، سيدفعون الثمن عن دورهم في هذه الافعال.

تسلسل الاحداث الاخيرة يضع في ضوء مختلف قليلا جلسة الكابنت التي عقدت في مساء يوم الخميس الماضي. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، نفذ هناك انقلاب سريع أدى الى المصادقة على مشروع قرار يبقي قوات الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا. وزير الدفاع، يوآف غالنت، عارض ذلك بالصراخ. نتنياهو، قال غالنت، فرض على القيادة العليا في الجيش خارطة انتشار لم يرغب الضباط بها. “رئيس الحكومة يمكنه اتخاذ أي قرار، ايضا يمكنه تقرير قتل جميع المخطوفين”، قال وزير الدفاع.

بأثر رجعي هذا يبدو كتحذير مما سيحدث في المستقبل بعد يوم ونصف. هل سبق لغالنت أن تنبأ أو عرف بأن تصميم نتنياهو على الاستمرار في الضغط العسكري فقط من اجل التوصل الى تحرير مخطوفين آخرين، بالذات سيؤدي الى موت عدد منهم؟. صوت غالنت كان صوت وحيد. اعضاء الكابنت الآخرين ينشغلون في التملق لرئيس الحكومة والمطالبة برد اعتباره من وزير الدفاع. عندما صوت غالنت ضد وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، امتنع. ولكن بالنسبة له الحديث يدور عن اعتبارات انانية ولفت واضح للانتباه. أي اعتبار موضوعي بعيد عنه.

نتنياهو يقوم بتغليف مواقفه بالمبررات الامنية. ويبدو أنه فقط الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا سيمنع اعادة تسلح حماس، وفقط الاحتفاظ بممر نتساريم سيمنع انتقال المخربين المسلحين من العودة الى شمال القطاع. عمليا، هناك شك اذا كانت هذه الخطوات ستحقق الاهداف العلنية لها. كبار قادة الجيش والشباك يقولون بأنه اذا تفجرت المحادثات بعد انتهاء المرحلة الاولى في الصفقة (اطلاق سراح “المجموعة الانسانية” من المخطوفين) فانه سيكون بالامكان احتلال محور فيلادلفيا ونتساريم مرة اخرى، بتكلفة متدنية نسبيا. يمكن الجدال حول من هو محق في هذا الخلاف الامني. يصعب تجاهل أن رئيس الحكومة تحركه اعتبارات بقائه الشخصي. من اجل تعويق الاجراءات الجنائية في محاكمته فانه غارق في الحفاظ على الائتلاف بأي ثمن (اليمين المتطرف يهدد بالانسحاب من الحكومة اذا تم الاتفاق على الانسحاب وتحرير جماعي للسجناء الفلسطينيين).

لا يمكن، حيث موجة غضب كبيرة تسيطر على جمهور واسع في اسرائيل، تجاهل ما حدث هنا لروح التضامن التي تقف في اساس وجود الدولة. في 7 اكتوبر تم التخلي عن مدنيين – في بيوتهم في الغلاف وفي الحفلة وفي مواقع الجيش الاسرائيلي وفي الدبابات، التي تم ابقاء قوات صغيرة فيها لم تكن مناسبة لمهمة الدفاع امام هجوم واسع جدا لحماس. أمس تمت معرفة نتائج الاهمال الثاني، الذي لا رجعة عنه، هذا عار اخلاقي ملقى على كل القيادة، وعلى رأسها نتنياهو. ايضا الجيش شريك في ذلك لأنه من جهة يواصل البحث عن عمليات بطولية لانقاذ مخطوفين، ومن جهة اخرى يقوم بشق الطرق في المحاور التي يريد نتنياهو الاحتفاظ بها الى الأبد.

ديكتاتور في طور التشكل

الشائعات حول اكتشاف الجثث بدأت تنتشر مساء أمس، في الوقت الذي تجمعت فيه عائلات المخطوفين لاجتماع آخر حزين قرب الكرياه في تل ابيب. ولأنه لم يتم اخراجهم بعد من النفق فقد اضطر الجيش الى الحفاظ على غموض معين. وحدة المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بضغط كبير من وسائل الاعلام، اصدر بعد الساعة 11 ليلا بيان قصير تحدث فيه عن العثور على جثث بدون تفاصيل. مكتب رئيس الحكومة كان منشغل في حينه في شؤون ملحة اكثر، نشر نفي للادعاء بأنه تم الاتفاق على وقف انساني لاطلاق النار من اجل البدء في عملية التطعيم ضد شلل الاطفال، الذي انتشر في القطاع مجددا بسبب الحرب. الهدف الاول تم الحفاظ عليه – نتنياهو يجب أن يظهر متصلب في نظر القاعدة. في الصباح تم ارسال الى الجمهور المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد دانييل هاجري، كالعادة مع الانباء السيئة. ومثلما في 7 اكتوبر في الساعات الاولى اختفى نتنياهو عن انظار الجمهور. وزيارته التقليدية بمناسبة افتتاح السنة الدراسية التي تم التخطيط لاجرائها في مدرسة “غواتيمالا” في كريات يوفيل في القدس، تم الغاءها. قبل الظهر نشر رئيس الحكومة فيديو تم تسجيله مسبقا.

