لم يمض سوى أسبوع على شراء الشاب ياسين حسن من مخيم جنين، العربة التي عمل عليها كبائع متجول في أسواق جنين، حتى هرستها الدبابات الإسرائيلية خلال عدوانها الأخير، والذي أحرقت ودمرت خلاله عشرات البسطات وعدة محلات وسط المدينة.
بحزن وتأثر، يقول ياسين لـ”ے”: “لم نكد نفرح وعائلتي بتوفير مصدر دخل نعتاش منه، حتى دمر الاحتلال حياتنا ومصدر عيشنا، البسطات كانت متوقفة في الحسبة بعيداً عن الشارع الرئيسي، لم تشكل عائقاً أمام الدوريات، ولم يقع في محيطها أية أحداث أو مواجهات، ورغم ذلك، استهدفوها، فأحرقوا ودمروا بشكل متعمد.
ويضيف: إنها كارثة ومصيبة كبيرة بالنسبة لنا، فلم تبق لنا وسيلة للعمل، ولا يمكنني شراء عربة أخرى، ولا يوجد من يعوضنا، فأي شريعة وقانون يجيز ذلك؟
أن الجرافات هاجمت، خلال تدميرها للشوارع والبنية التحتية، سوق البسطات وسط المدينة دون سبب، فأحرق الجنود بسطات وعربات وأكملت الجرافات تدمير عدد كبير منها.
وذكر البائع المتجول ماهر سمير أن الجريمة الإسرائيلية أحرقت بسطته وكافة الخضار الذي جهزها قبل العدوان مما سبب له خسارة كبيرة، وقال ” فوجئنا بالاقتحام قبل أنهاء بيع حمولتنا من الخضار والفواكه، واضطرنا للعودة لمنازلنا وترك كل شيء، لكن صدمتنا بعملية التخريب والتدمير التي طالت عشرات البسطات، وخسارتي تتجاوز الـ10 آلاف شيكل”.
ويضيف: “لا يوجد مصدر دخل أخر لي، وخسارتي لا تعوض، كما احترقت البسطة، ولم أعد قادراً على العمل، ولا يوجد حل للفقراء أمثالنا”.
واندلعت النيران بفعل الحريق الذي سببه جنود الاحتلال بعدة محلات، وقال صادق علاء الدين، صاحب محل نثريات: “خلال دقائق احترق كل شيء، الجرافات والجيش تعمدوا افتعال الحريق الذي دمر حياتنا، فقد احترق كل شيء في محلي ولن يعوضني أحد، لم يكن هناك مبرر هذه الجريمة الخطيرة والتي تضاعف خسائرنا في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادي”، وأضاف جعفر منصور صاحب بسطة للملابس: “خلال دقائق، احترقت البسطة وخسرت كل شيء، كل حياتي ترتبط بهذه البسطة التي تعتاش منها أسرتي المكونة من 7 أنفار، ما جرى اعتداء وتهديد خطير وعقاب وانتقام جماعي منا جميعاً”.
وعلى مدار أيام العدوان، واصلت آله الحرب الإسرائيلية عقاب أهالي جنين بشكل غير مسبوق، في ظل معاناتهم من انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت، وتعمدت الجرافات، تدمير المحلات التجارية ومحيطها، ولم تكتفي بالشوارع.
وقال المواطن أسعد حسين، صاحب محل ملابس: “الجرافات دمرت محلي بشكل كامل ودون سبب، خلال دقائق جرفت تعب وشقى العمر لمدة 20 عاماً، لم يبقى لنا شيء، وخسارتي كبيرة ولا تعوض”.
ولم يختلف المشهد في بقالة مأمون شريف، فقد هاجمتها الجرافة وألقت كل المواد من داخله للشارع وهرستها بشكل كامل، وقال: “الله أكبر على هذا الظلم والعدوان، لا يوجد مبرر لتدمير محلي، الواضح انهم استهدفونا لعقابنا والانتقام من جنين ومخيمها، وهذا يعني تدمير كل مقومات حياتنا، وحتى لو حصلنا على تعويض، لا يمكن أن تعود بقالتي التي تعتاش منها 3 أسر كما كانت، ورغم ذلك، الحمد لله وليس أمامنا سوى الصبر”.
وذكر رئيس الغرفة التجارية عمار أبو بكر أن الاحتلال كبد جنين خسائر فادحة في كل القطاعات خلال العدوان غير المسبوق، فلم يبقى وسيلة للعيش وحياة الناس إلا ودمرت بشكل متعمد.
“واضح أن هناك خطة مبرمجة لتدمير جنين واقتصاد الناس الذي يعاني من انهيارات وخسائر كبيرة منذ القيود والإجراءات المشددة التي فرضت منذ 7 من تشرين الأول الماضي”.
وأضاف: “الاحتلال حول محافظة جنين لمنكوبة بكل معن الكلمة، وسبب دمار شامل للمربع التجاري الرئيسي والمحيط ما زلنا نحصر نتائجه التي تعتبر خطيرة، وتشكل كارثة جديدة للاقتصاد الجنيني”.
وتابع: “لا يمكن الخروج من أثار هذه النكبة الحقيقية في ظل ما تعرضت له جنين من انهيار غير مسبوق طوال العامين الماضيين، والواضح أن الاحتلال يريد أن تبقى محافظة جنين في حالة شلل وركود وانهيار ودمار شامل “.
ومني الباعة المتجولين وأصحاب البسطات في حسبة جنين الرئيسية بخسائر فادحة، فقد تلفت كافة الخضار والفواكه بسبب الاغلاق والحصار.
وقال صالح حسني صاحب بسطة: “جميع البسطات، كانت محملة بالبضائع، وبسبب العدوان أغلقت الحسبة وتركنا كل شيء مما كبد كل صاحب بسطة خسارة كبيرة”.
وأضاف عثمان صالح صاحب بسطة كبيرة: “خسارتي تتجاوز من تلف البضائع 10 آلاف شيكل، وتتضاعف مع خسارتنا أيام العمل بسبب الاغلاق، لم يعد لنا مورد دخل، وتراكمت علينا ديون كثيرة”.
وسبّب الإغلاق خسائر لمئات المحلات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كصاحب محل اللحوم المجمدة وجدي فراس، الذي قال لـ”لقدس”:”تزامن العدوان يوم الثلاثاء وسط الأسبوع، مع تجهيزنا بكافة اللحوم والمجمدات حتى نهاية الأسبوع، وبعد اغلاقنا، وانقطاع الكهرباء تلفت كافة الأغراض وخسرت بضائع بقيمة 50 ألف شيكل”.
وأضاف: “كافة محلات اللحوم والدواجن والمأكولات المجمدة، منيت بخسائر فادحة وهذا يؤكد أن قصف الاحتلال لشبكات الكهرباء مما أدى لانقطاع كان متعمداً وبهدف تدميرنا اقتصادياً”.
المصدر ..”القدس” دوت كوم