تفاقم التوتر في الساعات الماضية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في لبنان وفلسطين، حيث نفذت طائرات الاحتلال عدة عمليات اغتيال واستهدفت مواقع مدنية وعسكرية، في حين ردت المقاومة بإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية، مما زاد من حدة المواجهات وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
اغتيالات في بيروت وصور
في واحدة من أبرز العمليات، استشهد محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول الدائرة العسكرية، إلى جانب عماد عودة، عضو اللجنة المركزية وقائدها العسكري في لبنان، والمقاتل عبد الرحمن عبد العال، بعد استهدافهم في غارة جوية شنتها طائرات الاحتلال في العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي مدينة صور، استشهد فتح الشريف، رئيس اتحاد المعلمين في لبنان بوكالة الأونروا، مع زوجته وابنه وابنته، إثر قصف استهدف منزلهم في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين.
استهداف الدفاع المدني اللبناني وتواصل الغارات
كما استهدف الاحتلال مركزاً للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة سحمر بالبقاع، مما أدى إلى مقتل خمسة من كوادرها. وفي صيدا، تواصلت عمليات البحث عن جثامين تحت الأنقاض بعد قصف بناية سكنية في منطقة عين الدلب، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 32.
حصيلة الشهداء والجرحى تتزايد في لبنان
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حصيلة أولية لـ 33 شهيداً في منطقة الهرمل، و16 في قضاء صور، و9 في البقاع، و7 في النبطية، و5 في بنت جبيل، و3 في الغبيري، بالإضافة إلى مئات الجرحى في مختلف المناطق. وتواصلت غارات الاحتلال على العديد من المناطق اللبنانية، من بينها سحمر، ويحمر، ولبايا، وزبقين، وتلال الفار، والمنصوري، وغيرها.
رد حزب الله وتوسيع العمليات العسكرية
رغم الضربات الجوية المكثفة، شن حزب الله عمليات عسكرية ضد مواقع لجيش الاحتلال على الحدود الفلسطينية-اللبنانية. وأطلق صاروخاً باليستياً على حيفا المحتلة، مما أدى إلى إدخال نحو مليون مستوطن إلى الملاجئ، فيما تعرضت مناطق شمال فلسطين المحتلة، بما فيها عكا وصفد، لرشقات صاروخية واسعة.
حزب الله ينعي قادته ويواصل التصدي
نعى حزب الله القيادي العسكري الكبير علي كركي، الذي لعب دوراً بارزاً منذ 1982 حتى معركة “طوفان الأقصى”. كما أعلن عن استشهاد الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس التنفيذي، والذي كان من أبرز قادة المقاومة في الجنوب خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي.
تصعيد في غزة واستهداف المدنيين
على الجانب الفلسطيني، شهدت غزة سلسلة من الغارات الإسرائيلية، حيث استشهد فلسطيني وزوجته وطفليهما في قصف على دير البلح. كما استشهد فلسطينيان في قصف مدرسة ببيت لاهيا، وفلسطينيان آخران في قصف مركبة بخان يونس. إضافة إلى استهداف منزل في مخيم النصيرات، مما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، في حين ارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا بعد استهداف منزل لعائلة سمور.
المقاومة العراقية واليمنية تنضم للمواجهة
أعلنت المقاومة الإسلامية العراقية عن تنفيذ عمليات قصف صاروخي وبالطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية في فلسطين المحتلة. وفي اليمن، أفادت مصادر يمنية عن استشهاد أربعة وإصابة آخرين في عدوان إسرائيلي على الحديدة، فيما أسقطت الدفاعات الجوية طائرة أمريكية مسيرة نوع (MQ9) في سماء صعدة.
اشتباكات واعتقالات في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين في مخيم عسكر القديم شرق نابلس. كما اندلعت مواجهات في قرية حوسان غرب بيت لحم وبلدة تقوع جنوب شرق المدينة. وقامت قوات الاحتلال بشن حملة اعتقالات في عدة مناطق، من بينها مخيم عسكر وقلنديا وبيت أمر، واعتقلت عدة شبان بينهم عبد الرحيم وشادي بشكار، وعبد الله عرفات، وإياد عثمان، ومحمد الجلاد.
حصيلة أولية ومخاوف من تصعيد أكبر
مع تواصل القصف والاشتباكات في مختلف المناطق، ترتفع حصيلة الشهداء والجرحى، بينما تتزايد المخاوف من تصعيد أكبر قد يؤدي إلى اشتعال جبهة لبنان وفلسطين بشكل غير مسبوق في ظل التطورات الميدانية المتسارعة.