وقد جاء هناك كل ما يمكن تخمينه مسبقا: حماس هي التي تتحمل الذنب عن كل شيء، وافعالها تثبت بأنها لا تريد الصفقة؛ دماء قادتها تم هدره ونحن سنقوم بمطاردتهم حتى آخر واحد. قبل نشر البيان قالت هيئة عائلات المخطوفين بأنها تنتظر من نتنياهو تحمل المسؤولية، وبيان بأنه ينوي العودة والدفع قدما بالمفاوضات. لولا الظروف لكان يمكن القول بأن سذاجة العائلات هي تقريبا كانت مسلية. أين هو وأين اسحق رابين، الذي ببيان قصير للشعب قبل ثلاثين سنة تحمل المسؤولية عن فشل عملية انقاذ نحشون فاكسمان. في الظهيرة شاهدت فيلم نتنياهو القصير. الشخص ظهر فيه مثل ديكتاتور في طور التشكل. وكان من الواضح أنه لا يشعر بأي واجب تجاه مواطنيه وأنه منذ فترة بعيدة فقد القدرة على التماهي مع خوفهم وألمهم. اذا كان راض عن رؤساء جهاز الامن المتملقين حسب رأيه فقد كان يجدر به تولي اجراء المفاوضات بنفسه حول الصفقة، والاظهار لهم كيف يمكن الحصول من حماس ومن دول الوساطة شروط افضل. هذا لن يحدث بالطبع. من الاسهل القاء المسؤولية عن الفشل على المستويات المهنية.

اعادة جثث المخطوفين الستة هي حدث يثير القشعريرة ولا يمكن استيعابه – مع ذلك، ايضا كان متوقع. في الخلفية ايضا الضفة الغربية تسخن، ثلاثة رجال شرطة قتلوا صباح أمس في عملية اطلاق نار في غرب الخليل، وجندي قتل أمس في جنين. أول أمس تم احباط عملية بواسطة سيارتين مفخختين في غوش عصيون. رغم السلسلة التي لا تنتهي من الانباء السيئة فان هيئة عائلات المخطوفين ستحاول في هذا المساء اعادة الجمهور الى الشوارع وتصعيد النضال. هذا سيحدث رغم محاولة شرطة بن غفير فرض الرعب على المتظاهرين ووضع العقبات امام الاحتجاج. اذا لم يتم تأجيج روح الحرب مرة اخرى كما حدث في ليلة غالنت في آذار السنة الماضية فسنعرف أن الامر اصبح ضائعا بقدر معين.

——————————————–

إسرائيل اليوم 2/9/2024

هل حقا زورت استطلاعات حماس في القطاع؟

بقلم: د. اوري فيرتمان

باحث في المركز للاستراتيجية الواسعة لإسرائيل (ICGS)

استطلاعات الرأي للبروفيسور خليل الشقاقي صعدت هذا الأسبوع الى العناوين الرئيسة بسبب الادعاء بان حماس زورت نتائج الاستطلاعات في قطاع غزة في آذار 2024 لاجل خلق عرض عابث من التأييد لها بعد مذبحة 7 أكتوبر.

الشقاقي، الذي يعتبر الاستطلاعي الرائد في المجتمع الفلسطيني يقف على رأس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والاستطلاعات PCPSR الذي يتخذ من رام الله مقرا له ويجري الاستطلاعات منذ أيلول 1993. الادعاء هو ان حماس أجرت تضليلا في المعطيات، مثلا في سؤال “هل القرار بمهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر كان صحيحا؟” بينما أظهر الاستطلاع بان 71 في المئة مقابل 23 في المئة اعتقدوا بان القرار كان صحيحا، تدعي وثائق حماس بان النتائج الحقيقية كانت 64 في المئة مقابل 31 في المئة اعتقدوا بان القرار كان مغلوطا. سؤال آخر زعم حوله انه كان تزوير كان لمن ستصوت في الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية؟”: اظهر الاستطلاع بان مرشح حماس إسماعيل هنية حصل على 48 في المئة، مقابل 22 في المئة لابو مازن مرشح فتح، و 23 في المئة اجابوا بانهم لن يشاركوا في الانتخابات. وثائق حماس تدعي بان النتائج الحقيقية كانت 21 في المئة لهنية، 26 في المئة لابو مازن و 52 في المئة قالوا انهم لن يشاركوا في الانتخابات.

