شهادات مؤلمة من داخل سجون الاحتلال: أسير فلسطيني يتعرض للتعذيب والإهانة

في زنزانة مظلمة مليئة بالحشرات، يجلس الأسير (ص.أ) في الأربعينات من عمره، من سكان شمال الضفة الغربية، محاولًا استجماع قواه بعد ليلة طويلة من الألم. منذ اعتقاله في بداية عام 2023 ووضعه رهن الاعتقال الإداري، تغيرت حياته بشكل جذري.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تعرض (ص.أ) لموجة جديدة من التعذيب والإهانة على يد السجانين. بعد سنوات من السجن في ظروف قاسية، نُقل مع مجموعة من الأسرى إلى منطقة تُعرف بـ”المخلول”، حيث تعرض للإذلال والاعتداءات الجنسية.

لم يقتصر الأمر على هذا، بل واصل السجانون اعتداءاتهم في غرفة أخرى تُعرف بـ”الزنانة”، حيث تعرض للضرب المبرح. في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، اقتحم السجانون مجددًا غرفته، حيث استخدموا جزرة وخيارة كأسلحة تعذيب لإلحاق أقصى درجات الألم والإهانة به.

شهادات (ص.أ) تكشف عن نمط متكرر من الوحشية، حيث تعرض زملاؤه في الزنزانة لنفس التعذيب، بينما لم يُسمح له بطلب المساعدة الطبية. قال (ص.أ) إن هذه التجارب تركته في حالة نفسية منهارة، مشيرًا إلى العزلة والمهانة التي يشعر بها.

المحامي وئام بلعوم، الذي يتولى الدفاع عن (ص.أ)، قدم طلبًا لفتح تحقيق فوري ونقل الأسير إلى سجن آخر لضمان سلامته. وقد ردت الشرطة الإسرائيلية بأنها أحالت القضية إلى وحدة التحقيق مع السجانين، لكن لم يُكشف عن تفاصيل التحقيق مع السجانين المتورطين.

وفي انتظار العدالة، يظل (ص.أ) في زنزانته، يواجه صدماته اليومية التي لن تفارقه أبدًا، بينما تخرج قصته من خلف القضبان لتذكر العالم بالمعاناة الصامتة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.