على سؤال: “ما هو الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية؟”، الاستطلاع في قطاع غزة اظهر بان 39 في المئة يؤيدون الكفاح المسلح، وايد الاحتجاج الشعبي 27 في المئة والمفاوضات 23 في المئة؛ وثائق حماس تدعي بان النتائج كانت 28 في المئة للكفاح المسلح، 21 في المئة للاحتجاج الشعبي و 50 في المئة للمفاوضات.

مع ان الشقاقي نفسه يدعي بانه من غير المعقول ان تكون الاستطلاعات زورت، يبدو أنه من الصعب جدا ان نعرف اذا كانت حماس نفذت هذا مع ذلك، كجزء من حملتها لتعزيز مكانتها في المجتمع الفلسطيني وفي الرأي العام العالمي. يجب أن نأخذ بالحسبان أمرين عند فحص الادعاءات بالتزوير: أولا الاستطلاعات تظهر بان الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤيدون هجوم 7 أكتوبر، حماس والكفاح المسلح حتى اكثر مما يؤيد ذلك عرب غزة. هكذا مثلا، استطلاع من اذار 2024 اظهر أن 71 في المئة من الفلسطينيين في الضفة يعتقدون أن قرار الخروج الى هجوم 7 أكتوبر كان صحيحا وفي استطلاع حزيران 2024 ارتفع هذا المعطى الى 73 في المئة. كما اسلفنا، في قطاع غزة كان المعطى “الكاتب” 71 في المئة في استطلاع اذار 2024 (مقابل 31 في المئة حسب وثائق حماس)، بل وانخفض الى 57 في المئة في استطلاع حزيران هذه السنة. كما أنهم في سؤال الانتخابات للرئاسة حسب استطلاع حزيران 2024 حصل هنية على 38 في المئة مقابل 21 في المئة لابو مازن في قطاع غزة، وفي الضفة كانت الفجوة حتى اكبر في صالح هنية الذي حصل على 46 في المئة مقابل 5 في المئة فقط لابو مازن. في سؤال الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية أيضا يظهر استطلاع اذار ان في قطاع غزة، حسب المعطيات الـ “الكاذبة” يحصل الكفاح المسلح على 39 في المئة تأييد (في معطيات حماس 28 في المئة) وفي الضفة الغربية يرتفع المعطى الى 51 في المئة.

هكذا، يطرح السؤال هل تنجح حماس حتى في الضفة الغربية أيضا ان تزور الاستطلاعات ام أن هذا حقا تأييد شعبي واسع لحماس التي هي في نظر الفلسطينيين التنظيم الوحيد الذي نجح في أن يشكل تحديا امنيا لإسرائيل ويضرب في بطنها الطرية، فيما أن السلطة الفلسطينية وفتح فشلتا في المهمة.

ثانيا، كيف يمكن أن نفسر هتافات الفرح في قطاع غزة بخاصة وفي الجمهور الفلسطيني بعامة بعد هجوم الإرهاب البربري في 7 أكتوبر، حين تخيل الكثيرون من بين الفلسطينيين بان دولة إسرائيل توشك على الاختفاء؟

فهل حماس لا تريد ان نعرف بان المجتمع الفلسطيني محب للسلام وكل هدفه هو التعايش مع دولة اسرئيل ومواطنيها، ولا يدور الحديث عن مجتمع بربري يقدس قتل اليهود؟ يبدو أن الواقع في المئة سنة الأخيرة هو اثبات دامغ على مسألة “ما يفكر به الفلسطينيون”. معنى المعطيات “الصحيحة” زعما ان معظم الجمهور الغزي يعارض حماس ويعتقد ان ليس فقط قرار الخروج الى هجوم 7 أكتوبر كان خاطئا بل انه في معظمه يعتقد ان طريق المفاوضات السياسية مع إسرائيل هي الطريق المفضلة لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.

——————————————–

هآرتس 2/9/2024

تفضيل محور فيلادلفيا على صفقة الرهائن يبرر العصيان المدني

بقلم: ماني ماوتنر

المهمة السامية للدولة الليبرالية هي الحفاظ على حياة المواطنين. الحفاظ على الحياة هو ايضا قيمة عليا في الثقافة السياسية لدولة اسرائيل. اسرائيل التي تفاخرت مرات كثيرة بأنه يوجد بين مواطنيها شراكة متميزة، تلزم ببذل الجهود لاعادة المخطوفين. حروبنا تم عرضها من قبل رؤساء الدولة كحروب للدفاع عن النفس، وفي الحالة الاستثنائية، في فترة حرب لبنان الاولى التي تحدث فيها مناحيم بيغن في صالح الحروب المبادر اليها، هذا الامر أدى الى ادانة كبيرة.

المادة الاولى في قانون الاساس: كرامة الانسان وحريته، تعرض قدسية الحياة كقيمة تقف في اساس النظام القانوني في دولة اسرائيل. اقوال مشابهة يمكن ايجادها ايضا في قرارات حكم المحكمة العليا. قرار الكابنت التي تم اتخاذه في يوم الخميس الماضي، تفضيل استمرار السيطرة في محور فيلادلفيا على صفقة اعادة المخطوفين، يمس بقيمة رئيسية في الثقافة السياسية لاسرائيل وبقيمة رئيسية في نظام الدولة.

المبرر الوحيد لقرار الكابنت يمكن أن يكون أن التنازل عن محور فيلادلفيا من اجل اعادة المخطوفين سيؤدي الى مس كبير بحياة الانسان في المستقبل. ولكن هذا المبرر سيسقط اذا اخذنا في الحسبان حقيقة أن وزير الدفاع وقيادة الامن العليا في الدولة تؤيد بلا تردد اعادة المخطوفين من خلال التنازل عن محور فيلادلفيا. من هنا فان قرار الوزراء الثمانية في الكابنت حول تفضيله يرتكز الى اعتبارات غير امنية.

المفكرون في معظمهم يعتقدون أن واجب الامتثال لقوانين الدولة غير مطلق، وأنه يمكن أن يتراجع امام الاعتبارات الاكثر اهمية، مثل العدل والاخلاق. والقرارات االقانونية التي هي غير عادلة وغير اخلاقية تعتبر قرارات لا تخلق أي واجب للامتثال. النظرية السياسية تعترف بنظرية العصيان المدني على اعتبار أنها تسمح بخرق قوانين الدولة. العصيان المدني هو عملية سياسية علنية وغير عنيفة لخرق القانون، التي تهدف الى احداث التغيير في سياسة الحكومة أو التشريع. هذه العملية هي عملية مبررة عندما تتخذ الدولة قرار غير اخلاقي بشكل واضح أو يعارض المباديء الاساسية للنظام.

قرار الحكومة المس بقدسية حياة المخطوفين بدون الاستناد الى اعتبارات امنية هو قرار غير اخلاقي ويعارض المباديء الاساسية للنظام في اسرائيل. هذا القرار يبرر عمل المواطنين في اطار نظرية العصيان المدني.

تجربة دول اخرى تعلمنا عن سلسلة نشاطات يمكن اتباعها في اطار العصيان المدني مثل اغلاق الشوارع التي تؤدي الى الوزارات الحكومية من خلال الجلوس عليها؛ شل فروع في الاقتصاد؛ عدم دفع الضرائب وما شابه. كل ذلك الى جانب العمل في اطار نظريات ليبرالية اخرى مثل حرية التعبير وحرية التظاهر.

مواطنو اسرائيل الذين يعارضون قرار الحكومة الصادر في يوم الخميس الماضي يمكنهم الاستعانة بمبدأ العصيان المدني. الديمقراطية هي اكثر من كونها تصويت مرة كل اربع سنوات. النظام الديمقراطي يتوقع أن يتابع مواطنيه بشكل دائم قرارات المستوى السياسي، وفي حالات مناسبة التعبير عن معارضة قرارات. القرارات المتطرفة تبرر المعارضة من خلال خرق القانون.

——————————————–

معاريف 2/9/2024

مواجهة ايران تتطلب استراتيجية واسعة، مع الولايات المتحدة، أوروبا والدول العربية

بقلم: افي اشكنازي

كان يفترض بهذا ان يكون يوما متفائلا: نهاية العطلة الصيفية، بداية السنة الدراسية، أطفال مع حقيبة ظهر كبيرة يسيرون الى الصف الأول. لكن إسرائيل نهضت أمس الى صباح صعب. 11 شهرا من الحرب. من الألم، الثكل، الجرحى وعائلات مخطوفين يترنحون بين الامل واليأس. كله انصب في صباح واحد باعث على الاكتئاب، يخنق الحلق، مع وهن لعضلات الجسم. وذلك بسبب النبأ بان ستة المخطوفين الشبان، الابطال الذين كافحوا 11 شهرا امام مخربي حماس – قتلوا باسم انعدام الحس، باسم الكبرياء، باسم الإصرار على رواية كاذبة، بسبب تبطلنا كمجتمع.

محولا فيلادلفيا هو هام. هو بالفعل مكان مركزي للضغط على حماس. هو بالتأكيد مسار تهريب. نوع من الاكسجين للمخربين. لكن تعالوا ندخل الأمور الى وزنها الحقيقي. من المهم الاستماع لاقوال كل جهاز الامن. الاتفاق المتدرج كان يفترض أن يتواصل ستة أسابيع. في ستة أسابيع الواقع في المحور لم يتغير اذا ما غادر الجيش الإسرائيلي المحور مؤقتا. حماس لن تنجح في إعادة بناء نفسها في ستة أسابيع.

ثلاثة على الأقل من ستة المخطوفين الذين قتلوا كان يفترض أن يتحرروا في الصفقة، لكنهم عادوا في توابيت. واقعهم لا يمكن تغييره – بخلاف مسألة المحور، الذي يمكن لكل خطأ فيه أن يكون مردودا. محور فيلادلفيا هو المقطع الصغير في الحدود بين إسرائيل ومصر. مقطع داخل الى القطاع. طوله 14 كيلو متر. الحدود مع مصر هي عشرين ضعفا على الأقل. “حدود غبية”، مع اسيجة، طريق دورية وبضع مواقع رقابة. بدون منظومة اخطار والكترونيات. من هذا الحدود تجتاز مخدرات ووسائل قتالية. شرقا من هناك، على طول مئة كيلو متر توجد حدود منفلتة أخرى، بين إسرائيل والأردن. عبرها تجتاز كميات من الأسلحة، المال، وعلى ما يبدو المتسللون أيضا.

ايران التي تحاول اشعال الضفة، تستثمر في هذه الحدود الكثير من الطاقة والوسائل، وجعلتها طريقا سريعا للارهاب. في الشمال أيضا توجد حدود يمكن اجتيازها والتهريب عبرها للسلاح والوسائل الى محافل الإرهاب. الإصرار على أن محور فيلادلفيا هو صخرة وجود امن إسرائيل هو بعيد عن الواقع. ناهيك عن أن الولايات المتحدة وجهاز الامن أيضا أعطوا بضعة بدائل لاجل اغلاق فيلادلفيا. المسألة في غزة هي حرية حركة الجيش الإسرائيلي في المجالات. المسألة المقلقة الخطيرة في المنطقة هي ايران. صباح امس، في منطقة ترقوميا تلقينا تذكيرا أليما. قتل افراد الشرطة الثلاثة نفذه مخرب خدم في الماضي في الحرس الرئاسة لابو مازن. يبدو أن هناك من عرض عليه المال، الكثير من المال كي ينفذ العملية القاسية.

هكذا تعمل الان ايران في الضفة. تعرض الكثير من المال لمخربين محتملين. المهم أن ينفذوا عمليات. لا يهم انتماؤهم – حماس، الجهاد الإسلامي أو فتح. المهم، حسب الإيرانيين، ان ينفذوا عمليات إجرامية ضد إسرائيل.

السلاح والذخيرة تصل كما أسلفنا عبر الحدود المنفلتة من الشرق. لاجل إنزال رأس الافعى – ايران، يجب العمل باستراتيجية واسعة، مع الولايات المتحدة، أوروبا والدول العربية في المنطقة. الطريق تمر في محور فيلادلفيا وفي اتفاق لاعادة 101 المخطوفين.

——————————————–

إسرائيل اليوم 2/9/2024

السنوار يفعلنا جميعا حسب السيناريو

بقلم: شيريت افيتان كوهن

إسرائيل توجد في حرب تجبي اثمانا. أمس دفعنا ثمنا دمويا في عملية في جنوب البلاد، في الجبهة الشمالية ومرة أخرى في قطاع غزة، حيث لا يزال مواطنون كثيرون محتجزين في أسر وحوش حماس وجنود كثيرون يضحون بحياتهم في الحرب التي فرضت علينا.

في الاستخدام السياسي، التهكمي والعكر لاجزاء في الشعب، النذر القاسية عن قتل المخطوفين في النفق خلقت غضبا تجاه الحكومة، وكأنه على عتبتنا توجد صفقة كان المخطوفون كلهم سيتحررون فيها الى الحرية. سياسيون حادو التمييز، الى جانب محتجون في السنوات الأخيرة جندوا الغضب والحزب في صالح محاولات لاستئناف الاحتجاجات. أمس، كان يخيل للحظان وكأن حكومة إسرائيل هي التي ضغطت على الزناد في النفق اللعين وليس المخربون. بشكل عجيب، في الولايات المتحدة فقط ساد وضوح في بيانات الرئيس الأمريكي والكثير من السناتورات الذين القوا الذنب على حماس وطالبوا بجباية ثمن منها.

منذ اكثر من عشرة اشهر والسنوار يدفع ثمنا باهظا على مذبحة 7 أكتوبر. هو لا يمكنه أن يجبي ثمنا باهظا آخر من إسرائيل، الصواريخ في جعبته تنفذ، توريد الذخيرة قطع وكتائبه تلقت ضربة قاسية، حتى وان لم تكن قاضية. مخربون لا يزالون يلاحقون مقاتلينا الابطال في غزة بينما هم يواصلون تفكيك مختبر الإرهاب الذي أقيم في غزة العليا وفي غزة السفلى. لكن عمليا يدور الحديث عن منظمة منكوبة ومحدودة القدرات.

للسنوار تبقت رافعة ضغط واحدة على إسرائيل وعلى الإسرائيليين، وهو يستخدمها بكل القوة، كي تدفعنا لان نضرب الواحد الاخر: المخطوفين. فليس صدفة أن اخذت الرهائن الى الانفاق، احياء واموات، بالعشرات – بالضبط لان دولة إسرائيل ملتزمة بمواطنيها. السنوار كان يعرف ان في نظرنا دم إخواننا يصرخ الينا في المسافات أيضا بينما هو – السادي المتوحش الذي بذنبه تدفن غزة عشرات الالاف – لا يتوقف للحظة كي يقول كفى.

في ما نشره زميلي ارئيل كهانا، وكذا من تقارير وزراء في الكابنت السياسي – الأمني، تتبين أن الفجوات مع حماس لا توجد على محور فيلادلفيا، كما حاولوا ان يصوروا الامر في اليوم الأخير. توجد فجوات هامة أخرى والسنوار يستخدم هذا السوط كي يفككنا من الداخل. قتل ستة المخطوفين في اليوم الأخير، اغلب الظن بامر منه، يفعلنا كلنا حسب السيناريو. كل يأكل لحم أخيه حيا. هذا في الوقت الذي يمتنع فيه جنود الجيش الإسرائيلي عن الأذى في المناطق التي يوجد فيها لعلمه ان في محيطه يوجد اكثر من عشرة مخطوفين احياء حياتهم في خطر كل يوم. من ناحية السنوار الصفقة هي بطاقة خروجه من الحرب حيا.

“الخيارات ليست اسود وابيض. لا يوجد هنا “اخيار” يريدون تحرير جلعاد و “اشرار” لا يريدون ذلك. بل محاولة من الدولة للتصرف بشكل مسؤول في وضعية رهيبة واليمة فرضت علينا ضد ارادتنا”. هكذا ختم يئير لبيد مقاله في “يديعوت احرونوت” في فترة جلعاد شاليط في اسر حماس، متناولا الادعاءات بان الحكومة لا تفعل ما يكفي او انه هو نفسه لا يهمه.

مسألة الاسرى هي حساسة ومعقدة وأليمة. عندما يأخذ السنوار معه في الاسر مئات الإسرائيليين، فانه يفعل هذا كي ينزل إسرائيل على ركبتيها ويواصل اثر انكسارنا من الداخل. فلماذا نسمح له بعمل ذلك. ——————————————–

هآرتس 2/9/2024

“إما المخطوفون أو الدولة”.. من يصدق “سيد الموت”؟

بقلم: أسرة التحرير

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس أنه خلص جثث المخطوفين ألموغ ساروسي، واليكس لوفإنوف، وكرمل جات، وعيدان يروشالمي، واوري دنينو، وهيرش غولدبرغ – بولين، من نفق في رفح. اختطفوا أحياء، نجوا أكثر من عشرة أشهر في لظى الأسر، وأطلقت النار على رؤوسهم في الأيام الأخيرة. حسب منحى صفقة تحرير المخطوفين الذي بحث في الأشهر الأخيرة، كان جات يفترض أن يتحرر كل من هيرش غولدبرغ – بولين، وعيدان يروشالمي، وكرمل في الدفعة الإنسانية الأولى، كان يمكن إعادتهم أحياء. لكن حكومة نتنياهو فضلت محور فيلادلفيا على حياتهم.

حماس هي التي ضغطت على الزناد، لكن من قرر حكم الموت هو نتنياهو. يحب أن يفكر رئيس الوزراء بأنه “سيد الأمن”، وأحياناً “سيد الاقتصاد” و”سيد الدبلوماسية”، لكنه في مرآة التاريخ لن يكون إلا سيد الموت وسيد التخلي. سيكتب اسمه بدم المخطوفين، مع نهاية أشهر طويلة في ظل الإهمال والمماطلة وعرقلة صفقة إثر صفقة – في جلسة الكابنت التي انعقدت في ليلة الخميس-الجمعة، حسم أمر إعادتهم أحياء، وأقر مشروع قرار يقضي بأن إسرائيل لن تغادر محور فيلادلفيا. لم تجد نفعاً تحذيرات وزير الدفاع غالنت بأن القرار هو دفن الصفقة وموت المخطوفين أحياء. كما أن اقوال رئيس الأركان هرتسي هليفي لم تجد شيئاً أيضاً. ادعى هليفي بأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يعود ويحتل فيلادلفيا عند الحاجة. كل هذا لم يساعد أمام نتنياهو، الذي لا يعمل وفقاً لاعتبارات الأمن، فما بالك اعتبارات إنسانية.

نتنياهو هو المذنب الأساس في التخلي عن المخطوفين لموتهم، إلى جانب أعضاء حكومته الأصفار. لكن الجمهور لن يعفي نفسه من المسؤولية. فعلى مدى أشهر طويلة، بقي في البيت، واضطرت عائلات المخطوفين للكفاح وحدها في سبيل حياة أعزائها. حصل هذا أيضاً بسبب سياسة “فرق تسد” التي اتبعها نتنياهو: المخطوفون “قطعوا” عن الجمهور، وكأنهم لم يكونوا جزءاً منه، وكأن هناك معضلة بين حياتهم وحياتنا جميعاً. نتنياهو خلق عرضاً عابثاً: إما المخطوفون أو الدولة، وقد نجح. لزم الجمهور الخائف البيوت. هذه الكذبة الشريرة أثارت موجات عداء ضد عائلات المخطوفين، وحتى موقف جهاز الأمن مع الصفقة لم ينجح في تحييدها.

عندما سعى الجمهور لصد الانقلاب النظامي، نجح في ذلك. وعندما سعى لوقف إقالة وزير الدفاع نجح أيضاً. هذه المرة أيضاً، إذا رغب الجمهور في صفقة، فستعقد صفقة. ولهذا، عليه الخروج إلى الشوارع بجموعه. أمس استجاب لدعوة عائلات المخطوفين لهز الدولة وخرج إلى الشوارع. إذا أراد الجمهور إعادتهم أحياء، فعليه أن يقف بجموعه كل يوم. إلى أن يعودوا. من لا يقف يكن شريكاً في جريمة موتهم.

——————————————–

 “فورين بوليسي”: نتنياهو يعرقل المفاوضات.. لكنْ لدى بايدن حلّ آخر

تبدو طريق المفاوضات مسدودة، لكنْ لدى الرئيس الأميركي جو بايدن حل آخر.

بقلم: ميكي بيرغمان

مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تنشر مقالاً للكاتب ميكي بيرغمان، الرئيس التنفيذي لمنظمة “غلوبال ريتش” التي تساعد في إعادة الأسرى الأميركيين الذين يتم اعتقالهم في دول العالم، يتحدث فيه عن النمط الذي يعتمده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لعرقلة المفاوضات.

ويقترح الكاتب أن يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بالتفاوض مع حماس عبر الوسطاء للتوصل إلى اتفاق مصغّر لتحرير الأسرى الأميركيين الإسرائيليين من غزّة، الأمر الذي قد يجبر نتنياهو على القبول بالمقترح الأميركي لوقف الحرب، لما له آثار سياسية سلبية فيه، بحسب رأيه.

مع اقترابنا من مرور عام على أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حان الوقت للاعتراف بأن الأساليب التي تم اعتمادها حتى الآن لإطلاق الأسرى الإسرائيليين والأميركيين في غزّة لم تنجح.

الرئيس الأميركي جو بايدن فشل في جعل الأطراف تتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومحاولات الإنقاذ الإسرائيلية للأسرى لم تحقق سوى نجاح محدود. كما أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه السلطة للموافقة على إطلاق سراحهم، ولكنه اختار مراراً وتكراراً عدم القيام بذلك.

منذ كانون الأول/ديسمبر، كان هناك اقتراح على الطاولة لتبادل الأسرى الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. يستند هذا الاقتراح إلى وقف إطلاق النار وإلى مسار محدد دبلوماسي لوقف الحرب. كانت هذه الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تضمن عودة جميع الرهائن من غزة.

لن يوافق السنوار على التغيرات في الخطوط العريضة الأساسية للصفقة. وعلى عكس ادعاءات نتنياهو، فإنّ الضغوط العسكرية لا تنجح معه.

إنّ استمرار الحرب يزيد نزع الشرعية عن “إسرائيل” دولياً، وزعيم حركة حماس يحيى السنوار يفضّل الموت على تسليم الأسرى من دون ضمان نهاية للحرب.

من جانبه، لا يبدو نتنياهو مهتماً حقاً بصفقة الأسرى، لأنها تعرض بقاءه السياسي للخطر. وما دام هناك أسرى في غزة، فإن لديه مبرراً لمواصلة الحرب. وما دامت الحرب مستمرة، فيمكنه تأجيل المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق، وإجراء انتخابات مبكرة، ومحاسبة سياسية أوسع نطاقاً. لقد أشرف نتنياهو على أكبر خسارة في أرواح المدنيين الإسرائيليين في يوم واحد منذ الهولوكوست، وطريقته الوحيدة للبقاء سياسياً هي إدامة الحرب. وفي حين يتظاهر نتنياهو بالولاء للأسرى، فإنّه يخرب بنشاط أي فرصة للتوصل إلى اتفاق.

وقد فعل نتنياهو هذا طيلة عملية التفاوض من خلال تقديم مطالب جديدة بشكل متكرر. وكان أحدث مثال على ذلك هو إصراره على الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر، والتي تطلق عليها “إسرائيل” اسم ممر فيلادلفيا. وقال نتنياهو إنّ الاحتفاظ بالممر ضروري لمنع حماس من إعادة التسلّح، لكن يعتقد رؤساء الأمن الإسرائيليون أنفسهم أنّ من الممكن منع تدفق الأسلحة من مصر من دون الحفاظ على وجود عسكري هناك.

وأمر نتنياهو باتخاذ إجراءات عسكرية استفزازية في عدة مراحل عندما بدا أنّ المفاوضات قد تتقدم؛ ففي مطلع كانون الثاني/يناير، عندما كانت صفقة الأسرى المكوّنة من ثلاث مراحل تكتسب زخماً، أذن نتنياهو باغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري في بيروت، الأمر الذي أدّى إلى توقف المحادثات.

مطلع نيسان/أبريل، عندما حققت الولايات المتحدة ومصر وقطر اختراقاً في صفقة الأسرى، أسفر هجوم إسرائيلي في شمال غزة عن مقتل ثلاثة أبناء وأربعة أحفاد لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وتوقفت المفاوضات. إنّ هذا النمط واضح لا لبس فيه؛ ففي عدة مناسبات خلال الأشهر القليلة الماضية، التزم نتنياهو باتفاق في اجتماعات خاصة مع بايدن أو أعضاء فريقه، لكنه سرعان ما غيّر موقفه علناً.

لقد شاركت في مفاوضات تبادل الأسرى لفترة طويلة. لذا، يمكنني أن أقول: “عندما تكون هناك فجوات بين الجانبين وتريد أن تنجح المفاوضات، فإنك تؤكد القواسم المشتركة في تصريحاتك العامة، وإذا كنت تريد فشل المفاوضات، فإنك تتحدث علناً عن الفجوات، ومن الصعب تجاهل حقيقة أنّ نتنياهو لا يتحدث إلا عن الفجوات”.

من الخارج، يبدو هذا بالتأكيد كأنّه طريق مسدود، ولكن هناك طريقة أخرى.

يتعين على بايدن أن يضع جانباً، في الوقت الحالي، الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الأسرى والتركيز على إعادة الأميركيين الأربعة المحتجزين في غزة. وتم أسر أربعة أميركيين آخرين في 7 أكتوبر، ولكن تم تأكيد مقتلهم منذ ذلك الحين. وينبغي له أن يفعل ذلك بسرعة، قبل أن يُقتَلوا أيضاً نتيجة سياسات نتنياهو الأنانية.

إنّ حماية سلامة المواطنين الأميركيين هي المسؤولية الأولى لأي رئيس أميركي. وفي محاولة التوصل إلى اتفاق أكثر محدودية، فإنّ بايدن قد يكسر الجمود ويدفع الجانبين نحو اتفاق أوسع نطاقاً.

في ما يتعلق بشروط الصفقة، قد يتساءل البيت الأبيض عما يمكن أن يقدمه لحماس في مقابل الأميركيين. بعد كل شيء، لا تستطيع الولايات المتحدة وقف الحرب، ولا يوجد لديها سجناء من حماس للإفراج عنهم، ولكن لن يكون هذا النوع من الصفقة حول ما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه لحماس، وبدلاً من ذلك، سيكون حول المكاسب الاستراتيجية التي يمكن لحماس تحقيقها من خلال إبرام صفقة مع الولايات المتحدة.

من وجهة نظر حماس، من المحتمل أن يؤدي الاتفاق إلى تأجيج التوترات بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبالتالي تعزيز مصالح المجموعة، وسوف يظهر ذلك نتنياهو كمعرقل. جميع الأميركيين الأربعة الأسرى في غزة هم أيضاً إسرائيليون. إنّ إطلاق سراحهم من شأنه أن ينعكس بشكل سيئ على نتنياهو، ويظهر أنّ بايدن كان على استعداد لفعل المزيد من أجل الإسرائيليين أكثر من زعيمهم.

بالطبع، يمكن لمعارضي بايدن السياسيين وصم المبادرة بأنها خيانة لـ”إسرائيل” في لحظة حساسة، أي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر.

إنّ الاتفاق – أو حتى مجرد احتمال معقول لاتفاق – قد يجبر نتنياهو على قبول إطار صفقة الرهائن الأكبر. ببساطة، قد يكون من غير المجدي سياسياً بالنسبة إلى نتنياهو أن يتم تجاوزه من قبل بايدن، وأن يؤمن الأخير إطلاق سراح أسراه الأميركيين، وسيكون الضغط من الشارع الإسرائيلي هائلاً.

كان بايدن صديقًا لـ”إسرائيل” طوال حياته السياسية، وسيكون العرض العام للتوتر والخلاف خارج شخصيته، لكن صفقة منفصلة لإعادة الأسرى الأميركيين لن تقطع العلاقات مع “إسرائيل”. وبدلاً من ذلك، فإنها تؤكد أنّ المصالح الأميركية لا يمكن أن تكون تابعة لمصالح قوة أجنبية، حتى لو كانت حليفة وثيقة.

——————انتهت النشرة——————